آخر الأخبار

الهدنة في اليمن لصالح من؟

الخميس, 19 مايو, 2022

 أيامٌ قليلة وستنتهي مدة الهدنة التي تم الإعلان عنها والتي تحظى برعاية أممية، هذه الهدنة التي لم يعرف الشعب اليمني منها إلا اسمها والخروقات المتعددة التي ترتكبها مليشيا الحوثي كل يومٍ.

   في أول يوم من شهر رمضان، أي في الثاني من نيسان/أبريل2022 ، أعلنت الأمم المتحدة سريان الهدنة الإنسانية العسكرية في اليمن حفاظًا على ما تبقى من الإنسان اليمني وسعيًا لحياة هادئة للشعب الذي لم ينعم بالهدوء منذ أكثر من سبع سنوات، وقد رحبت الحكومة الشرعية اليمنية بهذه الهدنة وأمل الشعب اليمني فيها أملًا كبيرًا متمنيًا فعلًا أن يعيش 60 يومًا بدون حرب أو اقتتال، وقد رأى الكثير من أبناء الشعب في هذه الهدنة أملًا في أن تنتهي الحرب التي كبدتهم الكثير من الخسائر.

   تم الإعلان عن الهدنة الإنسانية ولم تستمر أياما إلا ومليشيا الحوثي تخترقها في اليوم الواحد اختراقات عديدة على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي والعالم، بل إن الضحايا الذين سقطوا ويسقطون في زمن الهدنة كثيرون إذا تم حصرهم تشك أنه وقع هناك ما يقال لها هدنة.


  هاهو الزمن يمضي قُدمًا ووقت الهدنة قد شارف على الانتهاء لكن السؤال هنا ماذا حققت هذه الهدنة في اليمن؟ مالذي قدمته للشعب اليمني المغلوب الذي أنهكته الحرب؟، في الحقيقة لم ينعم الشعب اليمني عمومًا وتعز على وجه الخصوص بهذه الهدنة المزعومة؛ فالضحايا يسقطون باستمرار وقناصُ الحوثيين يستهدف المدنيين إلى أحيائهم السكنية التي يعيشون فيها، يستهدف الأطفال الذين يلعبون بفرح معتقدين بأنفسهم أن الحرب وضعت أوزارها لفترة وجيزة وأنه ينبغي عليهم اقتناص هذه الفرصة باللهو واللعب؛ لكن قناصة الحوثي وقذائفه والطائرات المسيرة المرسلة من قبل مليشيا الحوثي لا تدعهم وشأنهم؛ بل إنها تنتزع أروحهم من بين الأهل والأصدقاء، فيعود مسلسل الموت يواصل حلقاته داخل هذه المدينة المتعبة والمحافظات اليمنية الأخرى.

  إلى يومنا هذا تحقق أن تم فتح ميناء الحديدة لكن العائد من هذا الميناء لم يذكر إلى أين يذهب، وبعد هذا قد تم فتح مطار صنعاء والذي كان بمقابله فك الحصار عن مدينة تعز.

  اليوم مدينة تعز ما تزال محاصرة وملف حصار هذه المدينة ينظر إليه باستحياء من قبل المسؤلين، بل إن هذه المدينة تجرعت الكثير من الموت خلال زمن هذه الهدنة التي لم يرَ أبناء مدينة تعز منها خيرًا، أو ليس فك الحصار عن تعز أولى من أي ملف آخر إن كانوا ينظرون بعين المسؤولية وعين الإنسانية التي يزعمونها.

   الأيام تمضي وستنتهي مدة الهدنة التي تم الإعلان عنها وقد لا يتحقق فك الحصار عن تعز، وهنا نرى أن الهدنة لم تخدم غير التحالف والحوثيين فقط، فالتحالف السعودي الإماراتي استفاد في أن توقفت الضربات الصاروخية التي كانت تطالهم من قبل الحوثيين، والحوثيون استفادوا كذلك في فتح ميناء الحديدة ومطار صنعاء أما الشرعية فلم تحصل على خير من كل هذا، ففي صالح من كانت الهدنة!؟.

  المقال خاص بالمهرية نت 

المزيد من إفتخار عبده