آخر الأخبار

تعز في رمضان.. أجواءٌ جميلة على الرغم من الحرب والحصار

الخميس, 21 أبريل, 2022

ما الذي يمكنك أن تتحدث به عن مدينة محصارة تعيش أجواء رمضان تحت وطئة الحرب والحصار للعام الثامن على التوالي، لا شك أنك ستذكر الوجع الكبير الذي سببه الحصار لهذه المدينة ولمن فيها من الناس، لكن شيىئًا من الجمال الذي حباه الله لهذه المدينة سيلفت انتباهك لتعزف -بعض الشيء- عن رؤية الوجع الكبير الذي رافق هذه المدينة منذ الوهلة الأولى للحرب وحتى اللحظة هذه.

   هذه هي مدينة تعز، المدينة المكبلة بالأغلال لأكثر من سبع سنوات، إنها تعيش اليوم أجواء رمضان بكل ثبات مكابرة على الرغم من الوجع الكبير الذي يتوسطها، وجع كبير وفقد أكبر، لكنها على الرغم من هذا كله تحاول أن تخفي هذا الوجع ولو لشهر واحد، هو شهر رمضان.

  مدينة تعز في رمضان جميلةٌ بأسواقها المليئة بالناس وبأحيائها المفعمة بأهازيج رمضان من قبل كبار السن والمارين في الطرقات، إذا سمعتهم يُخيل إليك أن هذه المدينة لا تعاني من أي تعب، لا هي ولا أهلها،"نسأل الله يا محمد ..أن يبلغنا إليك" صوت عجوز يردد هذا وهو يحمل عكازته بيدٍ وفي اليد الأخرى يحمل كيسًا صغيرًا عائدًا به من البقالة إلى البيت ووجهه يشع نورًا وبهجة، إذا رأيته لأول وهلةٍ يخيل لك أنه رجل ثري وقد يكون هذا الكيس الصغير الذي يحمله بيده هو طعامه الوحيد لهذا اليوم.
  لرمضان في مدينة تعز مذاقٌ مختلف تمامًا عن غيرها من محافظات اليمن الحبيب، هنا ترى الناس في هذه المدينة، يدوسون الوجع تحت أقدامهم ويعيشون يومهم كما ينبغي لهم أن يعيشوه، يضحكون باسمترار ويعملون بكل جهد ومثابرة لكي ينسوا وجع الحصار والفقر والمرض، تتقاذفهم المعاناة من تعب لآخر ولكنهم ما زالوا ثابتين كأن شيئًا لم يكن وكأن الوجع قد أصبح زائرًا معروفًا لهم ألفوه ولم يعودوا مبالين به.  
  هنا في مدينة تعز الحالمة يحاول الناس جاهدين أن يعيشوا هذا الشهر كما كانوا يعيشونه قبل الحرب لذا تراهم يرددون الشعارات الرمضانية التي حفظوها عن آبائهم ويعملون بكل جهد لكي تتوفر لهم مائدة رمضانية تليق بهذا الشهر الكريم ولكي يشعرون فعلًا أنهم في أجواء رمضانية روحانية وجميلة.

  بائعو السمبوسة في هذه الناحية من سوق المدينة، يلتف حوله البعض من الناس القادرين على الشراء فنسبة الإقبال عليها قل بشكل غير مسبوق بسبب الغلاء الفاحش، وفي الناحية الأخرى بائعة لحوح تدخل اللحوح في تلك الأكياس الحمراء وتعطيها للزبائن الملتفين حولها للشراء قبل نفاد الكمية، وهناك في الزاوية الأخرى بائعو الخضار والفواكة، صوت محمد حسين عامر يصدح من هواتفهم النقالة وهو يقرأ سورة البقرة وفي المكان الآخر الكثير ممن يبيعون حلا رمضان.

  وعن أجواء ما بعد المغرب حدث وبكل حب، فأصوات صلاة التراويح تفوح من منابر مساجد هذه المدينة حتى تشعرك بحيوية ونشاط، تشعرك بأمان لا نضير له على الإطلاق، عندما ترى وتعيش هذه الأجواء في هذه المدينة، تحس أن رمضان مازال كما هو وأن هذه المدينة الجميلة ما تزال كما هي بأهلها الكرام الذين يحيون أجواء رمضان بكل حب وسرور ولولا أن الحرب قد سرقت البهجة من قلوب الكثير داخل هذه المدينة إلا أن أرواح أبناء تعز ما تزال كما هي وحبهم لمدنتهم ما زال ينمو ويكبر.     المقال خاص بالمهرية نت 

المزيد من إفتخار عبده