آخر الأخبار
اليمن من الدولة للقبيلة
لماذا تقلق بعض دول الخليج من الدولة الوطنية في اليمن ؟
اليمن الذي وصف قديما بالسعيد , ويمكن وصفه اليوم بالبلد الحيوي المتغير دائما , والتواق لمواكبة متغيرات العصر.
اليمن حالة مختلفة في دول الجزيرة العربية , فيه أمة حية , حيويتها أنها تواقة للتغيير والتحول لمصاف التحولات الطبيعية والسياسية للعصر , وخير دليل على ذلك المخاض القائم اليوم , وعملية التغيير والتحول , التي اقلقت الجوار , مما دفعها للتدخل السافر لاعتراض أي تحول حقيقي ينهض بهذا البلد.
قلق يدرك أن اليمن إذا انطلق سيتجاوز كل من حوله , بكل ما يملك من مقومات النهضة والتطور , والتنوع الفكري والثقافي والسياسي , والتنوع المناخي والبيئي , وأرض خصبة , وباطنها غني بالثروات , وجزر ممتدة على طول ساحل طويل يحيط بالبلد وغني بالثروات البحرية , وموقع استراتيجي على طريق التجارة العالمي , وموانئ صنعها رب العالمين ,تاريخية وذات فاعلية اليوم , قادرة أن تنهض بالبلد , إذا ترك له أن ينافس بنزاهة وحرية , في عالم منافق , واستخبارات دولية صهيونية رأسمالية احتكارية طامعة , ترى أن قدراتها فوق رب العالمين , وتريد تغير مجرى التاريخ , وتصنع مسار التحولات لخدمة أطماعها ونهم جشعها , وتعطل كل مقومات المناطق التي لا تخضع ولا تستكين لتلك الأطماع .
اليمن اليوم تتعرض لمؤامرة خبيثة , تتصدى لكل حركات التحرر والتغيير فيها , ومشروع الدولة المحترمة الضامنة للمواطنة والحريات والعدالة , بل تعطل كل مقومات النهضة , باستثمار كل الأمراض الطبيعية , وكل الاختلافات والتناقضات , المفترض أنها نعمة , وأريد لها أن تكون نقمة , و دعم كل الشوائب لتتصدر المشهد , وتستطيع تدمير كل مصادر خير البلد , من الإنسان للأرض ثم الهوية .
اليوم تستهدف فكرة الدولة , تستهدف الهوية , باستهداف الإنسان , وتدمير الأفكار النيرة , لكي تشاع أفكار بالية رثة خبيثة , تصنع مخاضا قذرا من الكراهية والعنصرية , وتفرز عصبيات كبديل رث للتكتلات الفكرية والحزبية والسياسية , التي تم تعطيلها للغرض ذاته , ويتم دعم واضح للقوى التقليدية المتخلفة وتعصبها.
اليمن الدولة ذات النظام الجمهوري , ذات التعدد السياسي , والهامش الديمقراطي والحريات والمجتمع المدني في كثير من المناطق , اليمن التي كادت أن تتخلص من أنظمة رثة متخلفة , يعاد اليوم تموضع أدوات تلك الأنظمة بالدعم السخي إقليميا ودوليا لإنعاشها , لتعود بفاعلية تدمر كل الإنجازات التي تحققت منذ الستينات وما قبل ذلك ,لتذهب تضحيات النضال من أجل التحرر في مهب المصالح والأطماع .
المؤسف انهم استطاعوا تحويل مسار المعركة , من معركة تحرر , إلى معارك صغيرة , تدفع نحو الارتهان والتبعية للمستعمر الغازي والضرع البازي , الذي يقدم للمرتزقة والمنافقين شريان التغذية , ويعيد تشكيل موازين القوى من وطنية لعقائدية طائفية ومناطقية مقيته , وبكل غباء نجد البعض يسير بعلم او دون علم يحمل معول هدم في معارك عبثية مناطقية طائفية قذرة , ضد معركة التحرر .
يتم تفكيك الدولة الوطنية , وإلغاء النظام والقانون, وتقييد النخب السياسية بالارتهان , ونرى بوضوح قبائل بعض المناطق تقاوم , وترفض الخنوع والاستسلام , بما يوحي أن القبيلة تبرز أعرافها وقيم الخير فيها , بقدر محاولتهم في استخدام القبيلة لضرب فكرة الدولة.
نتمنى اليوم أن تنتصر القبيلة لليمن الكبير , وتعيد لنا كرامتنا وعزتنا وشرفنا ونهضتنا , ومسار تحولنا نحو التحرر من التبعية والارتهان , والمشاريع الصغيرة الاستعمارية الضارة , كما عرفت القبيلة في اليمن سيف الحق تغيث الملهوف وتنتصر للمظلوم , وتنتصر للوطن والدولة الوطنية , وغدا لناظره لقريب.
*المقال خاص بالمهرية نت