آخر الأخبار
فضائح متسلسلة تكتنف المكرمات الإماراتية
تحدثنا عن هذا الأمر في مقالات سابقة لكن الموضوع يفرض نفسه عند حلول كل مكرمة تظهر على الناس في موسم واحد من السنة وتغيب في أخرى، ويستبشر الناس بها خيراً لكنها تخيب الآمال فتصير كالباب الذي باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب.
الحديث عن المكرمة يفرض نفسه في كل حين فمهما تكرر ما الحديث عنه تطل الصورة والمشهد واقعاً لا بد من الحديث عنه فهي حديث الشارع وسواد الصفحات وعصا الخصام بين المدافعين والمعارضين في وسائل الإعلام وفي غير ما مرة تحول المدافع عن هذه السلوكيات إلى خصم يعريها ويكشف للناس فساد القائمين على المكرمات، والعجيب أن هؤلاء القوم -أقصد القائمين على أمر المكرمات- يفاجئون الناس بقضايا أكثر فداحة وأعظم فسادا من ذي قبل فضلا عن إصلاحها..هؤلاء ليس في وجوههم قطرة من الحياء ولا في قلوبهم ذرة من الرحمة لأحد.
وأي ظلم أعظم أن يكافح الجندي عن هذه القيادة ويأتمر بأمرها شهوراً متتالية ثم إذا أشرق في مسمعه الأمل بنزول المكرمة برز قائدة يقتص منها أكثر من الثلثين!!.
المكرمة مقدمة من الإمارات للمدنيين والعسكريين على السواء في سقطرى كما أن اسمها مكرمة وليس استحقاقا وظيفيا، والخطأ أنها سلمت أمر الإشراف على توزيعها إلى يد مصريين لهم أعين يغمضونها وآذان لا يسمعون لمشكلات الآخرين بها وقلوبهم لا تعرف الرحمة لأحد مهما كان وضعه فاشترطوا تواجد الشخص بنفسه لاستلام مكرمته الـ500 درهم ولا يقبلون أي عذر لأي ظرف مهما كان.
كما اشترطوا استحضار شهادة اللقاح ضد كوفيد19، وقبلوا الناس بهذه الشروط على مضض وقد رضي الكثير بهذه العصا ما دام الأمر يشمل الجميع.
وعندما وصلت لجنة الصرف إلى الجانب العسكري تم منعهم من التسليم إلا عبر القيادات العسكرية والحق أن المصريين رفضوا في الأول هذا الطلب ولكنهم قبلوا به فيما بعد بتوجيهات من المسؤولين الإماراتيين.
وضعت لجنة الصرف بتوجيه القيادات العسكرية ثلاث كبائن للصرف أولها فئة أصحاب 300 درهم وهم الأعلى قيمة باعتبارهم حريصون على الدوام والانضباط في العمل.
الثانية فئة 150 درهم وهم الفئة المتوسطة في استحقاق المكرمة.
الثالثة فئة 100 درهم وهؤلاء كأنما يعطون هبة أو صدقة لا يستحقونها.
وأثناء عملية الصرف حصلت الكثير من المشادات الكلامية ووجه العساكر لقاداتهم الكثير من الألفاظ السيئة ونعتوهم بالسرقة والظلم وأكل حقوق الناس ولكنهم لا يتألمون لذلك ولا يتألمون ولا يتوبون فما لجرح بميت إيلام كما قال المتنبي سابقا.
يذكر أن رئيس لجنة الصرف المصري كلما توجه إليه أحد بالسؤال والاستفسار أطلعه على استحقاقه بكشف صادر من الإمارات مكتوب فيه المبلغ المستحق أمام اسم كل شخص وقدره 500 درهم مصرحاً لهم أن السبب وراء هذا الخصم قياداتهم العسكرية، وبذلك برأت ذمة المصري أمام الناس.
يذكر أن أحد الأفراد من المنضبطين في الدوام صرف له 100 درهم فقط فقام بتمزيقها ورميها في وجوههم وسرعان ما قبض عليه وزج به في السجن هو وعسكري، آخر صور الموقف وهذه الحادثة حصل مثلها تماما في العام الماضي حيث أحد العساكر يرمي مبلغ المكرمة في وجه المندوب الإماراتي.
من جانب المكرمة المستحقة لمشايخ سقطرى يتفاخر السلطان علي عيسى بن عفرار بتقديم دعم مالي لأبناء محافظة المهرة وقدره مليون درهم في حين لم يزل في حيرة من مشايخ سقطرى يستحق مكرمة قيمتها 500درهم .
وهكذا تاريخ المكرمات حافل بكثير من السلوكيات الخاطئة يصحبها فساد مالي يكاد يشترك فيه الجميع من أعلى مسؤول في سقطرى إلى أدناهم وحتى المندوبين الإماراتيين ضالعين فيه وما ظهر منه مخيف وما خفي أعظم وأعظم.