آخر الأخبار
الصحافةُ في اليمن.. جهادٌ كبير!
أحداث اغتيالات الصحفيين تزداد مع مرور الوقت في اليمن، في زمن الحرب- التي أوجعت قلوب الجميع-، مما يوحي إلى المتابع أن الصحافة والصحفيين قد باتوا عرضةً للموت في أية لحظة ما داموا يعيشون على أرض اليمن.
لم تعدِ اليمنُ أرضًا خصبة للصحفيين؛ بل باتت مصدر خوف وقلق لهم، فبين فترة وأخرى نسمع عن حادثة اغتيال صحفي، كانت آخرها بالأمس القريب، إذ تم اغتيال الصحفي صابر الحيدري في محافظة عدن، هذه المحافظة التي أصبحت الثانية في اليمن بعد صنعاء، التي يعيش فيها الصحفيون حياة مهددة بالخطر والموت الحتمي، وقبل هذه الحادثة حوادث أخرى أودت بحياة الكثير من الصحفيين الذين يعملون جاهدين على نقل الحقيقة التي يعيشها أبناء اليمن في ظل الحرب والفقر والجوع والحرمان، وفي ظل تسلط الحوثيين وعبثهم في مناطق من اليمن وكذلك عبث التحالف السعودي الإماراتي على مناطق أخرى من هذه الأرض التي باتت تشكو إيلام القريب والبعيد لها.
لقد أصبح العمل الصحفي في اليمن جهادًا كبيرًا يعيشه الصحفيون، لا يقل عن ذلك الجهاد الذي يؤديه الأبطال الذين يدافعون عن أرض اليمن داخل جبهات القتال، فالمجهادون يحملون البندقية ويدافعون عن الأرض والعرض، والصحفيون في الضفة الأخرى يحملون أقلامًا يتقصون بها الحقيقة ويظهرونها للعالم، تلك الأقلام البسيطة التي يحملها صحفيو اليمن يراها الأعداء أفتك بكثير من السلاح الذي يحمله المجاهدون وأكبر خطرا من السلاح الحقيقي.
في زمن الحرب وجدنا الكثير من الصحفيين ممن ودعوا الحياة إثر حواث اغتيالات، والكثير ممن قتلوا وهم يمارسون مهامهم الصحفي في التغطية الإعلامية، واليوم الكثير منهم من يعيشون في سجون الحوثيين تحت التعذيب والإخفاء القسري، وهؤلاء حالتهم الصحية والنفسية يعلم الله وحده بها، لا سيما حياة أولئك الذين أنزل الحوثيون عليهم حكم الإعدام ظلمًا وعدوانًا، وهاهو الصحفي يونس عبد السلام يعيش اليوم حالةً من الوسواس القهري إثر ما يتعرض له في سجون الحوثيين، وهذا الآخر يقدم صورة واضحة لما يعترض له صحفيو اليمن وما يهدد حياتهم؛ فقط لأنهم مارسوا مهنة الصحافة.
متى يدرك هؤلاء الظالمون أن الصحافة ليست جريمة وأن الصحفي يؤدي واجبه تجاه وطنة بما منحه الله من القدرات؟، ومتى يفهم الحوثيون أن قتلهم للصحفيين أو سجنهم وتعذيبهم لهم لا يغير من الحقيقة شيئًا ولا يخفي جرائمهم وأعمالهم العدائية بتاتًا، بل إن هذه الأعمال تزيدهم تعنتًا وجريًا وراء الحقيقة لإظهارها للعالم أجمع.
اليوم يعيش الصحفيون في اليمن حياة مهددة بالخطر ولكن هذا لا يثنيهم عن مواصلة مسيرتهم الصحفية التي بدأوا بها وهذا ما يعزز في قلوب الكثير الثقة الكبيرة بالله في أن لن يصيبهم إلا ما كتبه الله لهم، وهذا ما يعطي المبتدئين في هذا المجال الكثير من العزيمة والثقة بالنفس.
إن الصحفيين الذين يعيشون اليوم في سجون الحوثيين تحت التعذيب كانوا هم الضوء للكثير من الصحفيين، ومازلوا كذلك حتى هذه اللحظة التي نتمنى فيها من العلي القدير أن يفك أسرهم ويسعدنا بخروجهم سالمين.
المقال خاص بالمهرية نت