آخر الأخبار

لا تشيطنا الثورة يا هؤلاء

الخميس, 20 أكتوبر, 2022

 
يشيطن البعض ثوراتنا, وينسى أن الثورة فكرة و وعي , نابع من معاناة , يبحث عن الخلاص مما هو فيه, أي نحو تغيير أفضل لحياته , هذا التغيير لا يروق للمتسلطين واعوانهم, ونفوذ المصالح والأطماع واذنابهم, يقاومون بشدة عملية التغيير, وتتشكل منهم قوى مضادة للثورة , تحاول جرها للخروج عن الأهداف النبيلة والسامية , التي رسمتها قناعات التغيير .
 
يبقى الرهان على الوعي والقيم , كقوة وركيزة هامة من للثورة تحميها من الخذلان والإحباط , وعي وقيم راسخة في عقول ووجدان  الاحرار والحرائر , لا تزعزعها الظروف التي يفرضها الأعداء .
 
كل ضعيف تغيره الظروف, وتغرر به الأحداث المريبة, التي تخطط لها القوى المضادة , وينفذها الاذناب, لغرض تشوه واقع الثورة, وجرها لمألات الشيطنة, ومحاولة إفراغ الثورة من سمو القيم النبيلة, من العدالة والأخلاقيات الحميدة, يجد نفسه في صف الأعداء, ما لم يتحول لأداء من أدوات العداوة, ويبدأ يشيطن الثورة ويلعن اليوم الذي فجر شرارتها.
 
المعاناة ظروف موضوعية تخلق منها فكرة الثورة, لتتحول الفكرة لروح ثورية تدب في عقول و وجدان الناس, تسعى لتحسين حالها, وهناء تبدأ حالة الثورة, والمخاض الفكري والثقافي على أرض الواقع لتهيئة الظروف الذاتية لنجاح الفكرة, أي الثورة .
 
وبمجرد ما أن تبدأ حالة الثورة لتكون واقعا, وتبدأ المؤامرات عليها من قبل القوى المضادة.
 
فالثورة وعي, عندما يتطفل عليها اللاوعي, ونفوذ المصالح والافاقين, تبرز سلوكيات مشينة, حماس غير واعي, شطط وتهور ثوري عقيم , مزايدة ونفاق سلبي, وروائح نتنة تعكر صفو الثورة .
 
برز اليوم من يشيطن ثورتي سبتمبر وأكتوبر, في واقع تحكمه  ثقافة الأنا والانانية , ثقافة المشاريع الصغيرة, التي تجير الثورة أطماعها, وما لا يخدم مشروعها الصغير تصفه بكل ما فيها من قبح, قبح الفكر الذي يقول ان ثورة سبتمبر انقلاب عسكري, وثورة أكتوبر تمرد زج بعدن بصراع دموي .
 
سبتمبر هي افرز لمحاولات تغيير نظام كهنوتي متخلف, انطلقت الثورة الدستورية من عدن 1948م, نتاج لرغبة شعب في التحرر من الامامة والكهنوت, تلقت دعم عربي وقومي وشعبي واسع, أفضت لتغيير حقيقي لنظام جمهوري تحرري .
 
 وأكتوبر فكرة تخلقت في مخاض المجتمع المدني في عدن, حينما وجد هذا المجتمع نفسه في مواجهة استعمار, يحاول ان يغير من هوية المدينة,  بتغيير ديمغرافي , جعل العربي واليمني مجرد مقيم, بدون مواطنة, لا حق له بالانتخاب والوظيفة, الا من يرضى عنه المستعمر , الذي زج بأبناء عدن في السجون بسبب فكرهم القومي والتحرري, وانتهك أعراض كل من يعلن حق تقرير المصير, وكل من اشترك في العمليات الفدائية, التي فرضها صلف وتكبر المستعمر الرافض الانصياع للحقوق, ولو عددنا شهداء الكفاح المسلح ضد المستعمر هم بالآلاف, مقابل عشرات من قتلى المستعمر الذي يذرف البعض اليوم دموع التماسيح عليهم, تحت مبرر زج عدن بعنف مع المستعمر .
 
سبتمبر وأكتوبر هي فكرة واحدة تخلقت في عدن, وعمتا  كل مناطق اليمن , حينما أسس رائد النهضة العدنية محمد علي لقمان, صحيفة فتاة الجزيرة, وكتب فيها النعمان والزبيري, وكل المثقفين في من ربوع اليمن شمالا وجنوبا, احتضنت عدن ثور 48م , وناصرت ثوار سبتمبر , وبندقية شرارة ثورة أكتوبر قدمت من صنعاء, وقنبلة خليفة عبدالله خليفة , كانت عربية قومية وطنية يمنية , تحفظ لعدن عروبتها وهويتها اليمنية من براثن المستعمر .
 
مخطئ من يعتقد ان المستعمر كان مستعدا  تقديم صك الاستقلال في 68م , بينما كان يحيك شباكه, ويؤسس لجنوب عربي دون استقلال , ليبقى مجرد ثكنة استخباراتية لتنفيذ سياساته التدميرية لأي مشروع دولة وطنية تحررية, واستهداف الروح القومية العربية , كيان كخنجر في خاصرة الامة .
 
قيل أن التاريخ يعيد نفسه مرتين, على شكل مأساة وهي مأساتنا اليوم , وعلى شكل مهزلة وهي واقعنا اليوم, الذي كشف عن حقيقة من تطفل ثورتنا, ليخدم اعدائنا, هم اليوم حلفاء إيران في الشمال , الذي يتطلعون لعودة الإمامة بصورتها القبيحة, وحلفاء الاستعمار والسلاطين في الجنوب, دعاة ((خذوا الجنوب تبعكم ونحن نبصم لكم بالعشر)) وكان الجنوب ميراثهم, هم بقايا السلاطين وعملاء الاستعمار, ومرضى الشك والريبة بثورة لازالت فكرتها تعيش في وجدان الاحرار والحرائر , ولن يستسلموا للواقع الذي يفرضه علينا الأعداء, والمؤامرات التي تحيط بنا, سيبقون صامدين باستبسال  لفكرة الثورة والحرية والاستقلال, ويرفضون التبعية والارتهان والاستسلام .
وثورة ثورة حتى النصر, المجد للشهداء, والعار لمن باع وتخلى عن قيم وأخلاقيات الثورة, والنصر لشعب يمني, يتطلع لمستقبل وضاء لأبنائه وأحفاده, تباشيره في مخاض عسير لواقع اليوم, وأن غدا لناظره لقريب