آخر الأخبار

عيد وغلاء وجحيم الحرب

الإثنين, 10 مايو, 2021

العيد في هذا العام يكاد يختلف عن الأعوام السابقة وذلك بازدياد الوجع فيه وتفاقم المأساة التي كادت أن تقضي على المواطن اليمني المغلوب، لقد جاء بكل جديد من المآسي التي لا يقوى على حملها أحد ولا يرضاها مسلم لأخيه المسلم.


 تواكب قدوم العيد هذا العام  موجة ارتفاع في الأسعار تفوق الخيال والتصور، ارتفاع جعل  المواطن اليمني  يشك أنه يعيش في الحياة  كبقية أبناء العالم الذين يأكلون ويشربون ويلبسون ولا يهمهم  أن تنتهي عليهم مقومات الحياة ولا يخشون نفاد العيش، جعل المواطن يحس أنه يعيش في الجحيم الحقيقي الذي لا شيء فيه سوى العذاب والحرمان.


الأطفال  يتلهفون فرحين في انتظار  العيد بفارغ الصبر لكي يتسنى لهم لبس الجديد وأكل اللذيذ، والآباء هناك يذهبون للسوق قاصدين شراء الملابس لأطفالهم ويعودون منه بخفي حنين منهكين متعبين فقد طافوا السوق كله يبحثون عن سعر يناسبهم  ليستطيعوا شراء الكسوة لأطفالهم  لكنهم لم يجدوا ذلك فسعر البدلة الواحدة للطفل الذي لا يتجاوز عمره الأربع سنوات لا تقل عن الـ15 ألفا  وهذا المبلغ كان كافيًا لشراء ملابس ثلاثة أو أربعة أطفال قبل مجيء هذه الحرب اللعينة كما تقول إحدى الأمهات، التي خرجت للتسوق قاصدة شراء ملابس العيد لأبنائها وهي تحمل في حقيبتها عشرين ألف ريال، المبلغ المتبقي من مرتب الشهيد، خرجت لتبحث عن  كسوة لأربعة أطفال لكنها عادت خالية الوفاض تدعو على التجار وعلى من كان سببًا باشتعال هذه الحرب وخلق هذه الأزمة الخانقة، وتدعو أيضًا على نفسها لأنها لن تستطيع إسعاد أطفالها وجعلهم كبقية الأطفال فرحين بالعيد مسرورين به تقول إن المبلغ الذي خرجت به كان يكفي قبل الحرب لشراء ملابس العيد مع الهدايا، ورجل يعود من السوق يحمل بيده قليلًا من الشوكلاته في كيس صغير يقلبه بين كفيه وكأنه ينشئ معه حديثًا يخاطبه في نفسه يسأله ما الذي يمكنني أن أفعله بك ولمن يا ترى سيتم تقديمك في يوم العيد للأطفال أو لمن سيحضر للبيت ؟

لقد أصبحت اليوم أقل بكثير من عدد الأوراق النقدية التي نقدمها ﻻشرائك بعدما كنت سهلًا على الجميع واليوم لم تعد كذلك وإنما عدت  لمن يستطيع إليك سبيلًا ومن لم يستطع فعليه بالصوم منك فإنه له وقاء.

ليس المواطنون وحدهم الذين يشتكون من ارتفاع الأسعار حتى التجار أنفسهم يشتكون من ذلك يشتكون من قلة الإقبال على معروضاتهم، يقولون إن الكثير من الناس يأتون ويسألون عن سعر البضاعة وإذا ما قيل لهم عن سعرها يقومون بتقليبها  والنظر لها بعين الازدراء ثم تركها ومغادرة المكان ليأتي زبون آخر ويفعل كما فعل السابق إلا الأقلية من الناس ممن يبحثون عن الأقل سعرًا ويقومون بشرائه لأنهم مضطرون لذلك فقط.

ارتفاع الأسعار في هذا العام كاد أن يخنق الشعب اليمني ويودي به للهاويه، ولقد أحال العيد من موسم للفرح إلى شبح يخاف منه أولياء الأمور ويخشون اقترابه.
المقال خاص بموقع المهرية نت

المزيد من إفتخار عبده