آخر الأخبار
طوفان الأقصى.. زلزال عربي يغير مجرى التاريخ
غزة تقاتل نيابة عن الأمة العربية والإسلامية التي تحتضر، أمة لا تموت ولكنها مصابة بداء تبعية وارتهان حكامها، ويمكن القول إن حكامها صنيعة الصهاينة وأمريكا، وتصريحاتها المهينة لكل عربي مسلم (ما لم تكن إسرائيل قد زرعت في المنطقة لكنا زرعناها) .
حكام لا دافعوا عن الأمة ، ولا تركوا شرفاء وأخيار الأمة تقاتل، على رأسهم أهلنا في فلسطين، فلماذا الرهان على جثث هامدة متحللة متخمه فسادا، والأصل هي الشعوب، التي خرجت للساحات تنتصر لفلسطين، وتدعم المقاومة في غزة.
استعاد الناس ثقتهم بالنصر، حينما اجتاح طوفان الأقصى إسرائيل وكشف لنا عن هشاشة القبة الحديدية، وترسانة الجيش الذي لا يقهر، و حقيقة أن الأرض لأصحابها، والمغتصب مهما طال اغتصابه للأرض سيأتي يوم ليعود من حيث أتى ، وعودة كل فلسطيني هجر من أرضه.
أيها العرب ويا أمة سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، هل استوعبتم الدرس من مقاومة الأقصى؟، و هل تنفستم الحرية حينما هدم الأبطال أسوار العبودية؟ ومتى ستتحررون من حكامكم دمى التبعية والوصاية، دمى أمريكا والامبريالية.
اليوم إخواننا في غزة يتعرضون لحرب إبادة حقيقية، وحكامنا يضيقون الخناق على شعوبهم، اقتصاديا ومعيشيا، وبعضهم لا يسمح للشعوب أن تتنفس وتنتصر لذاتها، للعروبة والإسلام، في مواجهة الآلة الصهيونية التي لن تكتفي بغزة، وتخطط لما بعد غزة، آلة لن تتوقف إلا وقد التهمت كل الأراضي العربية، من النيل للفرات، وعطلت كل المقومات الاقتصادية للعرب والمسلمين.
إذا كان الفلسطيني محاصر من أعداء الأمة ، فالعربي محاصر من حكامه، ولهذا يمكن القول إن العراق وسوريا وليبيا واليمن وتونس ومصر ليست بخير، لأن الأمة ليست على كلمة سوى، وهناك أنظمة من صناعة المستعمر، تآمرت على كل الأنظمة الوطنية في العالم العربي، ودمرت كل إنجازات الثورات الوطنية.. بفضلها اليوم يتقاتل العرب والمسلمون عقائديا وطائفيا ومناطقيا، والصهاينة وأمريكا تدعم هذا القتال، وتعزز الفرقة والشتات، وتضع لنا دمى على كراسي السلطة، مزدوجي الهوية والانتماء، ممن فقدو عروبتهم بعد أن فقدوا كرامتهم منذ سنوات، مؤهلين لصوصية وفساد ومتاجرة.. جلبوهم من أسواق النخاسة.
ستتحرر فلسطين إذا تحررت الأمة من الوصاية وأدوات الارتهان والتبعية، من ثقافة التطبيع والصلاة الإبراهيمية ، من الصهاينة العرب، ملوكا أكثر بطشا من ملوك الغرب وبني صهيون.
ما قامت به حماس (بطوفان الأقصى) يمكن أن يكون زلزال عربي يغير مجرى التاريخ لصالح الأمة ، وينتصر لكل عربي مسلم، وكل فلسطيني، لتعود الأرض لأصحابها.
لن تستسلم فلسطين، ولن تسقط غزة ما دام هناك أمة مازالت تنجب دماء طاهرة، وشعوب ما زلت تصرخ وتنتصر للأرض والإنسان ، ومازالت الضمائر تنبض حرية وعدالة، ومجتمعات قادرة على تغيير واقعها وتجدد نسيجها.
عاشت فلسطين حرة، عاشت الأمة العربية والإسلامية، العار للصهاينة والعملاء.
*المقال خاص بالمهرية نت *