آخر الأخبار

حكومة صماء ومجتمع دولي لا يرحم

الثلاثاء, 10 أغسطس, 2021

لقد ازدادت الكوارث السياسية تفشيًا خلال هذا العام الجاري بالذات، ازدادت المآسي انتشارا وتوسعًا حتى أنها لم تترك مجالًا إلا وخاضت غماره وحولته إلى نكبة كبيرة لا يقدر على حملها أحد.

  الأوضاع المعيشية في اليمن اليوم لا تخفى مآسيها على بعيد أو قريب، فقد عاش هذا الشعب الويلات كلها وذاق المرارة بالأقداح، لكنه وعلى الرغم من ذلك ما يزال صامدًا، ما يزال لسانه ينطق وما يزال يخرج للشارع مطالبًا بحقوقه التي فقدها خلال سنوات الحرب، تلك الحقوق التي أصبحت أحلامًا ترجى ولا يُحصل عليها إطلاقًا.

  كم هي التظاهرات التي خرج بها  هذا الشعب في هذا العام بالتحديد للمطالبة بحقوقهم المشروعة، دعونا من الحديث عن التظاهرات التي حدثت منذ بداية الحرب، سنتحدث فقط عن التظاهرات التي خرج بها الشعب اليمني في هذا العام والتي طالب بها الحكومة الشرعية والمجتمع الدولي بالنظر لحالته التي وصل إليها، هناك مظاهرات خرج الشعب بها تندد بارتفاع الأسعار الغذائية، ومظاهرات تندد بارتفاع أسعار الوقود وأخرى تطالب الحكومة بمحاسبة من ينهب المال العام وحقوق المواطنين، ناهيك عن التي خرج بها الشعب مطالبًا فك الحصار عن مدينة تعز وغيرها.

    مظاهرات لا حصر لها على الإطلاق  والحكومة هي الأخرى لا تخفى عليها هذه الأزمة التي يعيشها هذا الشعب المغلوب على أمره، لكن  هناك سؤال يطرح نفسه للحكومة والعالم وهو أين هي الحكومة من هذه النداءات التي توجه إليها في النظر لحال الشعب، أيعقل أنها صماء لهذه الدرجة التي لا تسمع بها كل هذا الأنين وكل هذه النداءات الموجعة، والمجتمع الدولي الذي يرى كل ما يحصل في البلاد ويتابع ذلك لحظة بلحظة وإضافة  إلى ذلك يرصد الأوجاع ويتوقع الأسوأ والأمر أين هو موقفه من هذا الوجع الحاصل في البلاد؟

  ما الذي قدمته الحكومة استجابة لنداء الشعب، وما الذي قدمه المجتمع الدولي تفاديًا لذلك؟!، الحكومة في حقيقة الأمر لم تقدم شيئًا وكأنها لا تسمع ولا ترى ولا تتكلم، أما المجتمع الدولي فقد قام بتقديم مساعدات غذائية وهذه المساعدات الشعب في غنى عنها لو أن الحرب ما حصلت أو لو أن المجتمع الدولي عمل على إنهاء الحرب أولًا، واو أنه  وضع حلًا الإنهيار الاقتصادي الحاصل اليوم.

  حقيقة أن  المجتمع الدولي قد قدم ويقدم  مساعدات غذائية لا  أحد يستطيع نكرانها، ولكن لو  أنه إضافة إلى ذلك وضع حلًا لهذا الانهيار الحاصل في العملة اليمنية وهذا الوضع الاقتصادي المزري، لو أنه تم وضع حل جذري لهذا الانفلات لكان الشعب بحال أحسن حتى مع الحرب، أما عن تقدم مساعدات غذائية بعضها لا تصلح للاستخدام الآدامي بسبب أنها منتهية الصلاحية  فحدث، وقل لهم أننا بحاجة ماسة لعمل يصلح حال العملة اليمنية ويصلح من حال الاقتصاد الوطني لو كانوا يعملون خيرًا أو يحبون الخير للبلاد، اسألوهم لو كانوا يفقهون.

    المقال خاص بموقع المهرية نت     

المزيد من إفتخار عبده