آخر الأخبار

مأرب أم الحضارة يادعاة الموت

الإثنين, 14 يونيو, 2021

محافظة مأرب كانت أمًا عظيمة للحضارة اليمنية بما تتمتع به من تراث حضاري عظيم، متمثل بسدمحافظة مأرب.. كانت أمًا عظيمة للحضارة اليمنية بما تتمتع به من تراث حضاري عظيم، متمثل بسد مأرب وأعمدة عرش الملكة اليمنية، والأثار الثمينة  في جبل صرواح، واليوم هي أم اليمن الحنون، فكل من أحس من أبناء اليمن بالظلم والحرمان أو شعر بالخوف من الملاحقة والاختطاف الحوثي، فر إليها  يبحث عن النجاة، وكأن الحياة فيها هي الحياة الحقيقية، وعلى الرغم من الحرب فيها إلا أنها بلا شك تحتضن كل من يصل إليها معلنة أن حضنها يتسع للجميع وأن أبناء اليمن جميعهم  هم محط اهتمامها وعنايتها.

  اليوم هذه الأم الحنون تتلقى الضربات الموجعة من قبل مليشا الحوثي، تلك المليشيات التي حاولت كثيرًا النيل منها والسيطرة عليها لتحقق من خلالها نصرًا  لها ومآسي عظيمة للشعب اليمني الذي تعب كثيرًا من تعنت هذه المليشيات ومن هيمنتها عليه وفرضها عليه حياة القهر والحرمان خصوصًا في المناطق التي تسيطر عليها هذه المليشيات،  لكن محاولتها في الدخول الى مأرب عادة ما كانت تبوء بالفشل الذريع وهذا ما اضطرها لاتخاذ القصف العشوائي مرجعًا لها، انتقامًا من هذه المحافظة؛ لأنها كبدتها الخسائر الفادحة في الأرواح والعتاد، فالذين لقوا حتفهم على مشارفها عددهم قد فاق الحصر وجثثهم قد متلأت بها مقابرهم ومُلأت الشوارع بصورهم.

  قصف عشوائي تطلقه مليشيا الحوثي على مأرب  في الآونة الأخيرة  بصوايخ بالستية وصواريخ كاتيوشا وبطائرات مسيرة وقذائف،  كل ذلك يستهدف المدنيين والأطفال العزل ليجعلوا من مأرب جرحًا ينزف على مدار الوقت، فكم خلف قصفهم ذاك من مواجع كبيرة تقصم الظهر ويندى لها الجبين.

  المؤسف في هذا  الأمر أن كل هذا يحدث على مرأى ومسمع من العالم من حولنا ويعلم  به جيدًا من يتبني حل الأزمة اليمنية ولكن الصمت إزاء ذلك كبير إلا من بعض التعليقات التي عبر بها أصحابها عن قلقهم وحزنهم إزاء ذلك وأما عن زجرهم لهذه المليشيات باتخاذ قرار  بحقها يوقفها عن ممارسة أعمالها الإجرامية التي تزداد مع مرور الوقت فهذا هو الذي لم يحدث إلى الآن.

  جسد الطفلة ليان الذي تفحم تمامًا هو واحد من أجساد الطفولة التي أذاقها الحوثي الكثير من الويلات فكم من الأطفال من أصبح ضحية هذه الحرب وتحديدًا ضحية الألغام الحوثية أو رصاص قناصهم أو ضحية قذائفهم المتوالية على الأحياء السكنية المكتظة بالسكان التي عادة ما تنتزع أرواح الأبرياء وتمزقم لأشلاء أو تأخذ أجزاءً من أجسادهم ليبقوا بعد ذلك عالة على من يعولونهم، لا هم من الأحياء القادرين ولا هم من الأموات المنعمين تحت الثرى.   تم التراجع عن قرار تصنيف مليشيا الحوثي في قائمة الإرهاب بحجة الحفاظ على الإنسانية وتحت ذريعة خدمة المواطن اليمني، بالله عليكم أي حفاظ على الإنسانية الذي تزعمونه وهذه المليشيات قد أذاقت الإنسان البريء كل الويل والعذاب؟
أي حفاظ على الإنسانية والحوثي اليوم يبيد هذه الإنسانية شيئًا فشيئًا؟
المقال خاص بموقع المهرية نت

المزيد من إفتخار عبده