آخر الأخبار
رسالة من اليمن الجريح إلى فلسطين الكرامة والمقاومة
نأسف جيدًا لما يحدث فيك أيها الأقصى الحبيب نبكي حرقة على كل دمعة سقطت من خدٍ بريء ما كان يحق له سوى الابتسام والبشاشة، وعلى كل قطرة دم سفكت فيك من أهلك الطيبين الذين ينشدون الحياة بعز وكرامة.
هذا كل ما نجيده نحن العرب نجيد التأسف والشعور بالحزن العميق، نرى ما نراه فيك اليوم من قتل ودمار وخراب، نرى هذا منذ زمن بعيد، منذ أن بدأ الوجع فيك مذ أن أُطلقت أول رصاصة وأصابت فلذة كبدك وجعلتك جريحًا تئن من الألم علَّ أحدًا من العرب يراك ويأتي لإنقاذك، فالعرب مشهورون من الزمن البعيد أنهم غيورون ولكن هذه الغيرة لم يأت مفعولها ولم تأت بالنتائج فيك، وبقيت وحدك أيها الحبيب تكابد الأوجاع وتصارع الآلم ثم تقف أمام العدو بكل حنكة لتثبت له أنك لن تتراجع عن حقك قيد أنملة مهما طال الزمن أو قصر ومهما خذلك المخذلون، تثبت أنك لن تكون إلا عربيًا مسلمًا وهذه هي هويتك الأولى والأخيرة وما دونها سراب بقيعة دون شك أو ريب.
أبناؤك هم الذين يتسمون بالغيرة الكبرى الذين تظل أعينهم ساهرة لأجلك يدافعون عنك بما يستطيعون فللحجارة والدفاع عنك بها رواية عظيمة تحكي مدى مدى حب أهلك لك وشجاعتهم وبسالتهم العظيمة وتضحيتهم الكبيرة لأجل أن تبقى أنت الأقصى الشريف الذي لا تدنسه يد العدو وإن بذل لذلك الروح والجسد.
هاهي غزة اليوم تصارع آلامها وأوجاعها تنتشل أبناءها من بين الأنقاض على مدار الساعة ولم تعد تأمل خيرًا من العرب الذين خذولنها لمرات عديدة خلال السنوات التي مرت عليها وهي تعيش وضع الحرب والحصار.
إن القدس عربية وهي لن تكون غير ذلك، هذا إيمان يؤمن به العرب جميعًا لكن العمل لإنهاء الوجع الذي تعيش غزة فيه يبدو منعدمًا إلا من شعارات ترفع وكلام يقال في اللسان لا أكثر.
الأمر الذي نحلم به هو أن يكون لدى العرب ردة فعل إزاء هذا الاعتداء الغاشم على غزة، هذا الاعتداء الذي لا يليق بالإنسانية، نحلم بردة فعل تليق بالقدس الشريف تليق بالإسلام وغيرة الإسلام والمسلمين على دينهم وعرضهم وأوطانهم، ردة فعل من كل عربي حر أبي تثبت للعدو أننا يد واحدة لا يمكن كسرها" تأبى العصي إذا اجتمعن تكسرًا وإذا افترقن تكسرت أوحادًا" لكن هذا غير حاصل اليوم ولن يحصل مادام التطبيع لإسرائيل قد تم من قبل العرب دون خوف من الله ودون خجل من الناس وما دام العرب منشغلين في ملاهيهم ومراقصهم وبحثهم عن وسائل الترفيه التي أودت بهم في غياهب الضياع وفي أدراك الهلاك الحتمي، وهذا ما جعل إسرائيل تعمل عملها هذا الخبيث دون خوف لأنها لا تتوقع ردة فعل يمكن أن تنهيها فالمرات العديدة السابقة التي ضربت غزة فيها وحاصرتها الحصار الخانق رأت أن لا استجابة لنداء المستغيثين بالعرب من أبناء غزة فأفردت جناحيها سعدًا بذلك وسرورًا واستمرت بهمجيتها.
يا أبناء غزة نحن العرب العزل نتألم لألمكم كثيرًا ووسيلتنا الوحيدة التي نستطيع من خلالها مشاركتكم أوجاعكم هي الدعاء
اللهم ثبت أقدامهم وانصرهم على من عاداهم نصر عزيز مقتدر وأعنهم ولا تعن عليهم يارب العالمين.
المقال خاص بموقع المهرية نت