آخر الأخبار

تذمر واسع حول تحويل جزيرة عبد الكوري إلى قاعدة عسكرية إماراتية تحت مسمى "مطار مدني"

المهرية نت - رصد خاص
الجمعة, 21 مارس, 2025 - 01:40 صباحاً

في خطوة أثارت موجة من الغضب والانتقادات، أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من أبوظبي عن بناء ما يُسمى "مطارًا مدنيًا" في جزيرة عبد الكوري الواقعة في أرخبيل سقطرى في محاولة تهدف إلى التغطية على المشروع العسكري الذي أنشأته مولته الإمارات في هذه الجزيرة.

 

وتُعتبر هذه الجزيرة واحدة من المواقع الاستراتيجية التي تثير الكثير من التساؤلات حول السيادة اليمنية ومستقبلها في ظل هذه التطورات التي يشكك الكثيرون في نواياها الحقيقية.

 

تحويل الجزيرة إلى قاعدة عسكرية

 

ورغم الادعاء بأن المشروع عبارة عن مطار مدني، إلا أن كثيرًا من المواطنين والنشطاء اليمنيين يعتبرون هذه الخطوة بمثابة تواطؤ من قبل المجلس الانتقالي الجنوبي مع الإمارات، التي تقف وراء إنشاء القاعدة العسكرية في الجزيرة.

 

وكشف مراقبون أن جزيرة عبد الكوري لا يوجد بها سكان أو مشاريع تنموية كبيرة، مما يطرح التساؤلات حول الدوافع الحقيقية وراء تحويلها إلى "مطار مدني"، في وقت يتم فيه تسليم المزيد من الأراضي والمرافق الاستراتيجية للأطراف الخارجية.

 

تفاعل على منصة "إكس"

 

على منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، شهدت الواقعة موجة واسعة من الانتقادات عبر هاشتاغ #الانتقالي_يبيع_عبدالكوري_للاماراتي، حيث انتقد الناشطون من مختلف المناطق هذه الخطوة، معبرين عن استيائهم من الصمت الحكومي إزاء هذه "الجريمة الوطنية"، بحسب تعبيرهم.

 

ووصف علي مبارك محامد، ناطق لجنة الاعتصام السلمي بالمهرة، ما يحدث في جزيرة عبد الكوري في أرخبيل سقطرى بأنه "كارثة وطنية" و"جريمة بحق الأرض اليمنية". واتهم الإمارات، عبر وكيلها المجلس الانتقالي الجنوبي، بالاستمرار في تنفيذ مخططاتها لتفكيك اليمن واحتلال أراضيه.

وقال محامد إن بناء قاعدة عسكرية في جزيرة عبد الكوري، التي يتم الإعلان عنها تحت مسمى "مطار مدني"، هو جزء من مخطط إماراتي للسيطرة على أرخبيل سقطرى، محذرًا من أن هذا التصرف ليس مجرد انتهاك لسيادة اليمن، بل يمثل تهديدًا وجوديًا لليمن وهويته الوطنية. وأضاف محامد: "كيف يُنشأ مطار في جزيرة غير مأهولة، بلا سكان أو مشاريع تنموية؟ الحقيقة واضحة، إنه مطار عسكري إماراتي."

 

واعتبر محامد هذا العمل صفعة للحكومة اليمنية، مشيرًا إلى أن هذه التصرفات تشكل احتلالًا إماراتيًا مقنّعًا لأراضي اليمن دون أي تحرك جاد من السلطات الشرعية.

 

من جانبه، غرد الإعلامي اليمني فؤاد الشميري قائلاً: "ما يحدث في سقطرى لا يقتصر على خيانة السيادة فقط، بل هو تهديد وجودي لليمن وشعبه. من سيقف في وجه هذا العبث؟".

 

وقال عاد الحسني، "الأوراق تتكشف، ومن لا يزال نائمًا في العسل فليكمل نومه على الأحرار التحرك والتعبير عن موقف شجاع إزاء ما تشهده سقطرى ما يحدث في سقطرى لا يعني سقطرى، وإنَّما يخص كل اليمن".

