آخر الأخبار

الأوبئة والأمراض المستعصية المنتشرة في سقطرى

الخميس, 04 مارس, 2021

   في الآونة الأخيرة وخاصة منذ منتصف العقد الأول من الألفية تعانى أرخبيل سقطرى جملة من الأمراض المستعصية التي أقلق ظهورها العامة والخاصة والبدو والحضر وهذه الأمراض كثيرة ومتنوعها ولم تكن معروفة عند القدماء إلا بأشكال طفيفة جدا تكاد لا تذكر.

   والحق أن هذه الأمراض منتشرة في بعض محافظات اليمن أو أغلبها إلا أن الناس في الأرخبيل قلقون جدا من تنامي هذه الأمراض بوثيرة عالية وجملة هذه الأمراض الضغط والسكر والغدد السرطانية والأمراض السرطانية المنتشرة في المعدة والأمعاء والحلق واللسان وغيره.

  وهناك تضخمات في أدمغة الأطفال والقلب بالإضافة إلى الأمراض القلبية الأخرى ومن الغريب أن يولد طفل يحمل السكري أو يعاني من تجلطات في الشرايين.

  كثير من الناس يذكر أن هذه الأمراض أقدار مكتوبة قدرها الله على الناس وما من شك في قدرة الله في ذهاب هذه الأمراض وجلائها عن الناس.

وجملة القول هناك تساؤلات حول الأسباب التي أدت إلى انتشار هذه الأمراض؟ وهل هناك اهتمام من قبل الحكومة للحد منها؟ وهل هناك مراكز خاصة لهذه الأمراض؟ والجواب أن موضوع الأمراض المستعصية لم يأخذ حقه من البحث والاستقصاء والدراسة كما لم يحض بعناية واهتمام الباحثين والأطباء والخبراء لمعرفة أسبابة، وليس هناك مركزا واحدا على الأقل يعنى بها وكل ذلك لن يتم ذلك إلا بوجود دولة تهتم لحياة الإنسان وتعرف قيمته.

   ونظرا لعدم اهتمام الدولة والمختصين صدرت جملة من التخمينات من العوام والخواص دون البحث والتقصي وكثير منها قد يكون صوابا فمنهم من يذكر أن أسباب هذه الأمراض مصدرها نتاج البحر العربي والمحيط الهندي بدعوى أن النفايات النووية السامة ألقيت فيهما ويستدل هؤلاء أن الأمراض السرطانية خاصة تستقر في الأماكن التي يمر منها الطعام في الجسم
وهناك من يدعي أن السبب في ذلك بعض المنتجات الزراعية التي تستخدم فيها أسمدة كيماوية من غير إدراك ولا علم بمقدار الأسمدة وطرق استخدامها.

  وآخرون يرجعون السبب إلى العلاجات البيطرية والكيماوية التي يتم اعطاءها للحيوانات بواسطة ودليلهم في ذلك أن هذه الأمراض وصلت الرعاة والبدو ومن لا يداومون على استخدام الأسماك أو المنتجات الزراعية بشكل دائما كما هو الحال في العواصم والمدن الرئيسة في سقطرى.
  وأيا كانت مصداقية هذه التخمينات إلا أنها تظل غير مؤكدة وغير مهمة ولا تبرر العناية بها وباتباع ارشاداتها ما لم تكن صادرة من جهة بحثية عنيت بدراسة هذه الظواهر من جميع جوانبها.

  وحتى نتمكن من الحصول على هذه الجهة البحثية ومن عناية الدولة بالموضوع نظل عاجزون عن فعل أي شيء يمكننا من الحد من انتشار هذه الأمراض كوننا نجهل الأسباب وتظل الإصابة بهذه الأمراض مبني على الحظ.

وما يزيد من المعاناة أنه لا يوجد في سقطرى أجهزة ومعدات مخبرية دقيقة تتمكن من معرفة المرض قبل انتشاره وتوسعه حيث يرهق المريض بالمهدات والأدوية الغير فاعلة وربما الغير متناسبة مع المرض مما يزيد من توسعه وكثير من المرض لا يكتشفون الأمراض المستعصية والخبيثة إلا بعد سفرهم إلى حضرموت أو صنعاء وغيرها ومنها يضطر المريض ومرافقيه السفر إلى عمان أو مصر والأردن وغيرها متحملا تكاليف باهضة تضطره أحيانا إلى بيع ممتلكاته هذا ولا يوجد أي مساعدة مادية أو علاجية تقدمها الحكومة للمرضى .

  ختاما نسأل الله أن يجنبنا والمسلمين عامة شر هذه الأمراض وأن يرشد حكومتنا للاهتمام بالمرضى.
المقال خاص بموقع المهرية نت