آخر الأخبار

تصرف ليس في مصلحة الشرعية ولا اليمن

الإثنين, 23 أغسطس, 2021

الذي كنا  نعرفه نحن هو أن السعودية تقف إلى جانب الشرعية اليمنية وتعمل جاهدة  لاستعادتها، فمنذ بداية الحرب وهي مع الشرعية وتعمل لأجلها، هذا ما كنا نراه ونسمعه من وسائل الإعلام، وقد حدث أن السعودية أثناء ضربها مواقع  المليشيات الحوثية كثيرًا ما كانت تقصف أماكن لا توجد فيها هذه المليشيات بل يوجد فيها أناس أبرياء أو يوجد فيها جنود من الجيش اليمني  المناصر للشرعية، وكل هذا عادة ما كان يذهب تحت مسمى الخطأ، وكان الشعب يغفر لما يحدث وإن كان قلبه يأن من القهر والأسى وإن لم يكن يصدق أن ذلك كان محض الصدفة أو الخطأ. 
 
  اليوم يصدر القرار بترحيل العمالة اليمنية من المملكة العربية السعودية، ترحيل اليمنيين بالتحديد، وهنا سؤال لا شك يطرح نفسه، لماذا هذا القرار جاء فقط على اليمنيين وفي المملكة أناس من كل بلدان العالم، من مختلف الجنسيات؟! يا ترى ما الضرر الذي ألحقه اليمنيون بالمملكة وهم الذين قدموا لها الكثير؛ فاليمنيون قد عملوا في المملكة لزمن طويل في كل المجالات منهم من عمل في البناء والإعمار ومنهم من يعمل في الجانب العلمي وآخرون في الجانب الصحي والتجاري فلا تجد مجالًا إلا وقد عمل فيه الإنسان اليمني هناك وكان سببًا لنهضة المملكة فيه. 

  اليوم يواجه المغترب اليمني في السعودية وضعًا مؤسفًا بعد  هذا القرار الذي اتخذته المملكة بترحيله وهذا القرار لن يضر هذا المغترب وحده بل سيضر الكثير ممن يعتمدون على المغتربين  في مواجهة هذه الأزمة الاقتصادية الخانقة داخل اليمن، وذلك من خلال دعمهم المادي لهم، فكثر من الناس  داخل اليمن يعتمدون على المغتربين في حياتهم المعيشية اليومية، وهم في كثير من الأحايين يكونوا  منقذين لكثير من المرضى الذين هم بحاجة ماسة للدعم المادي في مواجهة ويلات المرض ومآسيه وكذلك المنكوبين بهذه الحرب اللعينة. 


  إن هذا التصرف الذي أقبلت عليه السعودية لهو تصرف  لا يصب في مصلحة الشرعية ولا في مصلحة اليمن على الإطلاق، وبه تظهر السعودية موقفها تجاه اليمن على حقيقته ويظهر حقيقة تحالف السعودية مع الشرعية اليمنية، وهذا ما سيوفر حاضنة شعبية كبيرة لمليشيات الحوثي، كيف لا والشرعية اليمنية تقابل  كل هذا الإجحاف لليمنيين وخذلانهم بصمت كبير وكأن شيئا لم يكن أو كأن الأمر لا بعينيها. 

  رسالة نوجهها  للشرعية اليمنية القابعة في  السعودية في غياهب التجاهل والتناسي منذ زمن بعيد:  انظروا إلى حال هؤلاء المغتربين فهم أقرب إليكم مكانًا، إنهم يعيشون بالقرب منكم يتجرعون مرارة الغربة والحرمان من الأهل والأحباب لكي يكونوا سندًا لمن سحقتهم الحرب داخل الوطن الذي أنتم مكلفون بحمايته وتوفير الأمن والأمان له، اعملوا لهم معروفًا لكي تحضنوهم ويكونوا سندًا لكم وعونًا لكم لا عليكم احتضنوهم قبل أن تسبقكم المليشيات الحوثية إلى ذلك، فلن تجدوا بعدها إلا سخط هؤلاء المغتربين وسخط من يعيشون في البلاد.
    المقال خاص بموقع المهرية نت     

المزيد من إفتخار عبده