آخر الأخبار
أجندة جديدة وخلافات شبه معلنة بين الإمارات والسعودية في سقطرى
سارعت السعودية في استباق الكثير من المشاريع في الأرخبيل فقامت بشق الطرق ودعم المياه والصحية وأعمال أخرى كثيرة وهي أعمال وإن كانت على استحياء وبوتيرة ضئيلة من السرعة، إلا أن المجتمع اطمأن إليها أكثر من أعمال الإمارات التي تدعي أحقيتها في سقطرى ولم يظهر منها غير ما فيه مصلحة مادية لها.
كثيرة هي الخلافات التي نشبت مؤخرا بين الدولتين، وما وصل منها إلى سقطرى يعد امتدادا لما يحصل في عدن، وفي غيرها من المحافظات الجنوبية التي كان للإمارات يد تتحكم في أوضاعها الاقتصادية والسلطوية.
وقد ظهر علانية أن الانتقالي يتهجم على السعودية ويحاول فرض السيطرة الإماراتية من خلال حديث الإعلاميين والمغردين واستعادة الدعم الإماراتي الناضب لمكونات الانتقالي.
ولم يقتصر الأمر على التهجم الإعلامي فقط بل صدرت قرارات وزارية تؤكد انحيازا واضحا من قيادات الانتقالي تجاه الإمارات، فقد أصدر وزير الثروة السمكية والزراعة سالم عبدالله السقطري قرارا يقضي بمنع تصدير الصادرات السمكية إلى المملكة العربية السعودية في حين سمح للإمارات في سقطرى القيام بالجرف وإنشاء مصنع تعليب وتجميد الأسماك واستلامها برسوم زهيدة منذ فترة سابقة وإلى الآن، كما وجه الوزير السقطري بتسليم الإمارات الشروخ والجمبري والعزيز والأسماك الغالية الثمن التي يتأهب الصيادون للعمل على اصطيادها ابتدأ من الأسبوع المقبل.
ويتحدث الشارع عن خلافات داخلية كثيرة بين المندوبين الإماراتيين وعملائهم من السقاطرة، ويذكر في هذا الصدد خلاف المندوب الإماراتي خلفان المزروعي مع السلطان علي عيسى بن عفرار ومحاولة فرض مندوبين محليين خلفا له.
وقد تحدث بعض أفراد الأمن أن الإمارات وسلطات الانتقالي غاظها تشغيل الإصدار الآلي للبطائق والجوازات في سقطرى فسعيت عبر أدواتها إلى تعطيلها، وقد توقف البعض منها عن العمل في مدة لا تتجاوز أسبوعين من البدء فيه.
وفي صدد الدعم الإماراتي لسقطرى لم يبق شيء يذكر غير المائتي درهم التي تصرف بعد أربعين أو خمسين يوما للموظفين وكذلك الكهرباء والتي يكتنفها كثير من المشكلات والخصومات الدائمة والفساد الإداري والمالي المقصود من قبل إدارة الكهرباء، والتي لم تحض بالإشادة من أحد سواء من المواطنين أو السلطة.
أما عن الإغاثة التي كانت تصرف من قبل بشكل نصف سنوي فقد استغل المندوبون المحليون والمصريون غياب الرقابة فيها وسرقوها وباعوها علانية وقد تماهت وتلاشت هذه الإغاثة ولم تعد شيئا يذكر في واقع الناس.
ومن الطريف في هذا ما ذكره لي أحد المواطنين أنه ذهب إلى مندوب الإغاثة في حارته فصرف له أربع حفاظات ولعبة أطفال قماشية على شكل صورة قرد وكيلو ونصف من السكر، فقال لم أدر على من ترجع هذه الإهانة؟ هل علي أنا من استلمتها؟ أم على من صرفها؟ أم على من أرسلها ومن يتحدث عن الدعم والإغاثة؟ المهم أنه قال استحيت من الرجل عن الاعتذار منه فأخذتها مجبرا وقلت لزوجتي لقد جلبت موادا كثيرة من الإغاثة ففرحت وأرسلت الأولاد إلى السيارة لكنهم لم يصدقوني حين رأوا الحفاظات واللعبة وعلاقي السكر فاتهموني أني بعثها أو تصدقت بها وقد كانت من المدافعين عن الإمارات وقالت -حاشا لله- أن تصرف الإمارات مثل هكذا إغاثة.
أخيرا هل تكتفي الإمارات بسيطرتها على المواني والمطارات والأسماك والتجارة، والسيطرة على الكهرباء وعلى جزيرتي عبد الكوري وسمحة وولاء أفردا معدودين من قيادات الانتقالي دون غرس العلاقة المتينة بينها والمجتمع؟ وهل تترك السعودية للإمارات هذا النفوذ؟ أم تحاول سحب بساط النفوذ منها شيئا فشيئا؟ أم أن الخلاف يزداد حدة أكثر فأكثر الأيام القادمة ستكشف ذلك كله؟
المقال خاص بالمهرية نت