آخر الأخبار

عام كامل من الأوجاع في سقطرى

الإثنين, 21 يونيو, 2021

 عامٌ مضى على سيطرة مليشيا المجلس الانتقالي على محافظة سقطرى تلك المحافظة الجميلة المصنفة كأحد مواقع  التراث العالمي بما تمتلك من آثار ومعالم طبيعية جميلة وفريدة  من نوعها.  

ففي التاسع عشر من يونيو 2020 نفذ المجلس الانتقالي انقلابًا على السلطة الشرعية في سقطرى وكان ذلك بدعم وتسليح من قبل الإمارات وتواطؤ من قبل السعودية.  الهدف  من سيطرة الانتقالي على هذه المحافظة الجميلة هو خدمة وتلبية لطلب الإمارات، فكل ما يقوم به الانتقالي عادة ما يكون بأمر  من الامارات؛ لأنها الداعم الأساسي له، الإمارات التي توهمه على أنه سيصبح دولة مستقلة لها سيادتها وقدراتها، كما يُوهَمُ الطفلُ ليسلو وينسى التعب؛ ولأجل ذلك سعى الانتقالي للسيطرة على سقطرى دون النظر إلى المخاطر التي سيورثها انقلابه بعد ذلك على الأبرياء والعزل من أبناء هذه المحافظة.   ولقد سيطر الانتقالي على محافظة سقطرى ثم سلمها للإمارات لقمة سائغة لتلتهمها ولتعمل فيها كل ما يحلو لها وكل ما يطيب ويريح بالها ويشبع جشعها، وكم من الأعمال التخريبية الكبرى  التي تم عملها في هذه المحافظة بعد السيطرة عليها من قبل المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيًا.  

هناك معاناة كبيرة خلفها هذا   المجلس - ومن تقوده وهي الامارات -على المحافظة، كان ومازال ضحية هذه المعاناة هم أبناء سقطرى المفروض عليهم هذه السيطرة،  فلقد تدهورت الحياة المعيشية لدى المواطنين، وتحولت سقطرى بعد ذلك إلى أرض تستحدث فيها المعسكرات والقواعد العسكرية ناهيك عن غياب الخدمات اللازمة وتعطل عجلة التنمية هناك مما أدى إلى غلاء الأسعار وغياب الخدمات وانعدام الوقود وغياب المرتبات عن الموظفين،  بالإضافة إلى الاختطافات التي تعرض لها الكثير من أبناء سقطرى من الذين يناهضون انقلاب مليشيا الانتقالي على سلطة محافظتهم فقد تم اخطاف العشرات من  نشطاء  ووجهاء هذه المحافظة؛ لأنهم خرجوا في اعتصام سلمي يندد بالانقلاب، فتحولت حياة المواطنيين السقطريين بعد الانقلاب إلى إلى عناء كبير ومشقة لا قدرة لهم  على حملها. 

  تزعم  الإمارات أنها دخلت إلى سقطرى لمساعدة أبناء سقطرى بإنشاء مرافق صحية ومدارس وكذلك مساعدة السقطريين ماديًا، ومعنى هذا أن دخولها سقطرى ليس إلا خدمة لها ولأبنائها  لا أكثر من ذلك، على أنه عمل خيري  إنساني لا أكثر، و لكن الواقع يظهر للناس والعالم  عكس ذلك تمامًا، يظهر حبها للسيطرة والتملك، إنها تريد التملك الكامل لهذه المحافظة أرضًا وإنسانًا، كما يظهر ذلك جليًا في أعمالها التخريبية التي تمارسها في سقطرى في حق أبنائها منذ دخولها إلى الآن، من ذلك: نقل أسلحة ومعدات  عسكرية عبر سفنها وباخرتها إلى الأرخبيل وإشهار السلاح في وجوه المتظاهرين  وفتح باب السجون لهم لإسكاتهم عن المطالبة بعودة الشرعية إليهم ونيل حقوقهم التي يستحقونها.  

عام مضى على الانقلاب وحياة السقطريين في ظل سيطرة الإمارات تزداد وجعًا يومًا بعد آخر، ثم إن وجه المحافظة كاد أن يملأ بالشحوب والتشوه جراء ما يحدث لها  من قطع للمعالم الأثرية الجميلة التي تتمتع بها هي وحدها، وإننا لا ندري إلى متى سيستمر هذا الوباء القائم في هذه المحافظة الجميلة.

المقال خاص بموقع المهرية نت  

المزيد من إفتخار عبده