آخر الأخبار
رمضان ومأساة النازحين
أقبل شهر رمضان بجماله على الناس جميعهم، هذا الشهر المحبوب من قبل الجميع، الشهر الذي يحمل بين أيامه وساعاته للناس الكثير من الحسنات والكثير من الجمائل التي تشرح الصدور وتنهي الهموم.. ‘تبث الكثير من الأفراح لتكتمل السعادة في هذا الشهر.
أقبل رمضان هذا العام على الناس فمنهم من تهلل وجهه واستبشر؛ لأنه قد عد العدة استعدادًا له، ومنهم من بات وجهه مسودا وهو كظيم، كيف لا وهناك من لم يقدر على أن يوفر لأسرته وجبة واحدة تقيهم شر الجوع والعطش الكبير في طل هذا الجو الحار، من لم يستطع إحضار القليل من الدقيق والزيت، من يبات رابطًا على بطنه حتى لا تزعجه بكثرة الأنين لخلوها من الطعام.
النازحون في اليمن هم الوجع الكبير الذي أخذ رقعة كبيرة من هذه الأرض التي نعيش عليها ليكبر في بلادي ويكون هو المسيطر دون سواه، ففي الأرض التي يعيش عليها هؤلاء النازحون تتكاثر الآلام وتنتشر كانتشار النار في الهشيم ثم تنمو وتترعرع بشكل مفاجئ.
للنازحين في رمضان حكاية أخرى من الألم الكبير ووجه آخر من المعاناة، هم الذين لم يستطيعوا أن يؤمنوا حياتهم ولقمة العيش الضرورية خلال أيام الفطر فكيف لهم أن يعيشوا شهر رمضان، هذا الشهر الذي هو بحاجة لمزيد من المواد الغذائية التي تستخدم فيه لكي يستطيعوا الصيام ويقدروا على ذلك.
يصوم النازحون صيامًا يكاد يكون متواصلـًا من صيام إلى صيام، فقد نزحوا خوفًا من الموت لتتلقاهم المجاعة الكبرى التي هي أكثر بؤسًا من الموت ذاته ففي الموت راحة من هذا العناء يهبها الله لمن تعبوا كثيرًا بهذه الحياة، والنازحون اليوم يصومون من كل شيء إلا من الوجع الكبير، إلا من المعاناة التي يتلقونها في مخيماتهم المترهلة والتي لا تقيهم حرارة الشمس القاتلة الباعثة للظمأ والتعب الكبير.
يصوم النازحون اليوم ويفطرون على فتات قليل وماء لا يطفئ الظمأ بل يزيده اشتعالًا لحرارته، لقيمات ربما لا تقي شر الجوع وليست كافية لمن يأكلها لكنهم يعيشون على العافية على حسب ما يقولون والعافية في منأى بعيد عنهم، فالأمراض لا تفارقهم ولا تكاد تدعهم وشأنهم، تلك أجسادهم الهزيلة والشاحبة التي كسيت بالسواد كافية لأن تحكي معاناتهم الكبيرة.
المقال خاص بموقع المهرية نت