آخر الأخبار

جامع (علها) الأثري في سقطرى.. أطلال قائمة تحكي جمال التاريخ العريق (تقرير خاص)

مسجد علها

مسجد علها

المهرية نت - أحمد الرميلي
الجمعة, 23 يوليو, 2021 - 10:18 صباحاً

يعد جامع علها من المساجد القديمة التي ما زالت أطلالها قائمة تحكي العمارة الطينية في سقطرى، وتحكي نمط بناء المساجد في سقطرى قديما.

 

تم بناء المسجد في عهد السلطان حمد بن عبد الله بن عفرار، وذلك حوالي عام 1367هـ. وبُني بعد بناء مجلس السلطان الذي يجاور المسجد بعام واحد، والديوان بني عام 1366هـ حسب التاريخ الموجود على باب الديوان.

 

قام ببناء المسجد رجل اسمه صالح، وكان يلقب (دشيرع)، وهو حضرمي الأصل. وساعده في البناء ابنه عوض. وكان رجل اسمه علي عبد الرب (علي بن تونهن) يساعد البناء في بناء المسجد، ويقدم له المواد.
كانت نفقات المسجد على حساب السلطان حمد بن عبد الله وحده.


المواد التي بني منها المسجد هي الأحجار والطين والأسمنت (في بعض الأجزاء) والنورى (تستخدم كطلاء خارجي لتقوية الجدار).

 

يتم رش المسجد كل عام بالنورى على نفقة ذهب بنت علي (زوجة السلطان حمد بن عبد الله بن عفرار، وأخت السلطان علي بن عيسى بن عفرار).

 

انهدم جزء من المسجد في عام 1972م أثناء الأمطار الغزيرة التي شهدتها سقطرى والمعروفة بأمطار (دي الربوع). وأكثر ما تأثر منه هو الجزء الخلفي.

 

الجزء الذي تأثر في عام 1972م أعيد بناؤه على نفقة ذهب بنت علي، وأعاده البناء جمعان بن ثابت.
كانت الصلاة مستمرة في الجامع القديم حتى تم بناء جامع جديد في القرية قبل حوالي (15) عاما ، وكان المنفذ للمسجد الجديد إبراهيم بن سيف، بعدها توقفت الصلاة في القديم، وكان قد تعرض للإهمال، وكان السقف يقطر أثناء الأمطار. بعدها بدأ بالانهيار شيئا فشيئا.
الباب الشرقي للمسجد المؤدي إلى الضاحي تم تجديده قريبا قبل الانتقال منه إلى المسجد الجديد، وتبرع به الأخ عيسى عباس الشزابي.

 

الباب الخلفي المؤدي إلى الملحق استحدثه جمعان بن ثابت لغرض دخول النساء من الخلف.

 

بين الجدران توجد أخشاب لغرض صلابة وقوة الجدار.
في زمن بناء المسجد لا توجد مساجد في سقطرى غير مسجدين هما الجامع القديم في حديبو ومسجد في (حولف).
كانت أرضية المسجد صبة إسمنت.
 
مكونات المسجد:


المسجد مكون من أجزاء هي:
المسجد الأساسي: وكان مسقوفا، ووسطه سارية (عمود)، وله بابان يربطانه بالضاحي، وثلاثة أبواب تربطه بالملحق.


المحراب: الذي في قبلة المسجد، وهو مخصوص للإمام الذي يؤم الناس. 
الجزء الخلفي (الملحق): الذي هو خلف المسجد الأساسي، وكان يستخدم لوضع أدوات المسجد وتحفيظ القران والدروس الإسلامية للأطفال، وكذلك تصلي فيه بعض النساء، ويصلي فيه الرجال عند امتلاء المسجد الأساسي، وله ثلاثة أبواب تربطه بالمسجد.
الضاحي: ويوجد في الجزء الشرقي من المسجد الأساسي، وكان يستخدم للصلاة أثناء اعتدال الجو أو في الليل، وكان غير مسقوف، وتوجد فيه البركة المائية لغرض تصفية الأرجل، وله محراب صغير في القبلة.
الحمامات: وتوجد خلف الضاحي.
المنارة: وتوجد بجوار الحمامات، وقد انهارت بالكامل، وأعاد جزء منها جمعان بن ثابت، حوالي مترين فقط.
 
سقف المسجد:


سقف المسجد مكون من عود خشبي طويل (ما زال موجودا في مكانه)، وفوقه أخشاب ساج، ثم أخشاب مسطح، وكلها جلبت من أفريقيا.
العود الكبير الذي يعتمد عليه سقف المسجد تم نقله على ظهر الرجال من (دشلهنيتن)، وكانت خلفهم فرقة من المطبلين لغرض الشد من عزمهم.
فوق العود الكبير أخشاب (ساج) ثم أخشاب مسطح، ثم طين.


كان الملحق أيضا مسقوفا مثل المسجد، لكنه انهار في 1972م، وأعاد سقفه جمعان بن ثابت على نفقه الشيخة ذهب بنت علي.

