آخر الأخبار
عدن ومشروع الأمة
رحل المستعمر و عدن النقطة المضيئة في الجنوب وحولها مناطق تعيش في جهل وتخلف ومرض وعصبية وصراعات قبلية و ثارات وتسلط وهيمنة.
الحديث عن عدن هو حديث عن تجربة حضارية فريدة في المنطقة، ومنارة وإشعاع فكري وثقافي وسياسي، مجتمع مدني متعايش، أطياف وأعراق وثقافات وأيدولوجيات وعقائد ومذاهب وأديان، مجتمع أممي حر، كوزم وبوليتي فريد.
عدن أول نواة لفكرة الدولة.. ديمقراطية( انتخابات حرة) ومجلس تشريعي، مؤسسات ونظام وقانون، مهندس بلدي وتخطيط حضري، قضاء عادل.. صحة وتعليم، مدرسة ومركز تأهيل وتدريب تشذب وتثقف وتأهل الإنسان.
مشكلة عدن هي قلق أعداء الأمة العربية والإسلامية مما يحدث فيها من نمو خارج سيطرتهم، سياسي ثقافي فكري ومجتمعي، من منشئ فكرة الدولة والتعايش، من تنامي أدوات التنمية السياسية والاجتماعية، من الإنسان والعقل العربي والإسلامي الذي يتفوق في عدن، في ظل مخطط مؤامرة على العرب أرضا وإنسانا وهوية.
فكانت الفتنة خروج المستعمر بدون استقلال حقيقي، وترك أدواته تقاتل وتقتل كل خير ونماء ونهضة وتطور في هذه المدينة التي من حينها لم تكن سوى حلبة لصراعات دموية وما زالت فتنة ما زال دابراها يعمل.
اليمني اليوم وأبناء عدن يعرفون أعدائهم وغرف عمليات ما يحدث لليمن وعدن، والمسؤولية ملقاه على عاتق كل الأطراف السياسية التي ارتهنت لأجندات استخبارات ( غرف عمليات التدمير ) منذ الاستقلال، ودمروا عدن.
أوجه رسالة مهمة لأبناء عدن، أعداؤكم هم أعداء الأمة العربية والإسلامية، ستجدونهم يذرفون دموع الهزيمة، او في عنجهية منتصر، فجميعهم أدوات لأجندات خارجية، وفتنة دولية، ومخطط صهيوني قلق من تفوق عدن و تحضرها، مواقعها الاستراتيجي في ممر دولي، ميناؤها الرباني، ما وصلت إليه من مكانة وصيت، تشكل أحد أعمدة النهضة العربية.. قرر الصهاينة تدميره وبأدوات عربية ومحلية دمى تحركها أموال واجندات الخارج.
ما تعيشه اليوم عدن هو صراع مخلفات الماضي الأليم، وثقافة الثأر السياسي الرجيم، وأمراض قهر وكمد ما بعد 67م.. و وعي لم يستوعب بعد فتنة تدمير عدن وغارق بالفتنة بدون وعي يقدم خطاب معسول مسموم بالفتنة.. يستدعي فيه الصراعات، وكل تلك القوى المتخلفة مخزونه الفكري ينصب في النتائج والتداعيات، يعزز فكرة القهر وحالة الانتقام، غير مبال بحالة الضعف وهشاشة المواقف، وواقع عدن اليوم ومستقبلها وتقوية عودها لتعود بقوة منارة وإشعاع و رائدة في عملية التحول السياسي والتغيير المنشود، تفرض شروطها وقادرة على إنصاف أبنائها والوطن اليمني.
المؤسف هو تغييب دور النخبة القادرة على أن تضع تحديات جادة أمام بناء عالم أكثر إنصافا وإطلاق أفكار تقوض حالة النزاع المسلح وتقطع دابر الفتنة وتوقف بندقية العنف، لتتيح فرصة للقوى المدنية أن تتنفس، وتتنفس معها عدن.
تزداد مأساة عدن من القوى الشعبوية المتطرفة ومواقفها وأحكامها التي تلهب حماس الجماهير بالتطرف والديماغوجية، تدغدغ العواطف، وتحيد العقل لاستمرار حالة الصراع والانتصار للأقوى، لتبقى عدن هي النقطة الأضعف، وهي الضحية وتفقد القضية عدالتها وقوتها، بدون الوعي والعقل سنخسر كما خسر الآخرون وشوهوا القضية الجنوبية، ولله في خلقة شؤون.
المقال خاص بالمهرية نت