آخر الأخبار
مأساة القضاء والقضاة!
السلطة القضائية من أهم مقومات الدولة، وهي في كل الأحوال لا بد من أن تكون محايدة تعمل بما ينص عليه القانون وتطبق شرع الله على الأرض وهي مسؤولة عن تحقيق العدالة، لكن الذي يظهر اليوم في صنعاء هو أن الحوثيين لم يرضهم هذا على الإطلاق، فهم يرون أنه إذا ما استمر القضاء لا يعمل لصالحهم فيرفض مايرفضون ويعجب بما يعجبون به، فهو يعد من المتمردين عليهم وينبغي إيذاءه حتى يعود إلى ما يأمرون وينصاع لكل ما يريضهم ويرضي نواياهم الخبيثة.
هناك من القضاة في صنعاء من ما يزال يعمل بوظيفته على أكمل وجه لا يهمه أمر هذا ولا طلب ذاك، وهؤلاء الذين يعملون بإخلاص في الجانب القضائي يتعرضون إلى أبشع الجرائم من قبل مليشيا الحوثي من اختطاف وتعذيب.
ووصل بالحوثيين أن استغلوا القضاء سياسيا في تنفيذ إعدامات في حق المعارضين لهم، وهذا ما يوحي بأن هذه الجماعة لا تريد أن يبقى أحد على قيد الحياة ممن يعارضونها.
في الفترة الأخيرة حدثت اغتيالات وتصفيات لشخصيات قضائية ، وهذا ما يوضح للمتابع حالة الارتباك التي تتوسط هذه المليشيات، إنهم يعيشون في قلق دائم، فهم كل ساعة يبحثون لهم عن عدو جديد، يقومون بتصفيته مجهزون له التهم ومشوهون لسمعته قبل ذلك، والغرض من هذا محاولة منهم تبرير عملية قادمة سيقومون بها، تمامًا كما حدث في حق القاضي حمران، إذ حاول الإعلام المليشاوي قبل اغتياله أن يشوه من سمعته أمام الملأ وبعدها حدث أن تم اختطافه وخلال ال24 ساعة تمت تصفيته والسؤال هنا؟ لماذا كل هذا الحقد من قبل المليشيات تجاه النزيهين من القضاة وغيرهم؟!.
لا عجب في ذلك، فطبع المليشيات الحوثية هو أنها تحاول أن تؤمن على حياتها، وهذا لن يكون إلا بإزالة كل الأنقياء؛ لأنهم يشكلون خطرًا جسيمًا عليها، فالأنقياء قد يتغاضون عن بعض الأمور ولكنهم لن يصمتوا طويلًا، فلابد لصبرهم أن ينفد وإذا ما حدث ذلك ستكون هذه المليشيات في خطر كبير قد يودي بها إلى المحرقة التي تمحى أثرهم عن الوجود وهذا ما تخشاه المليشيات الحوثية وهي تتوقع حدوث هذا في يوم من الأيام؛ لذا فهي تعمل كل التدابير لأجل أن لا يحدث لها ما تخشاه.
الاغتيالات التي حدثت مؤخرًا في صنعاء، قد يكون لها أثر إيجابي من وجهة نظر الحوثيين، ولكنها في الحقيقة مؤشر على اقتراب نهايتهم فبعدما لقوا سخطًا شعبيًا كبيرًا من خلال ممارساتهم الضغط على المواطنين من نواح عدة، كرفعهم لأسعار الوقود وافتعال السوق السوداء عبثًا منهم بما تبقى من أرواح للمواطنين، بالإضافة إلى النهب المستمر في أخذهم للإتاوات بين حين وآخر تحت مسميات عدة، والسطو على ممتلكات المواطنين ومصادرة حقوقهم المشروعة، كل هذه الأعمال الإجرامية تتوج اليوم بالاختطافات والاغتيالات بشكل مباشر في حق شخصيات عرفت بالنزاهة، وهذا ما يوحي بشكل أو بآخر بأن صفوف هذه المليشيات تتفكك وأن قوتهم تنهار وأنهم لن يكونوا في المستقبل القريب غير وحيدين لا ناصر لهم من قبل الشعب اليمني وإن حاولوا ذلك.
*المقال خاص بالمهرية نت