آخر الأخبار
مهزلة الواقع ومحاولة تقزيم اليمن الكبير !
يقول ماركس إنّ التاريخ يعيد نفسه مرتين, مرة على شكل مأساة, ومرة على شكل مهزلة. وما نراه اليوم على واقع الحال , المهزلة بكل تفاصيلها.
المهزلة أن يتمكن الأشقاء الذين وهم أقرب إلينا من حبل الوريد , على مساعدة أعدائنا في تنفيذ مخططهم , مخطط إحياء مشاريع استعمارية وطائفية وجهوية ومناطقية , كنا قد تجاوزناها نحو توحيد الأمة , اليوم تعود بقوة الدعم الذي يغذي وريدها , تتصدى لأي مشروع قومي عربي إسلامي , وقتل فكرة الوحدة.
المهزلة أن المشروع الصهيوني , لم يجد أفضل من الصهاينة العرب لتنفيذه.
لم يتركوا راية عربية وإسلامية قوية إلا واستهدفوها , ولم يحدث أن أصاب العرب ضعف وهزل كما أصابهم اليوم بمقتل , بعد أن تمكن الغرب من تشكيل مستوطنات يحكمها قطاع طرق , و حاضنة لتفريخ العملاء والمرتزقة.. أخذوا الأبناء يدربوهم على فن المؤامرة في الأكاديميات , وأول مشروع تخرجهم كان على آبائهم , وحصلوا على درجة امتياز دون منافس , واليوم ينفذون مخطط الموت على أرض الواقع , موت أي مشروع وطني عربي إسلامي , تحت شماعة محاربة الإرهاب والتطرف , إرهاب كانوا رعاته , وصناع أدواته, وداعمي أفكاره المتطرفة وغلوه ,واليوم صار كل عربي شريف , و وطني عفيف , وإنساني المبدأ والموقف , إرهابي متطرف , وجب تصفيته سياسيا وجسديا.
المهزلة في مجرد التفكير بخيانة وطن وأمة , فكيف بمن غرق اليوم بالارتهان والتبعية للخارج , وقبل على نفسه التوظيف ضد سيادة وطنة وسلامة أرضه وعرضه , وصار حارس وجندي في مشروع تفكيك الأمة , وتدمير مقوماتها , واستنزاف طاقاتها , والقضاء على عمودها الفقري , صمام أمان مشروعها القومي والعربي , وهي الجيوش العربية من العراق لسوريا وليبيا واليمن والسودان ومصر , والمؤامرة مستمرة , مادام أدواتها منا وفينا , وأموالهم تغدق علينا , بدعم تشكيلات مناطقية وجهوية طائفية مذهبية , تعيدنا لما قبل الدولة الوطنية.
مهزلتنا في اليمن بدأت بمجرد التفكير بالرهان على حبل وريد التحالف , الذي تحول لوريد يجرعنا الجوع والمخافة , ويسممنا و يقتلنا كل يوم , وأطماعه والاختلاف على تقاسم وطن جريح , بسبب صراعات أبنائه وتناقضاتهم.
أبرزوا للسطح أسوأ ما فينا ,من أدوات رثة وأفكار هدامة و مشاريع صغيرة , استعمارية , طائفية وجهوية ومناطقية , كان الوطن قد تجاوزها بتضحيات , وكفاح مرير , فوجد الأشقاء فرصتهم اللعب على تلك التناقضات , وأحيا المشاريع الصغيرة , والعودة بنا إلى دويلات صغيرة مدمرة مرتهنة وتابعة لهم , في محاولة لتقزيم اليمن الكبير , لإرضاء ذاتهم وحكامهم وما فيش حد احسن من حد , و عشم إبليس بالجنة.
مهازل التراجيديا السمجة , مسرحيات هزلية تدعونا لنحتمل مشاق غياب الدولة , والانفلات الأمني والخدمي ,وانهيار العملة , و الحمى و الظمأ, ونغالط أنفسنا , ونقول ستفرج , وسيلد مولود , في مستشفى الرياض وأبوظبي , بريطانيا أو أمريكا , والأطباء من تل أبيب, في مسرح للدمى تحركها أصابع أعداء فكرة الدولة الوطنية والوحدة الوطنية , واليمن الكبير وعظمة تاريخه ونضالات أبنائه.
مولود غير طبيعي , يتم تجهيزه في حواضن العمالة والارتهان , مولود معاق , يعد لاستقباله واقع معاق , معاق بعدد من المليشيات الطائفية والجهوية والمناطقية , تديرها دمى وضعت على كراسي سلطة تدار بريموت كنترول من الخارج ,تنفذ سيناريوهات بقرار وتنتهي بقرار , مشاهدها صراعات ومناكفة , وتهديد و وعيد , وحروب عبثية , استنزاف لطاقات الشباب والأمة , وهدر تلك الطاقات , وتدمير المقومات , وتقديم فرص متاحه لتعطيل كل شيء ونهب أي شي , وابتزاز وطن ,ثم تتحرك طائرة شحن , تشحن أدواتها للخارج , وتبدأ حالة الضغط للاستسلام , وتفكيك ما تبقى من قوى وروح وطنية , للقبول بالأمر الواقع.
إنها مهزلة بكل معانيها , أن نجد اليوم الشرفاء خارج المشهد أو تم تصفيتهم , و سلطة تهادن , و تتماهى مع المؤامرة , وشعب مغلوب على أمره , ذاق الأمرين من عذاب لم يعد يحتمله , لا خدمات ولا راتب محترم , لا كرامة ولا حياة لمن تنادي , فهل سمعتم عدن دمى تستجيب.
واأسفاه على سنين من التعليم والتجربة , والتربية الوطنية والإنسانية , وأعراف وعادات قبلية وعشائرية لا تقبل أن تسقط كما سقطت معظم القوى السياسية و سلطات الأمر الواقع , ولله في خلقه شؤون!
*المقال خاص بالمهرية نت*