آخر الأخبار
"الانتقالي" يعجز في إدارة سقطرى وسط سخط شعبي
ما من يوم يمر على سلطات "الإدارة الذاتية" في أرخبيل سقطرى إلا و صورة العجز عن إدارة المحافظة تبدو أكثر وضوحا من سابقه وتقل شعبية الانتقالي في أوساط الناس أكثر وأكثر وهي الشعبية التي تزعم السعودية أن الانتقالي حظي بحاضنة شعبية كبيرة أوساط المجتمع السقطري أو هكذا سولت لها نفسها لأمر ما تريده و لحاجة في نفس يعقوب كما يقال.
وفي الواقع أن شعبية الانتقالي لا تتجاوز 10% من سكان سقطرى في السابق أما حاليا فإن أكثر من نصف هذا العدد اتضحت له الصورة ولم يعد يقتنع بأهداف ومخططات ومشاريع الانتقالي المزعومة وفهم الجميع التبعية العمياء لدولة الإمارات والعجز عن اتخاذ أي قرار دونها.
أسقط في يد الكتاب والشعراء والأبواق الإعلامية التابعة للانتقالي فلم يعد لديهم ما يقنعون الناس به فضلا عن قناعتهم الشخصية ولم تعد لديهم الحجة أمام خصومهم وصار الفصيح منهم أبكما والبليغ عييا ولم يجدوا من تبرير مقنع لسلوك الانتقالي في إدارة المحافظة وتحول الشرفاء إلى خصوم يتكلمون ضد الانتقالي وسياسته.
مؤخرا ظهرت على الساحة السقطرية بعض المستجدات السلبية التي كشفت الصورة أكثر وأكثر ولن نستطيع الحديث عنها جميعا لكثرتها لذلك ركزنا على المكرمة المقدمة من دولة الإمارات في غضون الأسبوع الماضي لأفراد الجيش والأمن والتي تسلمتها قيادات الانتقالي وتصرفت في تسليمها على الأفراد.
قدمت الإكرامية كرافد مالي لتغطية احتياج العسكر إلى حين نزول الراتب الذي لم يلح في الأفق منذ منتصف العام الماضي وقد استبشر الناس خيرا بقدوم المكرمة الإماراتية لكن تحولت البشارة إلى نوع من السخرية والاستخفاف بالقوات العسكرية والأمنية فقد فعل الفساد المالي فعلته فيها وهدها معول السرقة المكشوفة حيث كان من المفترض أن يتسلم الجندي العادي 500درهم كحد أدني وكلما علت الرتبة العسكرية يكون العطاء أكثر قليلا كما هو المعهود في السابق.
حاليا في ظل ارتفاع سعر الصرف مقابل الريال اليمني وغلاء المعيشة جاء تسليم المكرمة الإماراتية بألوان متعددة فقد تم تسليم من هم في قيادة اللواء من أبناء الضالع ومن جاورهم مبلغ 60000 ألف ريال، أما الوحدات الأخرى تم تسليم الجندي 35000ألف ريال يمني ونقص المبلغ إلى ستة أضعاف أثناء الصرف لقوات الأمن حيث تسلم الشرطي مبلغ وقدره خمسة آلاف ريال يمني لا غير فأي مكرمة هذه وأي عطاء، حقيقة احترت أن أجد لذلك أي تفسير سوى احتقار الجندي واستفزازه، ولم اتخيل أبدا أن مندوبي الإمارات يعرفون بالأمر ولم يتخذوا أي إجراء لوقفه في الوقت الذي مازال فيه حديث سرقة مخصصات العرسان في الشهر الماضي طاغيا في كل محفل .
وهذه المكرمة على قلتها تمت خصخصتها فمنحت لقوم ولم تمنح لآخرين فمن لم يكن حاضرا وقت تسليم المكرمة ممن خرج في إجازة أو من ذهب لبرهة إلى السوق أو إلى بيته ناهيك عن المفرغين والمعفيين كل هؤلاء سكرت الأبواب في وجوههم وقد أخذت العزة بعضهم فقالوا في وجه القوم يغنينا الله عن فلوسكم الزهيدة.
ويتخيل الناس حين نتحدث عن المكرمة أنها بحجم اسمها خاصة أنها مقدمة من "دولة العطاء والتنمية "كما تسمي نفسها لكن وللأسف صارت بمثابة إبر التخدير الموضعي تستشعر الأولى منها ولا تؤثر فيك الأخرى فقد توالت الإهانات وتلاحقت ولا يوجد من يسمع الشكوى.
ومن المفارقات أن قيادة الانتقالي خصصت من المبلغ المحول من الإمارات ميزانية للقطاعات الأمنية والعسكرية حيث صرف منه لبعض القطاعات ثلاثين مليون ريال وتسلم قائد وحدة الشامل 18 مليون ريال، كما تسلمت بقية القطاعات ما يقارب مليوني ريال وفي الواقع يكفي لكل قطاع مليون ريال فقط وكلها لتيسير الحركة يعني زيوت سيارات ونفط وغيره. وهو نوع من الكرم لكنه أخطأ طريقه.
من سلوك السلطة المحلية السابقة أنها تسلم جميع العساكر مستحقاتهم المالية بتساوي كل بحسب استحقاقه بصرف النظر عن انتماءاتهم السياسية ووقوف البعض منهم في وجه الدولة وخير دليل على ذلك قيام العميد فايز الشطهي قائد الأمن من بتسليم مرتبات القوات الأمنية إلى المحاسب الحالي الذي يعمل تحت إمرة القائد الانتقالي الجديد دون استقطاع منها شيئا وذلك مطلع الشهر الماضي.
حديث آخر يصب في المكرمات المالية المقدمة لأبناء الأرخبيل وهو توعد التحالف بصرف مكرمة مقدمة من المملكة العربية السعودية والتي صرفت في رمضان الماضي لبعض أفراد الأمن والجيش بشكل جزئي وللبعض بشكل كلي ولم تصرف لقطاع كبير من الأفراد إلى الآن كما لم يحصلوا على سبب توقف صرفها وهل تصرف لاحقا أم لا.
وفي الأمور المالية أيضا توعد التحالف منذ عيد عرفة بتوفير طائرة لجلب السيولة النقدية لتغذية البنوك والمصارف في الأرخبيل التي تعاني انعدام السيولة ما يقارب شهرين وذلك نتيجة تهريب العملة الورقية القديمة من فئة الألف ريال عبر البحر إلى مناطق سيطرة الحوثي ومازال موضوع التهريب قائما إلى الآن وعلى مرأى ومسمع زعيم الإدارة الذاتية في الأرخبيل.
وقد استقدم التحالف بالأمس طائرة تحمل ملياري ريال يمني فقط بعد طول انتظار وتضرر التجار والعمال والموظفين جراء انعدام السيولة ولذلك ألحقت ضمن مطالب المظاهرات التي اقيمت في المديريات والقرى.
كما توعد التحالف بجلب رحلتين إضافيتين لذات الغرض لكن هل تكفي مليارين أو ثلاثة أو حتى عشرة لمحافظة لم تسلم فيها رواتب المدنيين منذ ثلاثة أشهر والعسكريين منذ منتصف العام الماضي وهل نضمن وجودها في البنك إذا كان المهربون يحملون معهم أثناء العودة في عباري القات ما يقارب مئة مليون أسبوعيا.
المقال خاص بموقع المهرية نت