اللعب ضرورة تحتاجها المجتمعات والشعوب، لذلك كل أمة تخترع ما يناسب ثقافتها وعاداتها وديانتها من هذه الألعاب، مما يتوافر لديها من مقومات أو مما منحته البيئة من حولها في كل عصر ومكان.

  وقد اخترع المجتمع السقطري لنفسه ألعابا خاصة به فلكل فئة عمرية ما يناسبها، ولكل جنس ما يناسبه.. فقد أوجدوا ألعابا خاصة بالنساء وأخرى خاصة بالصغار وهكذا، ولن نستطيع الجزم بأن السقطريين لم يستفيدوا من ألعاب الشعوب الأخرى، لكن من المؤكد أن ما كان دخيلا من هذه الألعاب تم تحويره وتطويره أو استبدال أدواته بما يتناسب مع ثقافة المجتمع وإمكاناته.

  وفيما يأتي نستعرض أبرز الألعاب وأشهرها في المجتمع السقطري قديما وحديثا: أرقصه شماحلية: وهي لعبة خاصة بالبنات حيث يقمن بالقفز إلى الأعلى بشكل مستقيم وهذه اللعبة في الأساس نوع من الرقص واسمها وطريقة لعبها يدل على ذلك.

  دي همع: ويصحبها زامل أهمع هووعوه أهمع هووعوه، وهي لعبة خاصة بالبنات أيضا، تضع اللاعبة يديها على ركبتها وتقعد على رجليها وتبدأ بالقفز إلى الأعلى والنزول إلى الأسفل على الركبتين في نظام متواز لعدد من البنات أو بنظام دائري كل واحدة وراء الأخرى ويتم القفز على امتداد الدائرة التي نظمت للعب ومن تتعب أو تصاب بالدوار تخرج من اللعبة.

  دي قاشل أو جاشل: وهي من ألعاب البنات وقد يلعبها الذكور الصغار وهي عبارة عن خمس أحجار دائرية صغيرة يتم اختيارها بعناية يطلقون على إحداها مسمى (مامه) ومعنى مامه المرضعة أو الأم، يبدأ اللعب في هذه اللعبة بشكل تتابعي من النظام الموحد حيث تقوم اللاعبة برمي الأحجار على الأرض ومن تم تختار إحداهن وترمى بها الأعلى وتقوم بالإمساك بإحدى الأحجار من الأرض بيدها وتدرك الحجرة المرمية إلى الأعلى قبل سقوطها فإذا سقطت خسرت اللعبة وتفعل هذا مع كل الأحجار، فإذا ما تلقفتهن من غير أن يسقطن أو تسقط الحجر المرمية إلى الأعلى تنتقل إلى النظام الثنائي فتمسك حجرتين حجرتين ومن ثم مرحلة الثلاث أحجار وبعدها مرحلة الأربع وعليها في هذه المرحلة أن ترمى الحجرة إلى الأعلى وتطرح الأربع الأخرى في الأرض مجتمعة وبعدها ترمى الخامسة إلى الأعلى وتعود فتمسك الأحجار من الأرض..

تنتقل اللاعبة بعد ذلك إلى مرحلة أخرى حيث تنصب ذراعها على الأرض واضعة أطراف الأصبعين الخنصر والوسطى وتجعل السبابة على الوسطى وتمدهما على الأرض تترك فراغا بينهما ومن ثم ترمي الأحجار بيدها اليمنى من خلف اليسرى وتقوم المتسابقة الأخرى باختيار إحدى الأحجار لتكون (المامة) وهي آخر حجرة يتم اللعب عليها ويمنع أثناء اللعب لمسها أو الاحتكاك بها وإلا خسرت اللاعبة، وتقوم اللاعبة بإدخال الأحجار عبر فتحة اليد وتقذفها إلى مسافة بعيدة تتجاوز الشبر وبعدها تحدد المتسابقة الأخرى عدد مرات اللعب بالمامة فتطلب منها أن تدخلها من مرة أو مرتين أو ثلاث.

وتنتقل المتسابقة بعد الفوز إلى مرحلة جمع هذه الأحجار جميعا بمرحلة واحدة أثناء رمي إحداهن إلى الأعلى ومن ثم تضعها على باب فتحة اليد وتقذفها إلى الداخل وهكذا تكون كسبت الفوز وحققت هدفا أو فوره كما يسمونها على منافستها.. ولهذه اللعبة أنظمة أخرى يطول المقام على شرحها.

قرة: وهي قريبة من اللعبة السابقة حيث يتم فيها اختيار 12 حجرة ويعمل مربع أو حفرة في الأرض ومن ثم ترمي المتسابقة الحجرة إلى الأعلى وتقوم بإخراج الأحجار من الحفرة أو الدائرة بنظام ثنائي ومن ثم ثلاثي، وهكذا ولا بد من الإمساك بالحجرة المرمية إلى الأعلى.
 

