قال وزير الخارجية، أحمد عوض بن مبارك، إن الحوثيون فشلوا في إسقاط محافظة مأرب للمرة الثانية، مشدداً في ذات الوقت على ضرورة استكمال تنفيذ الشق الأمني والعسكري من اتفاق الرياض.

وأضاف بن مبارك في مقابلة مع صحيفة "الراي" الكويتية أن، "الحوثيون يحاولون ما في جهدهم من أجل أن يكون هناك شيء في أيديهم قبل الذهاب لأي مفاوضات، وهم حالياً يحاولون كسب الوقت ويمارسون ضغطا عسكرياً كبيراً على مأرب".

وأوضح الوزير بن مبارك أن "عيون الحوثيين تتجه لمأرب كونها أحد أضلاع المثلث الاقتصادي في اليمن، وأحد المحافظات الثلاثة المنتجة للنفط مع حضرموت وشبوة، حيث إنهم إذا تمكنوا من إسقاط مأرب فسيتمكنون من المحافظتين المتبقيتين كون المحافظات الثلاث متجاورة".

وأضاف "يدفعون كل ما يملكون من قوة في مأرب منذ فبراير الماضي على الطريقة الإيرانية في الهجوم، وهي ما يطلق عليها «الأنساق»، أي فوج يليه فوج بإصرار، رغم خسارتهم لآلاف الضحايا".

وتابع: " لقد شكلت مأرب خلال الفترة الماضية بيئة حاضنة لكل أبناء الشعب اليمني، واستقبلت ثلاثة ملايين مواطن يمني من مختلف المحافظات (..) وقدمت المحافظة نموذجاً للتعايش والتنوع، وشهدت عملية التنمية فيها حركة غير مسبوقة".

ومضى قائلاً: "الناس في مأرب يدافعون عن مدينتهم ولن يتنازلوا عنها لميليشيات طائفية لا تؤمن بالتعدد ولا بالتعايش المشترك".

وأكد أنه " كما كسرت هذه الميليشيات واندحرت من مأرب الصمود سابقاً فإنها تكسر اليوم من جديد، وفي كل مرة تزج بالآلاف من أبناء الشعب اليمني المغرر بهم في حربها الخاسرة".

ولفت إلى أنه "منذ 7 فبراير وحتى اليوم بلغت العمليات العسكرية أشدها حيث ضربت "ميلشيات الحوثي أكثر من 25 صاروخاً بالستياً على الأهداف المدنية ومعسكرات النازحين في مأرب خلال الأسبوع الماضي فقط".

واتهم وزير الخارجية، الحوثيين، بعدم "امتلاكهم لقرار السلم أو الحرب، وارتهانهم لإيران"، لافتاً إلى أنهم "مستمرون بأسلوبهم القديم حيث يستفيدون من مبادرات السلام تكتيكياً ثم يعودون للحرب".

وجدد بن مبارك، حرض الحكومة على تحقيق السلام العادل والدائم والمستدام، وفقاً لمرجعيات ثابتة ودائمة، مؤكداً أن "الخيارات العسكرية ستظل متاحة في حال استمرت الميليشيات برفض جهود السلام".

وبشأن الأوضاع جنوبي البلاد، قال بن مبارك إن "تحقيق الأمن والاستقرار في المحافظات المحررة يتطلب بالضرورة استكمال تنفيذ الشق الأمني والعسكري من اتفاق الرياض من خلال توحيد كل الوحدات الأمنية والعسكرية تحت راية الدولة ومؤسساتها".