آخر الأخبار
عن أحداث تعز الأخيرة!
بعد أربع سنوات من الإهمال والتجاهل، يظهر نبيل شمسان محافظ محافظة تعز بأسلوب جديد في اتخاذ قرارات جديدة يفاجئ بها الجميع، -وهو بتصرفه هذا- كالذي يصحو من نومه لا يدري ما الذي يحدث من حوله ولا يدري في أي وقت هو، فيتحدث بهذيان لا فائدة منه؛ بل قد يوقعه في الخطأ الفادح الذي يوصله للهاوية.
قرارات جديدة أصدرها نبيل شمسان أحدثت سخطًا كبيرًا عليه من قبل أبناء تعز وغيرهم من الذين يهمهم أمر هذه المدينة ويتابعون أحداثها بوجع كبير، هذه المدينة التي لم تنعم بعيش هنيء خلال سنوات الحرب وحتى في الزمن الذي قيل إنه زمن الهدنة، هذا الزمن الذي لم ترَ فيه مدينة تعز ما يوحي بأن هناك هدنة؛ بل على العكس من ذلك فأبناؤها العزل يقتلون باستمرار دون أن يُتلفت لهم من قبل المجتمع الدولي، ناهيك عن تردي الخدمات العامة وتدهور الوضع المعيشي الذي يخنق أبناء هذه المدينة بكل حين.
ويأتي المحافظ هذه المرة بإصدار قرارات بعودة ما تسمى بالمجالس المحلية، وكأنه لا ينقص مدينة تعز إلا هذه المجالس وإلا فالأمور تمشي على قدمٍ وساق، وكأن والوضع في المدينة يسري بكل أريحية وهدوء.
إن تصرفه هذا يُفسَّر في، إما أنه لا يتابع ما يحدث في مدينته التي هو محافظ لها، وإما أنه لا يمهمه أمرها على الإطلاق، وهو في الحالتين مخطئ في حق هذه المدينة الموجوعة.
انتفض أبناء تعز بغضب كبير تجاه هذه القرارات، ولك أن تتخيل غضب من فقد أهله، غضب من فقد أجزاء من جسده، وغضب من يعاني الأمرَّين إثر الحصار المفروض، هؤلاء خرجوا في مظاهرة تندد بما فعله هذا المحافظ وبتجاهله لمحافظته والذين يعانون فيها، وحق لهم أن يغضبوا؛ فهم الذين ضحوا بالغالي والنفس، فقط لتبقى المدينة حرة أبية خالية من أي نوع من أنواع الفساد وإكان كانت مجروحة في الوقت نفسه.
إن خروج أبناء تعز في المظاهرات بمجرد إصدار المحافظ لهذه القرارات لم يأتِ من فراغ، فهم يعلمون يقينًا أنه لو سكت الشعب عن هذا الأمر، فبلا شك سيتمادى المحافظ إلى ما هو أسوأ من هذا بكثير، وقد يُدْخِل المحافظة في دوامة هي في غنى عنها؛ لذا فتصرف المتظاهرين يوحي بيقظتم الكبيرة وحبهم لمدينتهم التي ضحوا من أجلها بالغالي والنفيس.
ويبقى السؤال هنا: ما الذي سيفعله مجلس القيادة الرئاسي تجاه ما يحدث في تعز اليوم؟، ما الذي سيفعله تجاه الغضب الكبير الذي يكنه الشعب التعزي لهذا المحافظ؟... الشعب الذي خرج بمظاهرة حاشدة، ليس لإلغاء القرارات ولكن لإزالة الفساد الذي يرأس المحافظة والمتمثل بشخص نبيل شمسان، فقد خرج المتظاهرون ونفذوا وقفة احتجاجية أمام مقر السلطة المحلية مطالبين بإقالة المحافظ الذي أهمل هذه المدينة وتجاهلها منذ أن أصبح محافظًا لها حتى الآن، ولكنه ما يزال يتطور بتجاهله لمعاناة هذه المدينة ومن فيها، فهل سيفقه مجلس القيادة هذا الغضب وسيمتثل لرأي الشعب؟ أم أنه في الوقت نفسه سينتظر التحالف السعودي الإماراتي متى سيملي عليه باتخاذ قرار يخص مدينة تعز ومحافظها؟
*المقال خاص بالمهرية نت*