آخر الأخبار
خروج نهائي... مسلسل درامي أبدع في حلقة عن قضية الوحدة اليمنية
في خضم مسلسلات شهر رمضان المبارك أعجبتني الحقلة 11 من مسلسل خروج نهائي الذي يعرض على قناة المهرية والتي تناولت موضوع الوحدة اليمنية حلقة واحدة بسطت الموضوع وأوصلت الفكرة واختصرت آلاف من المقالات والمقابلات التلفزيونية والإذاعية السياسية.
تدور أحداث الحلقة حول رحلة سفر لشخصيتين الممثل المبدع نجيب الغزي من شمال اليمن والممثل المبدع قاسم رشاد من جنوب اليمن يتعطل عليهما "الباص" أثناء سفرهما إلى السعودية ليضطرا الركوب مع سنان صاحب السيارة القديمة وأثناء الطريق يستعرض المسلسل اختلاف نجيب وقاسم على الأغنية التي سيسمعونها في الطريق فنجيب يريد سماع السنيدار والحارثي والسمة وقاسم يريد سماع أبو بكر سالم ومحمد سعد عبدالله وفيصل علوي، كلّ منهما يريد فنانة يغني، اشتد الخلاف بينهما واضطر سنان يطفئ المسجلة لينهي الخلاف.
واصلوا الطريق إلى أن توقفوا في محطة العم ناصر لأخذ استراحة طريق لتناول الطعام وذهب سنان ليتفقد السيارة دخل قاسم ونجيب إلى الكافتيريا والتي فيها طاولة واحدة ..اضطرا يجلسان عليها الاثنين، وكلّ منهما يريد أكلات منطقته، من خلال حوار ذكي مع محمود المصري أعطاهم بعض النصائح وأيضاً قدم لهما الاثنين بيض وشاهي أحمر وخبز وهو ما لم يطلباه لكن هذا الواقع فالكافتيريا لا يوجد بها سوى بيض وشاهي أحمر ولا يوجد خيارات أخرى مشهد يخبرنا عبره مخرج المسلسل محمد الربع أن الشمال والجنوب كلّ منهما له مطالبه الخاصة وله تنوع ثقافته وخصوصياته وأكلاته وله طموحاته وكل شيء مع ذلك كلنا على طاولة واحدة نأكل ونشرب ونحلم ونطمح سوياً وقدرنا ومصيرنا واحد والواقع يفرض حكمه شئنا أم أبينا.
ينظم العم سنان إلى الطاولة ليخبرهما أن السيارة تعطلت وتحتاج إلى قطعة من مكان ما على بعد كيلو مترات من المحطة وسيذهب لشرائها وطلب منهما انتظاره حتى يعود مما يُجبر نجيب وقاسم على الإقامة بالفندق، ويفاجئهما العم ناصر بأنه لا يوجد إلا غرفة واحدة فيها سريرين ليناما فيها، وهنا يواصل الربع تأكيده لنا أن المصير واحد وعلينا تقبله.
قبل ختام الحلقة يشاهد نجيب وقاسم مباراة اليمن وبالطبع هناك لاعبين من الجهتين شماليين وجنوبيين وعندما سجل منتخبنا هدفا احتفى نجيب وقاسم وحظنا بعض من الفرحة وهنا اتضحت الرسالة جلياً أنه معاً نحقق الأهداف والإنجازات ونفرح بها فالوحدة قوة واكتملت الليلة بسمرة بسيطة لجميع من في المحطة والفندق تحدثوا فيها أن شمال وجنوب هذه تستخدم لتحديد القبلة والاتجاهات وليست للتفريق بين أبناء الشعب الواحد وقدموا لنا حوارات بسيطة رسالتها الوحدة قوة واليمن واحد شعب ومصير.
ويختتم الربع الحلقة بمواصلة سنان ونجيب قاسم الطريق فتتعطل عليهم السيارة في الطريق لينزل نجيب وقاسم لدفعها سوياً ومجددا تدور بينهما خلافات من شأنها عدم قدرة دفع السيارة وبالتالي عدم مواصلة الرحلة إلا باتفاقهما ودفعهما السيارة لنشاهد أعظم رسالة في الحلقة وهي أن اليد الواحدة لا تصفق وأن الدرب واحد والوسيلة واحدة شمالي وجنوبي يجب أن نتعاون ونتكاتف لنصل ببلدنا إلى بر الأمان، إلى مستقبلنا الذي نطمح إليه.
هكذا هي الدراما الحقيقية تتناول المشكلة وتبسط حلها وتسهم في تغيير قناعات الشعوب حول قضية ما. حلقة أعتبرها أنا حلقة أسطورية فكرة وتنفيذ نجح نجوم مسلسل خروج نهائي في تقديمها لنا ك درس يتعلم منه أبناء الشعب كافة وهنا أقدم خالص شكري لكل طاقم العمل بقيادة المخرج محمد الربع على هذا العمل الأكثر الرائع.
في الأخير أتمنى من صناع الدراما في اليمن أن يقدموا لنا مسلسلات وبرامج ودراما لها هدف ورسالة سامية دراما ترتقي بتفكيرنا وتعصبنا لبعض الأمور وتغير من تصرفاتنا وتعاملنا معها دراما تخاطب شعبنا المغلوب على أمره وتسهم في حل مشاكلة ولو بتغيير طريقة التفكير وإعادة النظر إلى كثير من الأمور.