آخر الأخبار
مصر.. مشهد تاريخي لنقل المومياوات الملكية في موكب مهيب
جانب من موكب المومياوات الملكية المصرية
الأحد, 04 أبريل, 2021 - 03:14 صباحاً
في مشهد تاريخي مهيب، نقل موكب ضخم 22 مومياء ملكية مصرية قديمة في كبسولات صُممت خصوصاً لذلك عبر القاهرة، مساء السبت، إلى متحف جديد، حيث ستستقر المومياوات الملكية في مثواها الأخير، مع عرضها بشكل يُضفي عليها بهاءً أكبر.
ونقل الموكب- الذي يُعدّ الأول في تاريخ مصر- 18 ملكاً وأربع ملكات، معظمهم من ملوك الدولة الحديثة، من المتحف المصري في ميدان التحرير بوسط القاهرة إلى المتحف القومي للحضارة المصرية في الفسطاط على بعد نحو خمسة كيلومترات إلى الجنوب الشرقي.
وتقدمت مجموعات ترتدي الزي الفرعوني على أنغام موسيقى، مركبات فرعونية، خرجت من المتحف المصري في ميدان التحرير الخالي من المارة والمواطنين.
ووقف الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وكبار المسؤولين، وشخصيات عربية وعالمية بمتحف الحضارة بالفسطاط، وذلك في استقبال المومياوات التي مرت محمولة في عربات مزينة بزخارف ذهبية فرعونية.
في وقت سابق من السبت وقبيل تحرُّك الموكب المعروف إعلامياً باسم "الرحلة الذهبية"، قال السيسي، على حسابه الموثق بـ"تويتر": "بكل الفخر والاعتزاز أتطلع لاستقبال ملوك وملكات مصر بعد رحلتهم من المتحف المصري بالتحرير إلى المتحف القومي للحضارة المصرية في هذا المشهد المهيب".
وتزامنت مع حركة موكب المومياوات، مشاهد غير مسبوقة، منها خروج الأضواء من مسلة ميدان التحرير ومن مختلف الطرق المحيطة بالموكب.
هذا الحفل جمع بين عروض غنائية وموسيقية وفرعونية، شارك فيها فنانون من مصر بينهم يسرا، وأحمد السقا، وأحمد حلمي، وأحمد عز، وهند صبري، وآخرون، أما فور وصول المومياوات الملكية إلى المتحف الذي افتُتح رسمياً، السبت، فأطلقت المدفعية 21 طلقة تحية لها.
جذب الاهتمام بآثار مصر
وأعد الحدث لجذب الاهتمام بالقطع الأثرية النفيسة بمصر في وقت توقفت فيه السياحة توقفاً شبه كامل، بسبب القيود المرتبطة بجائحة كوفيد-19.
استغرق الموكب نحو 40 دقيقة، قطع خلالها سبعة كيلومترات، تقدمه الملك سقنن رع من الأسرة الفرعونية السابعة عشرة (القرن السادس عشر قبل الميلاد)، وفي مؤخرته الملك رمسيس التاسع من الأسرة العشرين (القرن الثاني عشر قبل الميلاد. كما ضم الملكَ رمسيس الثاني والملكة حتشبسوت.
فيما تجمَّع آلاف المصريين لمشاهدة الحدث التاريخي، وعلى طول طريق الموكب.
من جانبه، قال عالم الآثار المصري ووزير الآثار الأسبق، زاهي حواس، إن كل مومياء وُضعت في كبسولة خاصة مملوءة بالنيتروجين؛ لضمان سلامتها.
ووُضعت الكبسولات على عربات مُصممة لحملها وضمان ثباتها، مشيراً إلى أن الاختيار وقع على متحف الحضارة، لأن مصر تريد عرض المومياوات بطريقة تعبّر عن الحضارة وتنقل علماً وثقافة وليس لمجرد الترفيه كما كان عليه الحال في المتحف المصري.
وأوضح، في تصريحات لوسائل إعلام محلية، أن سبب نقل المومياوات يرجع إلى "رغبة القائمين على الآثار في عرض المومياوات بطريقة علمية تشمل الملك وبعض قطع من آثاره"، مؤكداً أن "كل ما تم اتخاذه كان وفقاً لنتائج الدراسات التي تمت، والتي تخلو من الإثارة، فضلاً عن العمل على تنويع مصادر الجذب السياحي في مصر، والتي من بينها قرار نقل المومياوات الملكية إلى متحف الحضارة".
إلى ذلك، برز هاشتاغ (وسم) #موكب_المومياوات_الملكية ضمن التغريدات الأكثر تداولاً بمصر، على "تويتر" حتى الساعة الـ11:20 ت.غ.
وكانت السلطات المصرية قد أغلقت عدداً من المحاور المرورية أمام جميع أنواع المركبات والأفراد مع انطلاق الموكب في الساعة الـ18.00 مساء (16.00 ت.غ) وحتى الساعة الـ20.30 مساء (18:30 ت.غ).
شمل الغلق منافذ الدخول والخروج لميدان التحرير في القاهرة، بجانب غلق منطقة "كورنيش النيل"، وشوارع الموكب مع غلق محطة مترو السادات المتاخمة للمناطق المذكورة، من الساعة الـ12 ظهراً (10:00ت.غ)، حتى الساعة الـ21.00 مساءً (19:00ت.غ)، بحسب وسائل إعلام مصرية.
يشار إلى أن المومياوات التاريخية التي تم نقلها، ترجع إلى عصر الأسر الفرعونية (نحو 1580 ق.م-1085 ق.م).
تشمل تلك المومياوات: الملك رمسيس الثاني، والملك ستي الأول، والملك مرنبتاح، والملك ستي الثاني، والملكة أحمس نفرتاري، والملكة مريت آمون، والملك سقنن رع تاعا، والملك تحتمس الثاني، والملك تحتمس الأول، والملك تحتمس الثالث، والملك أمنحتب الثاني، والملك أمنحتب الثالث، والملكة حتشبسوت، والملك تحتمس الرابع والملكة تي.
يشار إلى أن هذا الموكب هو الأول بتاريخ مصر الذي يضم هؤلاء الملوك مجتمعين، حسب تصريحات سابقة أدلى بها أحمد غنيم، الرئيس التنفيذي لهيئة متحف الحضارة بمدينة الفسطاط.
والمومياوات التي تم اكتشافها على دفعتين من موقعٍ جنوبي مصر عامي 1871 و1898، تم تجهيزها لتكون أيقونة بمتحف الحضارة، لجذب الزائرين إليها، بحسب بيانات لوزارة السياحة.
جدير بالذكر أن الفسطاط كانت عاصمة مصر بعد الفتح العربي في العصر الأموي. تجدر الإشارة إلى أن قاعة المومياوات ستستقبل الزوار ابتداءً من يوم 18 أبريل/نيسان المقبل، والذي يوافق يوم التراث العالمي.
وسوف تُعرض المومياوات في صناديق خاصة مجهزة بأدوات حديثة لضبط الحرارة والرطوبة، وسيُعرض بجانب كل مومياء التابوت الخاص بها.