آخر الأخبار
مطر ينعش النفوس المتعبة
رحمة الإله تتنزل على العباد بهذه الأيام بقطرات المطر التي أحيت الأرض بعد موتها وأنعشت النفوس المتعبة.
أمطار غزيرة تشهدها الكثير من محافظات اليمن الحبيب تحدث استقرارًا كبيرًا في النفوس التي شاخت وتعبت كثيرًا من الويلات والصعاب التي تتلقاها وتكابدها على مر الأيام والسنين التي مضت في هذه الحرب القاسية.
لقد ذاقت البلاد قحطًا كبيرًا في كل شيء، إنها تعاني من شحة كبيرة في الموارد وشحة في الإمكانيات ومصادر الدخل حتى أن أغلب أبنائها ما زالوا يعانون من الفقر المؤلم والمجاعة الكبرى التي لا تخطر على بال، وعلى الرغم من كل هذا فقد جاءت الأمطار لتحيي النفوس من ناحية ولتزيد في كدر بعض النفوس الأخرى جراء السيول الغاضبة التي أخذت عن المواطنين أشياء كانوا سعداء بها تعبوا كثيرًا للحصول عليها، أخذت عنهم ممتلكاتهم وهدمت ما بنوه وتعبوا به كثيرًا.
سيول كبيرة وفيضانات تحدث اليوم لتزيد من معاناة البعض وخصوصًا النازحين الذين غادروا بيتوهم ومأواهم هربًا من الموت إلى الموت المؤكد فالمخيمات تلك التي يعيشون فيها تعاني من الترهل وعدم توازنها، إنها لا تستطيع الصمود أمام الرياح إذا اشتدت فكيف لها أن تصمد إذا جاءت السيول الجارفة التي لا شك ستأخذها عن بكرة أبيها ليعيش النازحون بعد ذلك في عذاب مستمر وألم شديد لا قدرة لهم على مقاومته وإذا حاولوا جاهدين على ذلك.
قصص حزن كبيرة سطرها النازحون منها معاناتهم الكبيرة من ترهل مخيماتهم التي لاتكاد تقيهم شر حرارة السمش ولا شر الرياح والبرد القارس وهم اليوم يسطرون الوجع في صفحات المعاناة مع هذه السيول التي لا ترحم.
اللهم السلامة لهذه البلاد التي عانت ومازالت تعيش العناء نفسه بل إنها لا تكاد تحصل على شيء جميل حتى يأتي العناء والتعب لينتزع عنها الفرح، وهاهي الأمطار تأتي اليوم لتسعد الناس وسرعان ما تتحول هذه السعادة إلى حزن وهذه الأمطار من مصدر فرح وسرور إلى مصدر للعناء والفقد الكبير، فهذا يفقد سيارته وذاك يفقد ما بناه قبل سنين وآخر يفقد أهله وأقاربه ليعم الحزن على القلوب التي ما تكاد تفرح وتبتسم حتى يأتي الحزن ليخيم فيها.
المقال خاص بموقع المهرية نت