آخر الأخبار
الأمم المتحدة تفشل مجدداً في رفع حصار تعز
مرثون لا يكاد ينتهي مع كل جولة حوار ترعاها الأمم المتحدة مع جماعة الحوثي، وهدنة يعقبها هدنة لكنها في حقيقة الأمر مفرغة من أي استحقاق جدّي تجاه الأزمة الإنسانية في اليمن.
انتهت الهدنة الأولى التي رعتها الأمم المتحدة لتمدد لشهرين لاحقين دون أي اختراق يذكر باتجاه رفع الحصار عن مدينة تعز كما كان مقرراً في بنود الهدنة الأولى.
لم يكتفِ الحوثيون بالتنصل من الالتزام ببنود الهدنة التي رعتها الأمم المتحدة بل هدّد مندوبهم بفتح المقابر بدلاً من رفع الحصار وفتح المعابر التي تفرض من خلالها جماعة الحوثي حصاراً خانقاً على المدينة منذ أكثر من سبع سنوات.
تهديد الحوثيين بفتح المقابر في تعز مرّ دون تعليق من المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، ليكشف للعالم مدى التعاطي السلبي للأمم المتحدة تجاه تعنت جماعة الحوثي وتنصلها المستمر من كافة الاتفاقيات.
المبعوث الأممي في إحاطته الأخيرة أمام مجلس الأمن أكد أنه من الضروري أن تؤدي الهدنة إلى تخفيف وطأة المعاناة عن أهل تعز، مستعرضاً في سياق إحاطته ما شاهده أثناء زيارته لمدينة تعز في نوفمبر الماضي بأن الطريق الوحيد المفتوح إلى المدينة طريق جبلي متعرج وشاقة ضاعفت السفر لمدة ست ساعات، أردف قائلاً إنه شاهد بنفسه أثر هذه القيود في إعاقة الاقتصاد، وتدهور قدرة الحصول على الخدمات الصحية، وتعرض المدنيين في سفرهم إلى الخطر.
سردية المبعوث الاممي تلك خلت من تحديد الجهة التي تفرض كل هذا الحصار على المدينة، مكتفياً بدعوة الحوثيين للاستجابة لمقترح الأمم المتحدة بفتح الطرق على مراحل تضمن فتح طريق رئيسي من مدينة تعز إلى منطقة الحوبان شرقي المدينة، إضافة إلى طرق إضافية في تعز ومحافظات أخرى.
هكذا تبدو خيارات المجتمع الدولي محدودة تجاه تعنت وتلكؤ جماعة الحوثي بخصوص رفع الحصار عن تعز، وسط اتهامات بتواطؤ المبعوث الأممي وتهربه المستمر من تسمية الجهة التي تتهرب من استحقاقات السلام في اليمن.
ليبقى السؤال عن خيارات الشرعية التي تقدم التنازلات تباعاً في كل جولات الحوار مع الحوثيين، خاصة مع تسرب أنباء عن محادثات مباشرة بين الحوثين والسعودية، الأمر الذي عدّه مراقبون محاولة سعودية لاستبعاد الشرعية في أي تسوية سلمية في اليمن.