آخر الأخبار
فرصة لاستمرار إنهاك اليمن
حرب اليمن بالنسبة للسعودية وتوافق الإمارات , ما هي إلا فرصة لاستمرار إنهاك اليمن , وتنفيذ وصية عبد العزيز مؤسس الدولة السعودية الثالثة محذراً ومشيراً إلى موقع اليمن على الخريطة وهو على فراش الموت وحوله أولاده الوارثين : ” (انتبهوا .. انتبهوا فمن هنا يأتي هلاككم وزوال ملككم، فلا تطمئنوا لهم و حاربوهم باستمرار وبكل الوسائل وفى كل الأوقات سلماً أو حرباً) وما الحرب الا فرصة متاحة لتنفيذ الوصية , والرجعية العربية تتوحد فيها مع الرجعيين في الداخل .
المتأمل لتاريخ العلاقة اليمنية السعودية يعرف حجم المواقف والمراحل التي توشحت بالدم بينهما , وكيف كان آل سعود في الموقف المعادي دائما , ضد أي مشروع نهضة اليمن وتحرره , خوفا من قدرات شعب وملكات الطبيعة , و طمعا في الثروات .
منذ إطلاق عاصفة الحزم , يستطيع المتأمل بحيادية , من خلال ما استهدف , وما تم زرعه وتم تموضعه ودعمه بقوة , سيعرف جيدا أهداف الحرب , و أجنداتها, وحدهم السذج , ينظرون للقشور , وما يروجه الإعلام , وما يعلن عنه , دون التعمق في البحث والاستنباط والتحليل للوصول لحقائق ما يدور .
والسذج الآخرون الذين يعتقدون أن مشروعهم الصغير لن يكتب له النجاح دون تفكيك الدولة المركزية , و إيجاد مبررات تمزيق الجغرافيا , وأثناء محاولتهم التفكيك , يتعرضون للقيم والمبادئ والأخلاقيات , فيسقطون , وترتفع قناعات الناس بالتمسك بوحدة الهدف والمصير .
لازال الكثير منا لم يستوعبون المؤامرة جيدا , ولازال اللاعبون , ينفذون المخطط كما يريده المخرج , ولازال الموظفون ( العملاء ) يتسابقون في تقديم الأفضل لتقديم الولاء والطاعة , و الفوز بغنيمة أكبر من الآخرين , ما دام المال الحرام ينثر عليهم بحسب الولاء لهم بطاعة عمياء , ينفذ دون نقاش .
الخطاب السياسي الذي نسمعه من قوى الداخل , لم يتغير هو ذات الخطاب المذل والمهين لكل يمني حر , وكل شريف و وطني محب لأرضه وعرضه , خطاب تتسابق فيه الأدوات بتقديم الطاعة ,( وشكرا سلمان وشكرا زايد ) والحوثي يشكر إيران بطريقته الخاصة , على ماذا تشكرونهم , على كمية أدوات الموت التي أرسلت لليمن , كانت عبر الطائرات او الممرات البرية والبحرية , دون أن نرى بالمقابل أدوات الحياة , فيموتون الناس إما بأدوات الموت , أو في نقص وسائل الحياة , اليوم اليمن ينازع الموت , على كل بقعة أرض , تدعى محررة او غير محررة , حتى البعيدة من النزاعات المسلحة , أوجدت مبررات النزاع , وتتوسع رقعة المعارك , ليتم تفكيكك ما لم يفكك , وتدمير سبل الحياة والتنمية , وتعطيل المرتكزات الاقتصادية , والمؤسسات الحيوية , والسيطرة على منابع الثروة والدخل القومي , ليبقى اليمن بلد متسول ينتظر حبه تمر , أو سلة غذاء فاسد , فكل منطقة سيطر عليها تعيش أسوأ مراحلها , لا كهرباء ولا راتب , ولا صحة ولا غذاء , والبلد تجزئ فعليا لمناطق نفوذ وعصابات , اصبح البعض محاصرين في مناطق ضيقة مهددة بالفناء .
الساذج هو الذي لا يقرأ التاريخ , وأكثر سذاجة الذي يعتقد أنه ممكن يستنشق روائح زكية من عفن و غفن , وانه سيحصل على الحرية والتحرر من بلد لم يقدم لمواطنيه ادنى سبل الحرية , بلد لم يتحرر بعد من الوصاية , بلد مأسور لاستخبارات دولية بل صهيونية , وهو جزء من صراع إقليمي ودولي , واداة من أدوات الإرهاب , والساذج هو الذي يصدق أن تلك المنظومة العفنة ستساعده في استعادة وطن وترسيخ دولة محترمة .
لا حل لليمن بغير التحرر من الوصاية والتبعية , والنأي بنفسه من الصراعات الإقليمية والدولية , وتوحيد الصفوف , وتشكيل جبهة وطنية لاستعادة وطن , وانتزاع القرار السيادي من أيادي العبث الإقليمي .
ما مسنا اليوم من توحيد الصفوف , وتشكيل جبهة وطنية قوية , تعيد الاعتبار لليمن وقراره السيادي واختياراته الوطنية , وإعادة لملمت الجراح , ترميم التصدعات , والشروخ الاجتماعية والسياسية , ورفض كل الاملاءات الإقليمية والدولية , خذوا تجارب الآخرين , أين وصل العراق العظيم , وسوريا العروبة , وكيف نأت ليبيا بنفسها من المؤامرة , وكيف تعافت الصومال , واليوم السودان , واليمن قادر على التعافي , الإقليم ضيف أمام وحدة اليمن وقوته , وأدواته هشة تتساقط بكل سهولة وتعيش على دعم الخارج تتلاشى إذا ما توقف الدعم , هم مجرد موظفين تنتهي مهمتهم بانتهاء الحرب , و سيقدمون للعدالة.
المقال خاص بموقع المهرية نت