آخر الأخبار

الاتحاد قوة والفرقة ضعف

الاربعاء, 12 أكتوبر, 2022

كل أمة قوتها في وحدتها, وضعفها في تفرقها, وبقوله تعالى (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (46) وتجارب التاريخ تعلمنا ان الاتحاد قوة والتفرقة ضعف , وفي ضعفنا سنجد هزيمتنا فشلنا, ذلنا, ومهانتنا, سقوطنا و التفريط في حقوقنا و سيادتنا وكرامتنا وعزتنا .

ما بين التفرقة والوحدة, هو فكر و وعي , فقد شعرة معاوية , وتهاوى وسقط في اتهام الآخر, والشك والريبة, وسوء الظن.

لست من دعاة تصنيف الناس, ولا اؤمن باتهامهم بمجرد اختلافهم معي , وعني نهجا ولونا او عرقا وسلالة , تجمعنا أشياء كثيرة , وقد نختلف بمثلها , فلماذا لا نهتم ونركز على ما يوحدنا , ونجعل ما يفرقنا محل حوار مستمر , يجعل من الاختلاف نعمة , وتجنب ان نجعل منه نقمة .

كنا يمنيين, جنوبيين وشماليين, أو حتى مناطق متناثرة , بهويتنا الصغيرة, بمساحة الأرض التي نعيش فيها, ليس عيبا ان تجمعنا مصالح , نحافظ عليها, وحقوق نطالب فيها, ومشروع وحدة وطني قومي, فالعيب ان تتحول تلك المصالح , لتجعل منا خصوم وأعداء , وتعلوا فينا الأنا والأنانية, وننسى ان للآخرين حقوق , يجب ان نراها بإنسانيتنا , لنشعر ان لهم ما لنا , وعلينا ما عليهم .

لكي ننتصر لمشروع الأمة, يجب ان ننتصر لذاتنا, ننتصر على الانكسارات التي تحاول ان تجعلنا خصوم واعداء, ننتصر على المؤامرات التي تصنفنا مجموعات متناحرة , تكره بعض وتشتم بعض وتلعن بعض , لن يتحقق ذلك الانتصار دون وعي, بأهمية توافقنا على ثوابت تجمعنا , الإنسان والأرض والهوية .

اختلافنا الفكري والمنهجي, العقائدي والسياسي, العرقي والسلالي, هي اختلافات يفترض أنها نعمة, نتنافس بنزاهة وشرف وأمانة , حول ما نقدمه من إيجابيات لمشروع الأمة والجماعة, ومن ثم لمشروعنا الوطني, وكلا يقدم نفسه مثالا للأخرين يحتذون به, يأخذ ويعطي , يتجدد كلما اكتسب من الاخر شيئا كان ينقصه, ليكتمل بشكل افضل وأجمل .

ما سقطت دولة او مدينة أو مديرية او محافظة او منطقة وقرية, إلا وهم متفرقون, يتهمون ويشتمون ويلعنون بعضهم بعض , وينظرون للمختلف عنهم , بالفكر والنهج السياسي والعقيدة والمذهب والمنطقة خصم وعدو رجيم, فنسو ما يجمعهم واهتموا بما يفرقهم , فطفت لسطح العلاقات تناقضاتهم السلبية , التي تمكن الأعداء من ان يستثمرونها في زرع الفتن, واثارة النعرات, وصب الزيت على نار الصراعات والحروب العبثية , ويكتشفون بعد غفلة زمن أنهم ضحية .
لا حياة في أمة, لا تستطيع ان تصنع فيها رأي عام يدافع عن مصالحها, تعجز على توحيد صفوفها, وتقريب الرؤى, أو حتى تحدث تغييرا حقيقيا, وتحولا منشودا, الأمم التي لا تتجدد تشيخ وتعجز وتموت, تبقى مجرد هياكل خاوية, يحركها الأعداء كبيادق في مخطط تدمير ما يمكن تدميره .

هرمنا ونحن نحاول, أن نصنع تغيرا, ان نحدث تحولا, نواجه عقليات صلبة, مريضة, مهزومة, لم تنتصر بعد على واقع يصنعه اعدائها  , وعلى أفكار يبثها الأعداء, وعلى محاذير ومخاوف من صنع المؤامرة , لم تنتصر على الأنا والأنانية, التي لازالت تدير علاقاتها مع الآخرين, تتكبر وتعلو بخواء فكري, ينظر للأخر متهم , ويوزع صكوك الوطنية والشرف والأمانة , وهو لا يملكها, ولله في خلقه شئون .