آخر الأخبار

حواري حولاف في سقطرى 

الخميس, 11 فبراير, 2021


  من المواقع الأثرية المهمة منذ القدم حواري حولاف أو(حولف) وهما موقعان متلاصقان في سقطرى 

لا ينفصل أحدهما عن الآخر وقد استحوذا في تسميتهما على ما جاورهما من المواقع والأماكن فقد أضيفت إليهما هذه الأماكن نظرا لعلمية الموقعين وشهرتهما الواسعة.. فيقال فدهن دي حواري وعرريهن دي حولاف وميناء حولاف...

حواري: هو عبارة عن جبل ممتد على طول امتداد منطقة حولف من جهة الجنوب. 

 أما حولف: فهو الشريط الساحلي باتجاه الشرق من مديرية حديبوه ويبعدان عنها حوالي 3 كيلومتر مرورا بمنطقة عرريهن وهي جزء من حولاف ووصولا إلى معسكر الدفاع البحري. ويطل جبل حواري على منطقة حجره كما يشرف بمقدمته على منطقة السوق قديما(شاق حديثا) والتي تعد من المعالم التأريخية في سقطرى. 

 وتمتاز منطقة حولاف بوفرة الكثبان الرميلة الناصعة البياض التي تسحر أعين الناظرين وتسلب ألباب الزوار بروعة التركيب وإتقان الصنع. تحركت هذه الرمال بأطنان هائلة من البحر لتغطي منطقة المعسكر ومنطقتي عرريهن وحولف وحواري حتى بلغت دروة جبل حواري الأمر الذي يجعل تسلق الجبل أمرا عسيرا ويجعل المشاهد أمام حيرة ما الذي أوصل كل هذه الكمية من الرمال إلى رأس جبل يصل ارتفاعه حوالي 1000 متر فوق سطح البحر.

   تعد حولاف وحواري منطقة استراتيجية رغم سوء المناخ الذي يعتريها فهي من أشد المناطق حرارة وأكثرها رياحا ومن أعثاها حدة في الأمواج والعواصف البحرية، ومن سرعة الرياح تحرك الرمال والحصى ومياه البحر وتطرحه في وجوه المارة ويكون هذا المكان خطرا غالبا في شهر يوليو وأغسطس من كل عام؛ لذلك في هذه الفترة يجب على المارة وقواد المركبات المتنوعة توخي الحذر فكثير من السيارات تكسرت وأخرى انقلبت وأخرى تحول اتجاهها عكس مسارها نظرا لشدة الرياح. 

   يقال أن سبب هذه التهيج الشديد في هذه المنطقة هي دعوة ملك وهي أحدى الأساطير التي ارتبطت بحولاف منذ القدم وتناقلها الرواة فقد روى أن هناك ملك من السماء طاف أغلب المناطق في سقطرى وقد ذكرنا في مقال سابق قصته مع المرأة القيسية التي جادت عليه بما جلبته من الماء فدعا أن يصبح لها في ناحية قريبة من منطقتها عيون مائية ونخيل وفي الصباح كان لها ذلك...وفي رحلته تلك مر الملك بمنطقة حولاف فصادف هبوب رياح عاتية أسقطت عليه كوفيته أو عمامته فدعا على هذه المنطقة أن تكون شديدة العواصف هائجة الأمواج حادة الرياح.

   وهناك العديد من الأساطير والحكايات المتنوعة والمتداولة ارتبطت بهذه المواقع منذ القدم إلى اليوم ومن هذه الأساطير المرتبطة بجبل حواري ما روي أن هذا المكان هو مقر أنصار النبي عيسى عليه السلام تفسيرا لتسميته بالحواري وهناك نخلة تسمى (صرفانه) تتمركز في المكان يقال أنها نخلة مريم عليها السلام التي ورد ذكرها في القرآن وأمرت بهز جذعها ولكثرة انتشار هذه الرواية أوردها الكثير الكتاب المحليين دون الإشارة إلى أسطوريتها.

   ومازال بعض الناس يعتقد أن هذه المكان فيه أشباح  وجن فقد جنحت سفينة تابعة لشركة إماراتية في العام 2015 واستقدمت عدة وسائل وسفن كبير من الإمارات لإخراج السفينة وسحبها دون جدوى فقد تمكنت في المكان ما يقارب ثلاث سنوات وبعدها تم إخراجها ويقول بعض المعتقدين أنهم لم يستطيعوا إخراجها حتى سمح الجني حاكم المكان بذلك. 

   وفي شهر أكتوبر من العام 2018 جنحت سفينة أخرى تحمل 500 طن من المشتقات النفطية تابعة لشركة العيسي في ذات المكان وظلت فيه مدة حتى تم سحبها وتحويلها إلى منطقة دليشه. 

  ونظرا لشهرة وأهمية هذه المواقع واستراتيجيتها اتخذها السلطان سالم بن حمد بن سعد بو شوارب الطوعري بن عفرار أقدم سلاطين سقطرى موطنا لحكمه واقامته.

   وكذلك هي منطقة ميناء سقطرى الوحيد والمعروف باسم ميناء حولف وفيها مستودعات الوقود العامة كما تعد مخزنا طبيعيا للرمل أو النيس الذي يستخدم في البناء حيث شيدت البنايات في العاصة حديبوه منذ الثمانيات إلى اليوم فما اعثراها نفاذ ولم يلاحظ عليها نقصان. 

   حاليا ونظرا لغياب الدولة وضعفها يتنازع هذه المواقع الكثير من الأشخاص والقبائل وقد تم حجز كل المساحات فيه لصالح تجار أجانب أغلبهم إماراتيين وأقاموا فيه العديد من البنايات الشاسعة ومازالت هناك أعمال جارية بمعدات ثقيلة لتشوية وإزالة هذه المعالم التاريخية.
المقال خاص بموقع "المهرية نت"