آخر الأخبار
نبأٌ محزنٌ من محافظة حجة!
قبل قرابة ثلاث سنوات أخبرتني صديقةٌ لي من محافظة حجة قائلة: إن الشباب في قريتنا كادوا أن ينتهوا تمامًا، جميعهم شاركوا في الجبهات التابعة للحوثيين إما برضى منهم أو بغير رضى، وما يعودون منها إلا قتلى محمولين على الأكتاف، فمن كل أسرة في قريتي قد قتل أكثر من ثلاثة أفراد وهذا ما جعل القرية كلها يتيمةً تشكو الفراق.
هذا الموضوع لم يثر فيني أي شعور من الشفقة عليهم، قلت في نفسي وقتها هم الذين ذهبوا للموت بأقدامهم، ومصيرهم لن يكون إلا هكذا ما داموا يتبعون الموت ويصدقون هذه الجماعة التي لا تنادي بغير الموت ولا تسعى إلا له.
منذ ذلك الحين مضت ثلاث سنوات وهذه كفيلة بإبادة الكثير من الذين يتبعون هذه الجماعة بغير علم ولا هدى، تزج بهم في محارق الموت بكل حين، واليوم يأتي خبر جديد موجع أكثر من سابقه ومن محافظة حجة نفسها لكن هذا الأخير أثار فيَّ القلق والحزن الكبير، مليشيا الحوثي تختطف أكثر من ستين فتاة خلال شهر واحد في محافظة حجة، هذه المليشيات العبثية، لم تكتف باستنزاف الشباب هناك، بل لجأت إلى اختطاف الفتيات اللاتي لا دخل لهن بالحرب ولا بالسياسة.
أكثر من ستين فتاة وامرأة يذهبن ضحايا الاختطاف ويتم رميهن في سجون هذه المليشيات إلى أجل غير مسمى وفي وضع لا يعلم أحد كيف هو.
لم تكتف المليشيات الحوثية باختطاف هذا العدد المفزع من الفتيات وإنما قامت باتهامهن إتهامات باطلة تخل بالشرف والعرف القبلي الذي يتمسك به أبناء محافظة حجة على وجه الخصوص واليمن عمومًا، وهذا ما جعل الأمور تسوء أكثر بالنسبة لمصير هؤلاء الفتيات؛ لأن بعض الآباء تخلوا عن بناتهم وبعض النساء المتزوجات تخلى عنهن أزواجهن كذلك، أو لم يعلموا بعد أن هذه الجماعة تسعى فقط لشق الصف والتفرقة وزرع الحقد حتى على مستوى الأب وابنه والزوج وزوجته، إن هذه المليشيات تتقن عمل الشياطين وتتفنن في ذلك، يفرقون بين المرء وزوجه، وإن ما حدث لبنات حجة أبرز مثال على ذلك.
ليست محافظة حجة وحدها من تعاني من هذه الجرائم، جرائم اختطاف الفتيات فهناك الكثير من المحافظات التي تقع تحت سيطرة الحوثيين، تعيش فيها النساء حالة من القلق والخوف، لم يعد الخوف على اختطاف أرباب أسرهن كما كان الأمر في بداية الحرب وإنما تطور الأمر حتى أصبحن النساء يعشن حالة من الوسواس والخوف أن يتم اختطافهن من قبل هذه المليشيات كيف سيكون مصيرهن وقت ذاك وهل ستبقى ثقة أهلهن بهن كما هي الآن؟!.
إن اختطاف الفتيات أوجع بكثير من قتلهن، فهذا أمر يبعث الرعب ليس في قلب الفتاة وحسب وإنما في قلب كل أهاليها لأن من تقع بين يدي هذه المليشيات تتهم بتهم تُسكت الكثير من الآباء عن السؤال، وتوقفهم عن البحث والتقصي، وبالتالي تعيش الفتاة بين جحيمين حجيم السجن وجحيم تخلي الأهل والأحباب.
ماذا عن فتيات حجة هل سينظر العالم لهذه الجريمة بالعين الصادقة أم أن القضية هذه سترمى بين أدراج النسيان مثلها مثل أي قضية اختطاف أخرى؟!.
بلا شك فالمجتمع الدولي والعالم يرى الحوثي ابنًا مدللًا له لا يقدر على إزعاجه أو العمل ضده
قيد أنملة.
*المقال خاص بالمهرية نت