أثار حفيظة السقطريين خطاب نشر على وسائل التواصل الاجتماعي في حفل بمدينة عجمان بحضور محافظ سقطرى وعدد من الشخصيات السقطرية المجمركة بعلامة إماراتية.

  هذا الخطاب وجهه  علي بن ارحمه الشويهي إلى المحافظ وإلى السقاطرة في الداخل والخارج، وافتتح الرجل الخطاب بآية قرآنية:(فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا) وفي ثنايا الحديث ذكر أن الجماعة فوق لا يبون منكم شيء حتى الشكر ما يبون، واختتم كلمته ببيت شعري قال فيه: أبني سقطرت أحكموا سفهاءكم... إني أخاف عليكم أن نغضبا.

ولا أدري ما علاقة الآية التي ساقها علي الشويهي بموضوع الحديث عن سقطرى وطلب ولاءها الأعمى للإمارات، هل هو من باب التسويق الديني والإقناع لنا بأن الرجل شيخ دين خاصة وأنه يعتمر عمامة ولحية سوداء طويلة؟، أم أن الجماعة اللي حواليه تركوا الصلوات واتبعوا الشهوات.
 
وبالنظر في هذه الآية فإن مضمونها يتنافى مع ما فرضته الإمارات في سقطرى من سلوكيات مشينة، فهي تفرض خلع الحجاب في المدارس والجامعات التابعة لها، وقد بدأ الأمر بالسر ومن ثم تطور إلى العلن، لذلك نقول هل تعلم أيها الشيخ المتأسلم والمتفلسف أن الإمارات تجلب السواح من كل بقاع العالم من اليهود والإسرائيليين وغيرهم، وتشجعهم على التعري ونشر الصور والمقاطع الفاضحة وإغراء الشباب السقطري.. هذا خلافا للخمور والممنوعات التي تدخل عبر الميناء والمطار قادمة من المدن الإماراتية، وما خفي أعظم، وبعد هذا أيها الشيخ من يتبع الشهوات في رأيك؟ أم أن هذه الآيات مجرد تسويق إعلامي لتبرهن لنا حفظك لقرآن وحرصك على الدين؟

ذكر الرجل في خطابه الجماعة اللي فوق الذين لا يبغون منا شيئا حتى الشكر. اللي فوق يعني (الحكام الإماراتيين) الذين ظهرت صورهم معلقة في جدار المجلس فوقهم، عليك من الله ما تستحق أيها الشيخ تقول لا يبغون شيئا وما تركوا لنا شيئا.. أخذوا الثروات ونهبوا الخيرات واستحوذوا على التجارة والسياحة والزراعة والأسماك، وعلى الجيش والأمن والمحافظة، وتقول ما يبون شيء!

كان الصواب لو قلت ما تركوا شيء، وعلى ذكر الشكر يزعم هذا الشيخ الفصيح أنهم ما يبون الشكر، وهو متأكد أن كلامه مخالف للواقع، فما أقيم مهرجان في سقطرى إلا صفت على جدرانه عبارة شكرا إمارات الخير وهي مدونة على السيارات والصخور، وفي الأودية والهضاب، بل بعض أتباع الإمارات في سقطرى من أذكارهم الصباحية والمسائية عبارة شكرا إمارات الخير.

وبالانتقال إلى البيت الشعري الذي اخترعته أيها الشيخ لتظهر لنا علمك وفصاحتك فنقول لك ما كان ينبغي أن تهددنا بغضبك ولا أن تصفنا بالسفهاء ولو كنت فعلا على علم وفصاحة وتقوى وورع كنت تتنزه من أن تطلق كلمة سفيه على من يطالب بحقه في الحصول على ضروريات الحياة.. فهل السقطري الذي يطالب بتوفير الخدمات من الكهرباء والغاز والمشتقات النفطية وتخفيض أسعارها سفيه، هل السقطري الذي يطالب بحقه في العمل في القطاعات الوظيفية والخدماتية في المستشفيات والجامعات والمدارس الخاصة التابعة للإمارات ويطالب بتسويته بالأجر بالمصريين والباكستانيين والهنود وغيرهم من المجتمعات الأخرى في بلده سفيه، أليس السفيه من يبيع المواد المخصصة للتوزيع بأغلى الأثمان ويقوم بتصور الضعيفة والمساكين الذي يقفون طوابير في المحلات التابعة لأبي مبارك المزروعي ليشتروا بحقهم ومن ثم تسوق صورهم في الإعلام على أنه تم توزيع المساعدات عليهم. 

لو كنت أيها الشيخ علي أطلقت مفردة السفاهة على التصرف لا على الأشخاص لكنت محقا ربما، فمن سفاهة التصرف فعلا أن لا يقوم السقاطرة بثورة لطرد الإماراتيين من سقطرى، ومن السفاهة ألا يغلق السقاطرة جميع القطاعات التابعة للإمارات حتى يحصلوا على حقهم في العمل والأجور، ومن السفاهة فعلا أن تحتجز الإمارات المحافظ في الإمارات منذ ما يقارب شهرين بدلا من تشجيعه على العمل والإنجاز في بلده بل وتجعله يصدر قراراته بما يمليه المندوب الإماراتي عليه.

أخيرا نطالب هذا الرجل بالاعتذار لأبناء سقطرى، ونناشد كل الشرفاء بالانتصار لأنفسهم وإطلاق حملة في جميع وسائل التواصل الاجتماعي، وفي الندوات والمحافل تطالبه بالاعتذار ومناشدة الحكومة بذلك حتى يكون عبرة لغيره.


*المقال خاص بالمهرية نت*