آخر الأخبار
وجع الريال اليمني ونحول رغيف الخبز
في الوقت الذي تزيد فيه رقعة الحرب وتستشري المجاعة بين أوساط اليمنيين الذين باتوا عرضة للهلاك الحتمي سواء كان ذلك بالحرب الاقتصادية أو الحرب النارية التي تفقد الكثير من الناس حياتهم، كان يشكو الناس من ارتفاع الأسعار وضيق المعيشة الذي خنق الكثير من المواطنين المتعبين الذين يحاولون جاهدين أن يسدوا رمق جوع أسرهم الذي أتعبهم كثيرًا وأدى إلى انهيار الكثير منهم ووصولهم إلى مرحلة الجنون وفقد العقل تمامًا.
لكن لاجدوى من شكواهم ومن نداء الاستغاثة الذي يوجهونه صوب الحكومة اليمنية عل قلبها يرق وتنظر لحالهم وتكون منقذة لهم من الموت جوعًا وفقرًا ومرضًا.
اليوم يواصل الريال اليمني انهياره مقابل العملات الأجنبية بشكل مقلق للناس المتعبين الذين أرهقهم ارتفاع الأسعار وأتعبهم الجري وراء رغيف الخبز الذي يزداد تقلصًا كلما ارتفع سعره وكأنه يصاب بالفجائع الكبار حتى يؤدي ذلك إلى نحول جسده وجعله ضئيلًا جدًا لا يكاد أن يلقى له وزنا.
منذ أن عادت الحكومة اليمنية إلى عدن والناس يعيشون في نوع من التفاؤل في أنها ستعمل لأجلهم وستبدي رأيها إزاء هذا الانفلات في سعر العملة اليمنية وتدهورها في كل وقت أمام العملات الأجنبية، ولكم ظن المواطن اليمني أن الحكومة ستظهر لأبناء الوطن أنها تعمل لأجلهم ولأجل أن يضمنوا لأنفسهم حياة كريمة خالية من الجوع المستبد والفقر المدقع، يستطيع الفرد اليمني فيها أن يوفر ما يحتاجه في يومه من مأكل ومشرب ودواء، لكن ظنهم ذلك تكلل بالفشل الذريع فقد مرت الأيام والأشهر والناس في انتظار هذه الحكومة جاهليين أمرها والحكومة اليمنية تغط في سبات عميق كأنها لا تعلم ما يحصل في البلاد من حولها أو كأنها لا يهمها شيء من هذا كله بقدر ما يهمها حياتها الشخصية وكيفية بعث الرفاهية لها.
الشعب اليمني اليوم وصل به الحال إلى أنه ما عاد يهمه شيء سوى حصوله على رغيف الخبز، هذا الذي أصبح نحيلًا للغاية، فالكثير من أرباب الأسر اليوم قد استغنوا عن كل شيء مقابل حصولهم على رغيف الخبز، فلا هم قادرون على شراء الفواكه والخضروات ولا يستطيعون جلبها لبيوتهم؛ بسبب ارتفاع أسعارها وانعدام المال لديهم مما أدى ذلك إلى أن التجارة في هذا المجال عادة ما تبوء بالفشل الحقيقي إذْ إن نسبة الإقبال على المشتريات انخفضت بشكل كبير وفقد الكثير من الناس مصادر دخلهم، ناهيك عن أن الكثير من الناس اليوم لم يستطيعوا شراء الكيس الواحد من الدقيق فقد اضطروا إلى الشراء بالكيلو وهو الذي لا يكفي لعمل وجبة واحدة لمن معهم الكثير من الأفراد داخل أسرهم وهذا ما يجعل إعالة الأسر أمرًا ليس باليسير؛ بل إنه من أصعب الأمور إطلاقًا خصوصًا مع ارتفاع رقعة البطالة وهذا الانفلات الحاصل.
إن صمت الحكومة اليمنية إزاء هذا الارتفاع الجنوني في الأسعار وانخفاض سعر الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية وكذلك انقسام العملة اليمني إلى جديدة أنيقة رديئة القيمة وقديمة متهالكة لها مكانتها لهو جرم كبير وذنب في حق المواطن اليمني لا يغتفر.
المقال خاص بموقع المهرية نت