آخر الأخبار

طقوس جميلة في رمضان

الإثنين, 26 أبريل, 2021

شهر مبارك عليكم جميعًا أما بعد، هذا مطبخنا الصغير الذي لا يتسع لثلاث نساء وذلك لكثرة ما فيه من الآواني، وأمي الحبيبة لم تقصر فقد أحضرت أواني جديدة لهذا العام، تزعم أنها سيأتيها الكثير من الضيوف خلال هذا  الشهر الكريم.

أبي هناك يلف قعطة من القماش ذات اللون الأحمر الجميل على مصحفه ذاك كبير الحجم بعدما قرأ منه ما تيسر له، ثم يضعه على رف غرفته ويعود ليمارس عادته اليومية وهي التسبيح بتلك المسبحة الفضية طويلة الحجم، حان الآن وقت آذان العصر بحسب التوقيت المحلي لمدينة تعز وضواحيها، هكذا يقول مذياع جارنا العجوز الذي هو مدمن على سماعه، يظل يقلب في موجاته طوال وقت فراغه، تصيح أمي متذمرة أن قد تأخر الوقت ونحن لم نصنع  شيئا بعد، ويدور في رأسي سؤال حينها هل خصص رمضان للصيام أم لمزيد من الوجبات التي تثقل كاهل من تقوم بطبخها؟، تأتي جارتنا تسأل أمي  هل قد أكملت تحضير اللحوح وتخبرها أن إذا أكملت تعطيها القليل لأنها لن تستطيع تحضيره بسبب أن الغاز لديها قد انتهى وأن ما معها من حطب لن يكفي لإكمال وجبة اليوم، توافق أمي على ذلك وتبادرها بالسؤال عن الحقين وأنها بحاجة لقارورة حقين لتحضير الشفوت.

أنا هناك في شرود كبير أتجول في المطبخ بين الآواني لتحضير وجبة الإفطار التي قد اشترط علي كل من أطل على باب المطبخ أن تكون هكذا وألا تكون كذلك، فأخي أتي يخبرني أن يريد السمبوسة بالجبن المالح والآخر اشترط أن تكون بالدقة أما أبي فمصر على أن أحضر العصيد مع الحلبة والمرق وقليل من السمن البلدي، أمي مغرمة بتناول اللحوح مع الحقين البارد والسحاوق الموضوع فيه (الخوعة).

يمر الوقت سريعًا والقلق ينتابني لأني لم أكمل بعد تحضير الفطور أتذمر لأني لم أقرأ الورد اليومي لهذا اليوم  وأصوات غريبة تأتي، إنها أصوات ضيوف قد أتوا لمشاركتنا عشاء اليوم.

أجواء روحانية تملأ  البيت قبيل أذان المغرب أصوات الرجال تعلوا (ياتواب تب علينا ياتواب)  وأصوات الأطفال في الشارع تبعث الشجا " ورمضان وابو حليمة.. يفطروا الصايم بليمة".

لم يبق لي إلا انتظار وقت الآن وعلى الرغم من ذلك لا يمكنني مغادرة المطبخ حتى أقدم العشاء وأنهي ما بدأت به من العصر وحتى المغرب، وعلى كل فلرمضان ماذق خاص خصوصًا في الريف اليمني المليء بالجمال الرباني والبراءة الكبرى والتعاون الكبير.

*المقال خاص بموقع المهرية نت

المزيد من إفتخار عبده