آخر الأخبار
لحظات جميلة يصنعها السادس والعشرون من سبتمبر!
كم هو جميلٌ هذا الصباح الذي نحن فيه اليوم، إنه مختلف جدًا عن الصباحات الأخرى، رائحةُ منزلنا فيه بدت أكثر عطرًا من ذي قبل، أو بالأصح رائحةُ العطر زارتنا لهذا اليوم بعد طول غياب، إنه يفوح إلى الخارج وجارتنا تنادي أن نفيض عليها ببعض مما نمتلك من هذه الرائحة الزكية لتضعها على أطفالها الذي سيذهبون للاحتفال، فزوجها قد تركهم وذهب مسرعًا ليلحق الصفوف الأولى بين الجماهير المحتفلة بهذا العيد الوطني العظيم.
صوت التلفاز يصدح بأغاني أيوب " دمت يا سبتمبر التحرير يافجر النضال" وكلما ضغطنا زرًا في جهاز التحكم نجد الأغاني الوطنية في كل قناة نطل عليها، وشعارُ السادس والعشرين من سبتمبر في أحد زوايا التلفاز مثبت كأنه يسرد لنا حكاية الحرية التي أعطتناها هذه الثورة العظمية، وكأن هذا الشعار يسرد لنا نضال الثوار الأحرار الذين ضحوا بدمائهم لأجل أن نحيا حياة كريمة تليق ببني الإنسان بعيدًا عن الظلم والاستبداد.
مشاعر مختلطة تتوسط الجميع هنا في مدينة تعز المحاصرة في صباح السادس والعشرين من سبتمبر، فالأطفال في في شوارع هذه المدينة يضحكون بصوت مرتفع فقد استقظوا هذا الصباح قبل العصافير، يتسابقون حاملين بأيديهم العلم الوطني، وإن لوقع أقدامهم موسيقى لها صدى كبير في الضمائر والقلوب، والعلم يرفرف بين أيديهم مشاركًا لهم فرحتهم التي تملأ الأجواء وتبعث في النفس الفرح والسرور.
أُطل من نافذة غرفتي لأرى منها الجهة الأخرى من هذه المدينة التي اعتادت الوجع، المدينة التي نسمع فيها بكل حين أصوات المدافع حتى نشعر للحظة أن المعارك التي تدار هي تمامًا خلف هذه النوافد وعند أبواب منازلنا.
لله ما أروع هذه المدينة في صباح السادس والعشرين من سبتمبر، إنها عروس بكامل زينتها ووقارها حتى البيوت المهدمة تلك، تكاد تستقيم وترفع رأسها لتشارك الأهل والأحباب فرحة سبتمبر، اليوم الذي أتى بالحرية والكرامة لهذا الوطن وهذه المدينة هي رمز للحرية منذ الأزل.
الله كم أحببت البقاء هنا في هذه النافذة وهذا بالتحديد، أنظر إلى المارة في الشارع، أنظر لجارتنا التي عادت من السوق محملة بأكياس منوعة بين خبز وخضرة، أنظر لجارنا العجوز وهو يقطع الشارع بصعوبة ذاهبًا ليشارك في الحفل الذي يقام وسط المدينة واضعًا العلم على رقبته معطفًا يدنو برأسه يلملم هذا العلم بين ذقنه وصدره وكأنه يعاهده بألا يصيبه مكروه، أو أنه يسرد له كيف عاش الناس في عهد الإمامة كيف كان الذل يطغى على الجميع؛ فهو واحدٌ من الذين عاشوا في ذلك الظلام، يخطو هذا العجوز بصعوبة وفي خطواته الكثير من المعاني التي تشير لك كم أن هذه الثورة مقدسة لدى محبي هذا الوطن حتى المرضى يتركون فراش المرض لشاركوا الوطن فرحته وسروره.
صباح الخير يا تعز في عيد السادس والعشرين من سبتمبر، صباح الخير ثم إن الفرج قريب بإذن الله، سيأتي يوم ويندحر الطغاة ويذهب الظالمون دون عودة وسبتقين أنت وكل الوطن بألف خير بعيدًا عن الظلم والظالمين.
**المقال خاص بالمهرية نت**