اختتم مؤتمر الجمعية العُمانية لطب القلب أعماله بمسقط، اليوم السبت، بعدد من التوصيات المهمة التي تهدف إلى تعزيز جودة الرعاية الطبية والوقاية من أمراض القلب.

وتناولت التوصيات عدة جوانب أساسية في تشخيص وعلاج أمراض القلب، مؤكّدة على ضرورة تعزيز كفاءة الأطباء وتوفير التوجيهات الطبية اللازمة.

وأكّدت التوصيات على ضرورة الاعتماد على المؤشرات الحيوية لتشخيص ومتابعة مرضى هبوط عضلة القلب، حيث أكد الخبراء على أهمية تدريب الأطباء على الاستخدام الأمثل لهذه الفحوص المخبرية، خاصة فحص "التروبونين" الذي يعد دليلاً حيويّاً للكشف عن احتشاء عضلة القلب أو تلف خلاياها، وتعزيز مهارات الأطباء، ولا سيما العاملين في أقسام الطوارئ، في هذا الجانب لضمان التدخل السريع والفعّال.

ولتحسين الوقاية من الأمراض القلبية؛ أوصى المؤتمر بضرورة الاكتشاف المبكر لحالات مرضى السكري الذين قد يكونون عرضة لهبوط عضلة القلب، وذلك عبر قياس معدل NT-pro-BNP، إذ يمكن لهذا الاختبار أن يسهم في الكشف المبكر وتقليل المضاعفات المحتملة ، كما تم التأكيد على أهمية التدخل الطبي المبكر عند تدهور حالة مرضى هبوط القلب لتجنب وصولهم إلى مراحل تتطلب التنويم في المستشفى.

وركز المؤتمر على الفئات الأكثر عرضة للتدهور الصحي، خاصةً المرضى الذين يعانون من هبوط عضلة القلب بالتزامن مع اعتلال في وظائف الكلى، ويشكل هذا التداخل بين المرضين خطراً كبيراً يستدعي متابعة دقيقة ومستدامة ، ومع توفر أدوية جديدة لعلاج هبوط عضلة القلب، نصح الأطباء بضرورة تجربة هذه الأدوية قبل اللجوء إلى تركيب أجهزة الصدمات الكهربائية، ما قد يحسن جودة حياة المرضى ويؤخر التدخلات الجراحية المعقدة.

واستعرض المؤتمر أيضًا مشكلة ارتفاع ضغط الدم بوصفه العامل الأساسي لعدد من الأمراض، مثل هبوط عضلة القلب والجلطات وأمراض الكلى.

كما دعا المؤتمر إلى إصدار توصيات عُمانية خاصة لعلاج ضغط الدم المرتفع تأخذ في الاعتبار التحديثات الأوروبية الجديدة، خاصة في ظل الاختلافات التي قد تجعل الأطباء في حيرة إزاء التوجيهات المتعددة ، وضمن حملات التوعية، شدد المؤتمر على مخاطر استخدام الأسبرين العشوائي، إذ يمكن أن يتسبب في نزيف خطير لبعض المرضى، مؤكدين على ضرورة الحصول على مشورة طبية قبل تناوله ، كما نصحوا المرضى الذين يتناولون دواء "الكولشيسن" للوقاية من جلطات القلب بالتوقف عن استخدامه، استناداً إلى دراسة حديثة أظهرت عدم فعاليته.

وأشار المؤتمر إلى أن هبوط عضلة القلب غير المصاحب لضعف العضلة لا يزال يمثل تحدياً تشخيصيّاً وعلاجياً للكثير من الأطباء، حيث أوصى بعلاج هذه الحالات عند الشك بها من خلال أطباء القلب أو متخصصي هبوط عضلة القلب لضمان تقديم الرعاية المثلى.

وأكّد المؤتمر أن هذه التوصيات تمثل جزءًا من جهود الجمعية العمانية لطب القلب في تعزيز مستوى الرعاية الصحية بسلطنة عُمان، والتأكيد على أهمية متابعة التطورات الطبية العالمية بما يسهم في تحسين جودة الحياة وتقليل المضاعفات الصحية لدى المرضى.