وأضاف "كل يمني فيه غيرة على أرضه وشعبه وتراب وطنه أن يستعد للقادم.. الحرب هي حرب أرض، وحرب مبدأ، وحرب وطن يُسلب منَّا".

 

وقال الناشط حسين الفضلي، "إن ما يحدث في جزيرة عبد الكوري في أرخبيل سقطرى كارثة وطنية وجريمة بحق الأرض اليمنية".

وأضاف "الإمارات، عبر وكيلها المجلس الانتقالي الجنوبي، تمضي في تفكيك اليمن واحتلال أراضيه، وآخر فصول هذا العبث بناءُ قاعدة عسكرية في جزيرة عبد الكوري تحت غطاء "مطار مدني".

 

تواطؤ مع الإمارات؟

 

الحديث حول تواطؤ المجلس الانتقالي الجنوبي مع الإمارات أصبح محطًا للجدل في العديد من الأوساط اليمنية. فالنقد لا يقتصر على تسليم جزيرة عبد الكوري فحسب، بل يمتد ليشمل تسليم مواقع استراتيجية أخرى مثل مطار سقطرى الدولي وميناء شاهب، بالإضافة إلى العديد من الأنشطة الاقتصادية مثل قطاع التعدين والثروة السمكية.

 

الناشطون يرون أن ما يحدث في سقطرى يُعد جزءًا من مسلسل مستمر من التنازلات الممنوحة للإمارات على حساب السيادة اليمنية. ويتساءل كثيرون: "أين هي الحكومة الشرعية؟ هل من المقبول أن تباع أراضي اليمن بهذه الطريقة؟"

 

وقال الناشط الصحفي صالح منصر اليافعي، "ما حدث في سقطرى هو ما كنا نحذر منه سابقاً وقلنا لكم أنهم باعوا سقطرى بثمن بخس ، اليوم فقط يسعون إلى شرعنة البيعة والاحتلال".

الناشط توفيق أحمد، علق قائلاً: "الإمارات حولت جزيرة سقطرى الى ساحة مستباحة للإسرائيليين وتبني القواعد العسكرية في جزيرة عبد الكوري بوتيرة سريعة لتكون موقعا ومقراً للقوات الامريكية والاسرائيلية، وهذا يعني أن الإحتلال لم يعد إماراتي سعودي فحسب بل أصبح أمريكي إسرائيلي".

وكتب عبدالكريم حسن السعيدي "لماذا تسعى الإمارات للسيطرة على الجزر اليمنية؟ ولماذا يسمح الانتقالي بذلك؟ المخطط واضح، وهو تحويل الجنوب إلى قاعدة عسكرية إماراتية، ومن ثم إنهاء أي فرصة لاستعادة اليمن سيادته على بحاره".

أهمية عبد الكوري

تعتبر جزيرة عبد الكوري جزءًا من أرخبيل سقطرى، الذي يتمتع بأهمية استراتيجية كبيرة نظرًا لموقعه في البحر العربي، والذي يُعد من الممرات الحيوية للنفط والتجارة الدولية. السيطرة على هذه الجزيرة، وإن كانت تحت مسمى "مطار مدني"، يُعتبر بمثابة خطوة لفرض نفوذ طويل الأمد في هذه المنطقة ذات الأهمية الجيوسياسية، بحسب مراقبين.

 

ما يحدث في جزيرة عبد الكوري من استحداث قاعدة عسكرية إماراتية وتواطؤ المجلس الانتقالي الجنوبي فيهذا الملف، يزيد من حالة الاستياء الشعبي في اليمن.

 

النشطاء والمواطنون عبروا عن غضبهم، مطالبين السلطات اليمنية بوقف هذا التعدي على سيادة البلاد، ومؤكدين على ضرورة الوقوف صفًا واحدًا ضد هذه الانتهاكات التي تهدد وحدة الوطن واستقلاله.

 




تعليقات
square-white المزيد في محلي