آخر الأخبار
اليمن جزيرة الكنز
عندما ينظر لليمن مجرد (جزيرة الكنز) وما في باطنها من ثروة، ولا ينظر لها كزوة ، تحوم حولها العصابات، وتتحايل للاستحواذ على خيراتها, والعالم يدرك أهمية موقعها الاستراتيجي، وملكاتها وقدراتها اذا انطلقت، ستتجاوز كل المعايير للتفوق، وتنافس بقوة متجاوزة كل العقبات .
مما سبب قلق الإقليم في التنافس مع مارد اليمن، فلابد من تعطيل قدرات اليمن على التنافس، والتدخل السافر للحد من تلك القدرات، وتعطيل تلك الملكات، وعدم الاستفادة من الكنز، مع السماح لشوية لصوص يستمتعون بالقليل، لزوم مصاريف وتمويل العصابة، في عملية بحث طويلة ينهك فيها الانسان، ويذل ويهان، ولازالت العملية مستمرة، في انقسام عجيب للسكان بين من يصر انه صاحب الحق بالكنز، موجود في منطقته، مما يثير حفيظة المناطق التي تشعر انها تستثنى من حصيلة هذا الكنز، فتتجه للحق الإلهي، والحق الوطني، والحق التاريخي، والسياسي، وهي حقوق يراد بها باطل، باطل يصنع له هويات .
وها نحن في الباطل غارقون، تائهون في البحث عن الكنز، وبددنا أهم كنز لدينا وهو الإنسان، الإنسان اليوم ضحية كل هذا الباطل، تائها بين هويات مزورة ومنمقة، تجرده من القيم والأخلاقيات، ومقيد بإرث وموروث معقد، مما جعله ضحية انقسام العصابات، وأداتها في البحث عن الوهم، و وقودها في نيران الصراع السلبي المدمر للحياة، وبدعم واسناد من الإقليم القلق من اكتشاف الكنز الموعود، وعودة مارد اليمن المعهود .
الأمم المتقدمة كاليابان والصين وسنغافورة ودول شرق آسيا وأوروبا، نهضت بالإنسان، واستقامت بالعقل والابتكار، بدأت ببناء الإنسان، وأهلته احسن تأهيل، و أعطته الحرية بالتفكير، فأبدع، و نهض ونهضت أمته، وتطورت بلدانه، ولديهم القدرة على التنافس بقوة، وكل يوم يصنعون شيئا جديدا ومفيدا، نحن نتسابق على اقتناءه .
بينما الأمم التي تعتمد على ثروات باطن الأرض ، هي أمم تشبه لحد بعيد لصوص الكنوز، لم ترع حق الإنسان في الحياة، والتفكير والإبداع والابتكار، وإذا بالإنسان فيها الحلقة الأضعف، وبالتالي تعيش رعب السقوط، واستنزاف ثروات باطن الأرض، وترى ان مستقبلها مرتبط، بمدى تأخر من حولها، وتعطل نهوض الدول المجاورة، استثمار ثرواتها، وتبقى في صراع دائم مع نهضة تلك الدول ,ممون صراعاتها الداخلية، ومغذي لتناقضاتها السلبية ، و وقعت اليمن في بؤرة تلك الصراعات، و واقع الانسان فيها ضحية هذا التموين، ضحية الاستقطاب الذي يغذي تناقضاته، ليبقيه في وضعه البائس والسلبي، موظفا متسولا للخارج، يفرض عليه قبول التوظيف السيئ، والعمالة وخيانة وطنه، بعناوين مختلفة، ومختلف عليها، وهو اضطرار الغباء والتخلف والجهل الذي يعيشه المجتمع ,مما أولنا لما نحن فيه .
شعب يعيش مشكله مع العقل والتفكير، لا يقبل الأفكار، ولا يستوعبها، وغارق في الأحداث، وهايم بالأشخاص، ويعيش وهم الكنز المنهوب، والثروة الموعودة، في تغييب واضح للعقل، وفقدان القدرة على التفكير، ولا يعلم ان العقل والتفكير هما مصدر تنمية الإنسان الثروة الحقيقية للشعوب والأمم .
فهل نتعظ، ونعود للعقل وجادة الصوب و والتفكير العلمي والمنطقي في تقييم مسيرتنا، وخيبتنا، لنستعيد حقنا بالحياة، ونعيد تقييم كل القيم التي نرفضها اليوم، وندرس سبب هذا الرفض، وأين تكمن المسئولية، سنجد اننا المسئولين عن ما حدث ويحدث لنا، نحن من رفع من شأن البغاة والمستبدين، وصفقنا للمنظومة الفاشلة، ولازلنا نصفق للبديل الفاشل، لم نرى بعد الطريق السليم للمستقبل، بعيدا عن الصراع القائم، والاتهامات والتخوين والتكفير، والعنف والعنف المضاد، والله على ما قول شهيد .
* هذا المقال خاص بموقع "المهرية نت"