آخر الأخبار
أبناء المهرة وتحدي الحفاظ على اللغة المهرية من الانقراض
في الثاني من أكتوبر من كل عام يحتقل أبناء المهرة بيوم اللغة المهرية، لغة يتجاوز عمرها 5000 سنة، وهي لسان أهل المهرة المنتمين نسباً إلى مهرة بن حيدان الذي يمتد نسبه إلى مالك ابن حمير.
لغة ضاربة في أعماق التاريخ، عدها باحثون لغة سامية بل والأصفى لغوياً بين اللغات السامية، ورجّح باحثون أنها إحدى اللغات العربية في جنوب شبه الجزيرة العربية لما تحتويه من عناصر لغوية متنوعة، فهي تشمل كافة الأحرف العربية إضافة إلى ثلاثة حروف أخرى لا توجد في اللغة العربية.
كما تتطابق اللغة المهرية مع اللغة العربية في الصيغ الفعلية وتقسيمات الأفعال من ماضِ ومضارع وأمر، وكذلك أبنية الأفعال وتقسيمات الضمائر والنسبة والأعداد.
لغة تحكي عراقة أبناء المهرة، واعتزازهم بهذا المورث الثقافي واللغوي النادر، ويعكس ذلك حرصهم الكبير على الحفاظ على هذه اللغة الفريدة من الاندثار كونها تمثل العمق الحضاري الذي تزينت بحروفها الكثير من الآثار التاريخية اليمنية عبر آلاف السنين.
تجلى الاهتمام باللغة المهرية بتأسيس مركز اللغة المهرية للدراسات والبحوث في ديسمبر من العام 2018، وقيام المركز باقتراح نظام كتابي يعتمد الرموز العربية، ليتحول إلى مشروع عرف بالكيبورد المهري ويستخدم حاليا في الحواسيب والجولات، ليبقى معجم اللغة المهرية أحد أهم المشاريع المرتقبة لتوثيق مفردات اللغة المهرية لمديريات المحافظة بشكل عام.
هكذا تبدو المهرة أحد أهم الحواضر التاريخية على الصعيدين اليمني والعربي، بحفاظها على لغتها الأصلية والنادرة من الاندثار، وذلك عبر المشافهة منذ آلاف السنين.
ومع الأخطار المحدقة بالهوية الوطنية في زمن الحرب يبقى الرهان على أبناء المهرة في الحفاظ على هذا الموروث الحضاري الذي يمتد لأكثر من خمسة آلاف سنة.