بيضة: وهي عبارة عن كرة صغيرة قد تكون كرة حقيقية أو مركبة من الخرق حيث تجتمع البنات بشكل دائرة تدخل إحداهن في الوسط وتحاول الإمساك بالكرة وتقوم البنات برمي الكرة إلى بعضهن فإذا استطاعت الإمساك بها رمتها على إحداهن فتدخل إلى الدائرة وتخرج من وسط الدائرة للعب مع الأخريات.

عارب: وهي عبارة عن كرة صغيرة قد تكون كرة حقيقية أو مركبة من الخرق أيضا وهي من ألعاب الذكور غالبا حيث يتم اختيار حجرة تنصب بشكل مستقيم وتسمى مسكيدوه يقابلها أحدهم والآخرون خلفه ويقول عارب ويرددون خلفه هوه عارب فيقوم بضرب الكرة الصغيرة إلى الخلف ويقوم أحدهم بالإمساك بالكرة وبعدها يضرب بها الحجرة المكسيدوة فإذا أصابها خسر المتسابق وعليه أن يعيد اللعبة وإذا لم يصب الهدف ينتقل إلى المرحلة التالية وهي أنه يقابلهم ويرمى الكرة إلى الأعلى ويضرب على فخذه ثلاث مرات ويضربها في الهواء بحدة ويقول تاني ويلحنش وهم يحاولون الإمساك بها وضرب الهدف لكنهم لن يستطيعوا كونها تكون بعيدة وبعدها يرفعها من خلف يده اليسرى ثلاث مراث ويضربها في الهواء ويقول طبها صائم وبعدها يرميها من تحت رجله ثلاث مرات ويضربها في الهواء وهكذا يكون قد انتهى اللعبة وحصل على الفوز يخلفه أحدهم باللعب مكانه.    


حدلجي: وهي لعبة خاصة بالصغار يطلب أحد الكبار منهم أن يبسطوا أيديهم على الأرض وينشد زامل تعليمي (غرضه التذكير بالنبي وآله) فيقول:( حدلجي مدلجي فاطمة بنت النبي سبع لقم وتلتقم كله على هذا) ويبدأ من جهة اليمين من عند أول يد ويضرب على كل يد كلمة من الزامل واليد التي ينتهي عندها تسحب من الدائرة ويعيد هكذا حتى تبقي اليد الأخيرة فيسابق بينها وبين الأرض.

تنبه: وهي لعبة الاستكشاف يلعبها الذكور غالبا حيث يقوم أحدهم باختيار حجرة في جدار أو شجرة وغير ذلك فيعد عليها وهو مغمض العينين ويقوم الآخرون بالاختفاء حتى يكمل العد ويصيح بهم تنبه وهو تحذير ينبههم أنه أكمل العد، ينبغي أن يحذر فإذا كانوا جاهزين ينادي أحدهم تنبه وإلا يقول لا وبعدها يبدأ بالبحث فإذا سبقه أحدهم إلى مكان العد يكون قد خسر اللعبة ينبغي عليه الإعادة وإذا تمكن من رؤيتهم يقول تنبه فلان وفلان وهكذا يبحث عن الآخرين حتى يجدهم.
المنطب: وهو آلة الرمي ويتكون من عود يابس فيه فرعين أو غصنين يربط فيهما أي شيء مطاط وغالبا ما يكون من التيب الأسود توضع حجرة في وسطه ويسحب التيب ثم تطلق الحجرة نحو الهدف.

طبطب: وهو عبارة ساق عرقون النخيل الأخضر يقطع بالسكين من الأعلى شقين إلى النصف ويقلم حتى يصير خفيفا يهتز معك التحرك ويصدر صوتا كالتصفيق ونحوه.

طيبانات: وهي عبارة عن ستة عيدان يكون لها ظهر وبطن يمسكها اللاعب ويرفعها في الهواء مرتين أو ثلاث ومن تم يفرشها على الأرض من الأعلى فإذا نزلت على البطن كلها كسب أربعة وإذا نزلت جميعها على الظهر كسب ثمانية وإذا اختلف واحد كسبه وإذا اثنين كسب اثنين وهكذا ويكون فائزا حينما يكسب ثمانية مرتين أو ثلاث مرات بحسب الاشتراط المسبق.

سجه: وهي من ألعاب الشباب حيث يرسمون مربعات في الأرض فردية وثنائية يقفز إلى المربع الفردي برجل واحدة وإلى الثنائي برجلين ويشترط أن يكون القفز داخل المربعات فإذا خرج منها أو أخطأ في الفردي والثنائي خرج من اللعبة 
مقالهم: وهي من ألعاب الكبار حيث يقوم أحدهم بالقفز ثلاث مراث يضع في المكان الذي انتهى إليه علامة ويأتي الآخر ويقفز بعده فإذا تعداه سحب العلامة وتركها في المكان الذي انتهى إليه وإذا لم يصل يخرج من اللعبة وقد اشتهر بهذه اللعبة كثير من الرجال حتى كانوا أعلاما فيها.

منوفيج: وهي من ألعاب الكبار أيضا وتختلف عن الأولى أن القفز يكون مرة واحدة إلى مكان مرتفع إلى رأس صخرة ونحو ذلك.


*المقال خاص بالمهرية نت*