آخر الأخبار

قدوم رمضان موسم لاستغلال الضعفاء!

الأحد, 13 مارس, 2022

عندما تكون لقمةُ العيش هي أكبر همك ومصدر إذلالٍ بالنسبة لك هنا تذهب قيمة الحياة ويذهب ما يسمى بـ جمال الحياة، حتى الوطن وحبه لا يعد شيئًا أمام ذلك، فالبطن الخاوية لا يستطيع صاحبها الهتاف بالحب أو النداء بالمواطنة.

   كان يحث خطاه بكل عجالة، كأنه يمضي لمهمة كبيرة عليه إنجازها قبل فوات الأوان، يظهر ذلك جليًا من سرعته في المشي ونظراته الخاطفة لكل من حوله، يتحسسُ جيبه لليتأكد هل ما تزال النقود فيه أم أنها قد سرقت منه كما سرق الوطن، وكما سُرقت الإنسانية من قلوب المسؤولين والمتلاعبين بحياة المواطنين العزل أمثاله.

  رياحٌ عاصفة تاخذ شاله وهو يتمسك به  بشدة كما يتمسك بالصبر والثبات طوال هذه السنين، السوق قريبة هكذا يخبر من يسأله لماذا لم تستخدم وسيلة من وسائل النقل التي أصبحت اليوم صعبة على الكثير لكنها ضرورية.

   يقول : السوق قريبة منا ولكن الذي فيها بعيد المنال بالنسبة لنا نحن البسطاء الذين أصبحنا حديث الإنسانية، تتداولنا الأخبار بكل أنواعها وتنشر قصصنا التقارير، لكن حالتنا ما تزال كما هي بل تزداد سوءًا كلما مضى بنا الزمان وكلما اشتكينا من وضعنا لمن حولنا.

  تتصدق علينا المنظمات بفتاتها ونحيا على ذلك، نقول إنها تبذل جهدًا كبيرًا لأجلنا؛ ولهذا نلحقها نحن بكل اهتمام لننعم بقليل من ذلك الفتات، وياليتها لم تأتنا بفتاتها هذا وتعمل بدلًا من ذلك على أن تعيد لنا روح عملتنا المهنارة؛ لتعود على ما كانت عليه في السابق، لها مكانتها بين العملات، وحينها سنكون قادرين على الحياة دون هذا العناء الذي نحن فيه، وقد نستغني تمامًا عن رحمتها لنا.

   يمضي في طريقة وهو يخاطب من حوله بقوله: هكذا هو شهر شعبان، موسم للتجار لكي يستغلوا المواطن المغلوب ، وهو موسم للمواطن لكي يزداد همهم وتتفاقم أوجاعهم.

  وصل إلى السوق بعد إجهاد كبير بذله في طريقه، وقد كان يرى أنه الأسوأ حالًا من غيره؛ لكنه رأى الناس هناك بوجوههم المتعبة وأجسادهم الهزيلة التي بالكاد تحمل رؤوسهم.

  هناك زوجة شهيد تتفحص ما تبقى من مرتب زوجها لتأخذ بها حاجاتها الضرورية، عندما رآها قال في نفسه: ترى ما الذي يمكنها شراؤه بهذا المبلغ الزهيد الذي حصلت عليه من مرتب الشهيد علمًا بأن مطبخها يشكو من قلة الحاجة فيه، وأن أطفالها من اليوم قد بدأوا يحسبون الأيام المتبقية لوصول يوم العيد، ولم يعلموا أن يوم العيد لن يكون إلا بيومٍ يتحرر فيه البلاد من المليشيات التي تريد استعماره وإذلال أهله ومحو الدين والعقيدة عنهم.

    لقد أصبح قدوم رمضان وجعًا لدى الكثير وهمًا كبيرًا يؤرقهم ليل نهار، لأن رمضان لم يعد موسم عبادة بقدر ما هو مو سم استغلال كبير، يتم فيه استغلال الضعفاء الذين يحاولون بكل ما أوتوا من قوة أن يعيشوا حياة كريمة تليق ببني الإنسان، ترى متى يفهم الناس أن رمضان ليس موسمًا للجشع؟ وإنما هو موسم للرحمة، موسمٌ لعبادة الله والتقرب منه.

  المقال خاص بموقع المهرية نت 

المزيد من إفتخار عبده