آخر الأخبار

تذكير بالوجع الكبير

الإثنين, 21 مارس, 2022

عيد الأم في اليمن هو يوم يذكرنا بالوجع الكبير الذي تعيشه الأم اليمنية، في هذا اليوم تُعرض علينا صفحات من العناء والكفاح الكبير الذي تكافح به الأم اليمنية؛ لأجل البقاء على قيد الحياة.

   الأم اليمنية قد لا تدري بهذه الذكرى في الوقت الحالي فهي بالنسبة لها لم يعد في الوقت متسعٌ لأن تتابع العالم والمناسبات تجري فيه؛ فهي لم تجد الوقت الكافي للعمل وللجهد الذي تبذله؛ لأجل الحصول على لقمة العيش لأبنائها الذين ينتظرون منها ما يسد جوعهم، ولإخوانها الذين اتكلوا عليها بكثير من الأمور الحياتية. 

  الأم اليمنية في زمن الحرب تجدها كلما مر عامٌ يزداد وجعها أكثر مع هذه الحرب التي أزاحت من طريقها كل جميل ووضعت فيه الأشواك والعراقيل، فالأوجاع تتوالى عليها بكل حين، والضربات المؤلمة لم تدعها وشأنها.

  الكثير من الأمهات في اليمن هن أمهاتٌ لأبناء الشهداء، أو هن أمهات الشهداء الذين تركوهن ثكالى، أو هن أمهات الجرحى الذين تحولوا بين لحظة وضحاها من معيلين لها إلى عالة عليهاوعبء كبير، بالإضافة إلى الواقع المعيشي المؤلم الذي أصبح فيه الحصول على لقمة العيش أمرًا ليس بالسهل الهين، وإنما هذا الأمر بحاجة إلى مزيد من الجهد والمشقة.

  على كلٍ فهذه مناسبة جميلة في هذا الشهر الجميل الذي ضم المرأة بين دفتيه ففي أوله اليوم العالمي للمرأة وفي آخره عيد الأم ولعل المناسبة الثانية جعلتنا نلتفت للأم اليمنية ولو قليلًا لنرى مدى ما تعانية هذه الأم هذه مع الحرب الكارثية.

  وبهذه المناسبة الجميلة تحية إجلال وإكبار للأم اليمنية التي لم تستسلم لإحباط الواقع لها؛ بل تحدت كل الصعوبات وكافحت بكل من أوتيت من قوة وصبر وثبات لتقبى هي وأولادها كرماء.

  تحية عظيمة للأم اليمنية التي تصحو مبكرة لتقف في الطابور أمام خزنات المياة لتحصل على بعض لترات من الماء ومن ثم تعود مسرعة لتحضير الفطور لأطفالها ليذهبوا للمدرسة وبعد ذلك تنطلق لجمع الحطب والبحث عن مصدر دخل تحصل من خلاله على بقية وجبات ذلك اليوم.

  تحية كبرى للأم التي فارقها ابنها وترك خلفه أدلاه وهي تتحمل مسؤلية ذلك وتتقبل الوضع بكل رحابة صدر وهمة على الرغم من أنها مدركة أن هذا حمل ثقيل عليها.

  وللأم التي تبحث عن ابنها المختطف منذ سنوات وهي لم تسمع صوته ولم تدر هل ما زال على قيد الحياة أم أنه قد تم تصفيته من قبل تلك الجماعة التي لا تجيد سوى الموت ولا تتقن شيئًا غير الخراب والدمار.

    وللأم التي تحمل على رأسها بضاعة زهيدة تتنقل بها من مكان لآخر، تقطع مسافات طوال مشيًا على الأقدام فقط لتحصل على فارق بسيط في السعر تقدر من خلاله أن توفر الحاجات الضرورية لأفراد أسرتها التي لا تمتلك عائلًا سواها.

  مزيدًا من الصبر والثبات للأم اليمنية في مواجهة صعوبات الحياة والتحديات الكبيرة.

    المقال خاص بموقع المهرية نت 

المزيد من إفتخار عبده