سقف الحمامات ما زال اثنان منها يوجد عليه جزء من السقف أخشاب ثم حديد ثم طين. واثنان بدون سقف.
الضاحي لم يكن مسقوفا.

منارة المسجد:


للمسجد منارة توجد في الجزء الخلفي منه جهة الشمال، ويوجد داخلها درجات للصعود إلى أعلاها. وهي دائرية الشكل. وهي ثلاث أدوار، عريضة من الأسفل ثم ضيقة قليلا في الوسط، ثم ضاقت أكثر في الدور الأخير.
كانت المنارة تستخدم للأذان، حيث يرتقي المؤذن إلى أعلاها حتى يسمع صوته إلى أماكن بعيده.
في أعلى المنارة توجد أربع نوافذ صغيره لغرض خروج الصوت. وكان المؤذن يخرج رأسه من إحداها عند الأذان.


شبكة مياه المسجد:


ماء المسجد يأتي من وادي (دحزفق) على بعد حوالي (5، 6) كم  وذلك عبر مجرى الماء الذي يجري فيه الماء إلى بركة قريبة من المسجد، ومن البركة يسحب الماء عبر أنابيب إلى حمامات المسجد. ويقسم الماء من البركة بين المسجد وبيت السلطان والقرية.

البركة بمقاس (55/ 8)م مربع، وارتفاع (80) سانتي، والماء الذي يبقى فيها يستخدم للغسل ولسقي النخيل. وتوجد في أركان البركة مكان للجلوس للمغتسلين فيها.
تبعد البركة من المسجد بمسافة (62) م.
يوجد بئر خلف المسجد يتم سحب الماء منه إلى المسجد أثناء انقطاعه من وادي (دحزفق). ويسحب الماء بالجرار إلى حوض مرتفع حوالي مترين (لم يبق منه شيء)، يسحب الماء منه إلى الحمامات عبر أنابيب. ويبعد البئر عن المسجد بمسافة (90/ 21) م. واسم البئر (دعلببه)، وقد قام البناء جمعان بن ثابت بتأهيل البئر على نفقه ذهب بنت علي وإبراهيم بن سيف.
مجرى الماء الممتد من وادي (دحزفق) بني بالحجارة والأسمنت، وبعض الأماكن غير المستوية يُعمل أنابيب.
توجد بركة مائية في ضاحي المسجد لغرض الوضوء والغسل وتصفية الأرجل قبل الدخول إلى المسجد.
الماء يخرج من البركة التي في الضاحي ومن الحمامات إلى الوادي عبر أنابيب.
 
تقييم حالة المسجد حاليا:


انهد جزء كبير من المسجد حاليا ولم يبق منه غير الأطلال.
سقطت المنارة كاملة، وبقيت قاعدها التي بنيت حديثا بالحجارة والأسمنت، وتلك القاعدة بارتفاع مترين تقريبا، والتي بناها جمعان بن ثابت.
الحمامات: وعددها أربعة، اثنان ما زال جزء من سقفهما قائما، واثنان قائمان من غير سقف.
البركة التي وسط الضاحي ما زالت موجودة، لكنها تحتاج إلى تأهيل.


شبكة المياه إلى المسجد انتهت.
البركة ما زالت موجود، لكنها متهالكة.
البئر ما زال موجودا، وتم تحديثه من قبل جمعان بن ثابت، وبداخلة ركام من الأتربة والقمامات تحتاج إخراج. والحوض الذي بجوار البئر انتهى.


ما زال الضاحي قائما بطرازه القديمة لكن أجزاء منه متهالك ويحتاج إلى تأهيل.
انهد المحراب كاملا حتى الأرض، وكذلك أجزاء المسجد الأمامية المتصلة بالمحراب.
حالة الملحق: انهد الجزء الخلفي من المحلق، وبقيت منه أجزاء قليله مشققة ومتهالكة.
الأبواب والنوافذ ما زالت بهيكلها لكنها متهالكة، وفقد كل موادها من الأخشاب.


حالة المسجد الأساسي: الجدار الذي في جهة الجنوب ما زال قائما حتى السقف، لكنه فيه تشقق وشروخ. وكذلك الجدار الذي ارتبط بالضاحي ما زال قائما لكنه مشقق، أمام الجهة الأمامية التي فيها المحراب فقد انهدم جزء كبير منها حتى الأرض. أمام الجدار الذي بين المسجد والملحق بقي منه حوالي مترين ونصف، وهو أيضا مشقق.
العود الكبير الذي عليه سقف المسجد ما زال موجود لكنه متهالك.
العمود الذي في وسط المسجد ما زال قائما وقويا.
كل مواد المسجد من أخشاب السقف والنوافذ والأبواب ومواسير المياه فقدت.
داخل المسجد ركام كبير سقط من السقوف والجدران.
هذه حالة جامع علها في عام 2021.


 
 


كلمات مفتاحية: تاريخ سقطرى مسجد علها آثار
تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية