آخر الأخبار
شهر مارس والمرأة اليمنية المكافحة
هاهو شهر مارس يلف صفحاته الأخيرة معلنًا الرحيل، وهو الشهر الوحيد من بين شهور السنة الذي يذكر المرأة بشيء جميل أو هو الشهر الوحيد الذي خصص للمرأة يومين منه، ففي الثلث الأول منه اليوم العالمي للمرأة والذي يجسد فيه كفاح المرأة ونضالها لأجل الحياة وبحثها عن سبل للعيش الكريم والحياة السليمة، أما في الثلث الأخير من هذا الشهر فيجيء عيد الأم والذي فيه تظهر هذه الأم بكفاحها العظيم المتمثل بصبرها وثباتها وعملها الدؤوب في تربية الأبناء، الأم التي ما توانت يومًا وما قصرت في حق أولادها ولا في حق المجتمع من حولها، بل إنها تعمل لنشر الحب والإخاء وإرساء مبدأ التلاحم والترابط الأخوي.
شهر مارس هو الذي يحمل المرأة بين دفتيه بذكرى جميلة، والمرأة اليمنية لا شك أنها واحدة من هذه النساء حول العالم، لكن كفاحها ونضالها ربما يفوق كل نضال سجله ويسجله التأريخ على مدى الأيام وخصوصًا في سنوات الحرب هذه التي أعطت المرأة الكثير من الأتعاب والأوجاع التي ربما لم تذقها امرأة غيرها في العالم، الأزمة التي جعلت المرأة اليمنية تنافس الرجل في أعماله لتحقق حياة كريمة لها ولأسرتها.
المرأة اليمنة عنوان للنضال الكبير الذي تحلت به هي دون غيرها من النساء، كم تكابد هذه الحياة لأجل العيش السليم فيها وكم تسعى وتعمل لأجل إنشاء أبنائها النشأة السليمة المتثلة بالعلم والمعرفة والعقيدة الصحيحة، إنها تمارس الأعمال الشاقة بكل حب وليس حبها للعمل ما يدفعها إلى ذلك وإنما اعتزازها بنفسها من يجعلها لا تمل من العمل ولا تحسب حسابًا هل هذا عمل يخص الرجال دون النساء أو أنه عكس ذلك لكنها تعمل كل ما بوسعها عمله وكل ما تستطيع إليه سبيلًا في سبيل تحقيق مآربها التي هي حقوقها إن جاز التعبير، فمن اليمنيات من تعمل في الحقل طوال النهار تحت حرارة الشمس التي قد ألفتها فلم تعد تبالي بها وبين الرياح الشديدة التي أصبحت هذه المرأة تراها مصدرًا للتفريج عن النفس كربها، ومن اليمنيات من تعمل في سوق العمل في مجال التجارة لتوفر من وراء تعبها ذاك ما تستطيع توفيره لسد بعض الحاجيات التي تحتهاجها أسرتها في ظل هذه الحرب التي أفقدت الكثير من الأسر من كان عائلًا لها يكفيها شر الاحتياج، ومنها من تعمل في المطاعم في قسم العائلات للهدف ذاته، لم تدع المرأة مجالًا إلا وخاضت غماره وعملت فيه ثم أثبتت جدارتها أنها أقوى على حمل الصعاب وأنها لا تهمها المعوقات مهما كانت.
ياشهر مارس وداعًا وألف شكرٍ على تخصيصك جزءًا منك لنا لنتذكر فيه أوجاعنا التي أثخننا بها الزمن ولنتذكر كفاحنا ونضالنا على مدى الأيام، فلقد جعلتنا تبتسم رغم أن الجفون قد أصابها المرض من كثر الدموع التي ذرفناها كلما أخذت منا الحرب ما نحب وكلما أتعبتنا الحياة.
المقال خاص بموقع المهرية نت