آخر الأخبار

ثقافة الموت تسيطر على واقعنا اليمني

الإثنين, 13 سبتمبر, 2021

 عندما تغيب الدولة ويغيب معها الضمير الإنساني والوازع الديني، عندها يحصل ما لا يمكن أن يتوقعه إنسان ذو عقل ووعي، يصبح كلُّ ممنوعٍ متاحًا لمن له القدرة ويمتلك الإمكانية، وتصبح النفس الإنسانية أرخص بكثير من بعض الأشياء ذات القيمة، بل يصبح الموت والقتل أسهل ما يكون، فتجد المرء يقتل أخاه بدم بارد للحصول على شيء بسيط قد  ينتهي  بعجالة، وتكثر الجرائم السرية والعلنية بين الأوساط.
 
في زمن الحرب ومع غياب الدولة وضياع هذا الشعب بين مؤيدٍ ومعارض، ومع وجود المجالس السياسية التي تشكل هنا وهناك  كثرت الجرائم بشكل لافت للنظر، لقد انتشرت ظاهرة الاغتيالات والاختطافات والقتل والتعذيب بشكل كبير يثير الحزن والخوف معًا، قتلٌ بالألغام وقتلٌ بالرصاص وقتلٌ بالقذائف لتكون النهاية هي إبادة  هذا الإنسان.
 
 اليوم تجد أن الثقافة المسيطرة في بلدنا هي ثقافة الموت والقتل والتخريب، ثقافة العذاب و التعذيب، ثقافة الرعب والأحزان، لا صوت يعلو فوق صوت النحيب ولا بيت يخلو من الآلام والأوجاع وكأن الحزن قد أقسم على نفسه  ألا يغادر هذا البلد حتى يفنى الجميع أو ينتهي الوجود تمامًا، ومع هذا نجد أن الملفت للنظر هو أننا في كل يوم يمر نرى الجرائم التي يقوم بها  التابعون للمجلس الانتقالي المدعوم إماراتيًا نراها تنتشر كثيرًا وكلما مر الوقت يتضح لنا أكثر أن الانتقالي والحوثي هما وجهان لعملة واحدة فأعمالهم التخريبية توضح أنهم مسيرون فقط لإثارة الشغب وقتل الإنسان كما أن الحوثيين مسيرون هم الآخرون للقضاء على الدين والإنسان.
 
مضى عام واحد  على تعذيب وقتل  عبدالله الأغبري وهذه القضية التي أثارت الرأي العام وأحزنت الكثير، ما كادت تنتهي وتندمل الجروح حتى دخلنا في قضية أخرى وجريمة أخرى من النوع ذاته، قتل عبد الملك السنباني ، هذا الشاب الذي عاد من بلد غير إسلامي عاش فيه حياة كريمة عاد ليقتل- وبتلكم الطريقة البشعة التي لا يرتضيها عدوٌ لعدوه- في بلده الإسلامي، فما ذنب من أراد أن يعيش كريمًا في بلده بين أهله، الله ما أصعبه من موقف عندما ترى الأمان في بلد غير بلدك وتجد الخوف والموت في بلدك الأصلي، تلك مفارقة محزنة يندى لها الجبين.

قتل عبد الملك السنباني -رحمه الله وصبَّر أهله على فراقه- لتضاف هذه الجريمة إلى قائمة الجرائم التي لا حصر لها في هذا الوطن الذي أصبح الموت فيه مألوفًا على الرغم من وجعه، منذ بداية الحرب وحتى هذه اللحظة التي نحن نعيشها على قلق من أمرنا ننتظر المصير الذي تؤول إليه بلانا والمصير الذي ينتضرنا في وطننا.

قتل السنباني فأضيفت صفحة أخرى إلى صفحات الوجع، ليزداد عدد الثكالى ولتكثر القضايا الإجرامية في هذا البلد الذي أصبح مسرحًا للموت والأحزان فهل من منصف؟!.
 

المزيد من إفتخار عبده