آخر الأخبار

من المستفيد من الهدنة؟

الخميس, 04 أغسطس, 2022

انتهى زمن الهدنة الثانية المزعومة، هذه الهدنة التي جاءت للمواطن اليمني باللاشيء وذهبت ولم تعمل له شيئًا جميلًا!.   
هدنتان متتاليتان لم يستفد منها المواطن اليمني بشيء، لكن الفائدة كلها جاءت للحوثيين الذين كانوا على شفى حفرة من الهلاك فجاءت هذه لتنقذهم وتحقق لهم أمورًا كان من المستحيل أن يحصلوا عليها لولا اقتراح هذه الهدنة الكاذبة.

  الآن وبعد انقضاء المدة المخصصة للهدنة السؤال الوجيه هو ما الذي استفاده المواطن اليمني من هذه الهدنة التي زعمت الأمم المتحدة أنها عملتها لأجل الإنسان ولإحلال السلام في اليمن؟.
  هل حل السلام خلال أيام الهدنة؟، وإن قيل ذلك فماذا عن القتلى والجرحى الذين سقطوا في مدينة تعز وغيرها من المحافظات؟! ماذا عن جريمة حي الروضة داخل مدينة تعز؟؟.

 وإن قيل إن هذه الهدنة عُملت لأجل الإنسان فأي إنسان تقصدون والمواطن اليمني في المناطق التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي يتضور جوعًا، يقضي الساعات الطوال، بل يقضي أيامًا أليمةً، وهو في طابور الانتظار لكي يحصل على بعض لترات من الوقود دون جدوى، من الذي استفاد من الهدنة؟ والمواطن في مدينة تعز يعيش مرارة الحصار لا شيء يوصله ببقية المحافظات غير طرقٍ، الوعورة فيها تنذر بالموت الحتمي لكل من مضى فيها.

إذن من المستفيد من هذه الهدنة غير مليشيا الحوثي التي جاءت لها هذه الهدنة كهدية مقدمة على طبق من ذهب، فقد سمحت بدخول المشتقات النفطية التي كانت عالقة في البحر الأحمر، وماذا فعلت هذه المليشيات بعدها، فبدلًا من أن تقوم بتسليم مرتبات الموظفين من العائدات التي وصلت إلى34 مليار ريال يمني قامت برفع أسعار المشتقات النفطية لتزيد من التضييق وخنق المواطن الذي يضيق بالوضع ذرعًا، وهي غير معترفة بأي مسؤلية كأن وجعًا لم يحدث وكأن شيئًا لم يكن.

وأما عن وقف إطلاق النار وهو الهدف الأساسي الذي نشدته الهدنة فحدِّث ولا حرج، هذه المليشيات لم تلتزم بوقف إطلاق النار؛ بل مارست خلال أيام الهدنة أبشع الجرائم في حق الطفولة وفي حق المدنيين العزل، وكل ما كان يحدث يصوره الإعلام فيصل للعالم أجمع والعالم على ذلك شهيد.

الحوثيون هم المستفيد الوحيد من الهدنة، فقد فتح مطار صنعاء وبه فتح بابًا جديدًا للحوثيين لنقل قاداتها ولمزيد من اختلاس المسافرين من الناس.

لو جئنا للحقيقة هي لم تكن هدنة بقدر ما كانت فرصة ذهبية للحوثيين لإعادة ترتيب صفهم المنهار وفرصة لاستعادة بعضًا من القوة المنهارة. لم تكن هدنة من الأمم المتحدة بقدر ما كانت تحقيق مصالح شخصية ومآرب أخرى تخفيها عن العالم والشعب اليمني، وتظهر واضحةً جليةً من خلال أعمالها وتدليلها للحوثيين.

 ها قد انتهى زمن الهدنة الثانية والشعب اليمني اليوم يخرج منها بخفي حنين، فهي لم تكن غير سراب خادع حسبه المواطن ماءً لكنه لم يجد منه شيئًا غير مزيد من الوجع والموت والدمار.



  *المقال خاص بالمهرية نت  

المزيد من إفتخار عبده