آخر الأخبار

سلطنة عمان تحتفل بعيدها الوطني الـ52 بمنجزات تنموية ومكانة تاريخية راسخة

المهرية نت - متابعة خاصة
الاربعاء, 16 نوفمبر, 2022 - 08:53 مساءً

تحتفل سلطنة عمان، الجمعة 18 نوفمبر 2022، بالعيد الوطني الـ52، وبما حققته من بذلٍ وعطاءٍ في نهضتها المتجدّدة التي عززت بها مكانتها العصرية والحضارية والاقتصادية.

 

وشهد تاريخ السلطنة الممتد لقرون طويلة سلسلة من التفاعلات المتواصلة، وميراث من التقاليد والقيم والسلوكيات الضابطة للمسير. دولة تتحرك وخلفها سفينة تاريخية هائلة تمنحها مزيداً من الثبات، وربّان متمرسون على الإبحار وسط كل العواصف والأمواج، دون خشية من أي زيغ أو غرق.

 

وتستند عمان إلى مصادر تغذية تمنحها ذلك الثبات الملازم لها على امتداد قرون وعقود طويلة، ففي الوقت الذي يمكن أن تضطرب فيها سياسة الخليج كلها، تفاجئك عمان بأنها محصنة من أي زلزال عابر، إذ لا تعاني من فجوات في نهجها السياسي؛ تعرف أين تقف وأين هي ذاهبة ولماذا تفعل كل ما تفعله.

 

وهذا ما جعل جهود السلطنة محروسة من الشتات، ولا تعاني من ارتباكات في مسيرتها، نتيجة وضوح الرؤية لديها، إذ تمضي وقد أزاحت أي تشويش يفقدها التسديد بعناية.

 

ولعمان طريقتها في إقامة تحالفاتها، صداقاتها وخصوماتها، مواقفها اللحظية وقرارتها الكبرى، بطريقة موزونة بعناية لا تخدعها التحولات الفجائية في المواقف، ولا تبني سياستها انطلاقًا من انفعالات لحظية.

 

ولعقود من الزمن ظلت سلطنة عمان موطناً للأطراف المختصمين، تفتح ذراعيها لاحتواء الجميع حين تنسد جميع الأبواب أمامهم، فهي لا تعرف الدسائس والمشاجرات الصبيانية.

 

ويمثل قادة السلطنة خلاصة الروح العليا للأمة العربية، إذ يرتفعون بتفكيرهم فوق اللحظة العابرة، يعاينون الواقع ببصيرة، ويلتقطون الخطوط المشتركة؛ كي يواصلوا مهمتهم في ردم الفجوات في المنطقة، ولملمة الشتات الذي وقعت في بعض الدول.

 

وكانت سلطنة عمان قبلة لليمن بعد أن تورطت بعض دول المنطقة في تغذية الصراع وزيادة بؤس اليمنيين، وقامت بأدوار كبيرة كي تدفع بمشروع السلام بين اليمنيين، وأسهمت في تخفيف مأساة الشعب اليمني ما أمكن لها ذلك.


ويحتفظ اليمنيون بكثير من الود لسلطنة عمان، ويعرفون ما تكنه لهم هذه الدولة من رغبة صادقة بمصير آمن للشعب، وغدًا حين تضع الحرب أوزارها، سيكون لعمان وزنها لدى اليمنيين، ويتذكرون كيف كانت الملاذ الأخير لهم والميناء الذي رست فيها سفينتهم، وعانقوا السلام أخيرًا بفضل دورها الحكيم.

 

وتجلت سلطنة عمان كأنها الدولة الخليجية وربما العربية الوحيدة التي تمثل نموذجًا جديرًا أن تتوقف معه شعوب المنطقة كثيرًا. دولة جنبت نفسها كل الصراعات اللامجدية، وحشدت طاقتها لتنمية قدراتها ومضاعفة إمكاناتها، وتوجيه كل مدخراتها لرفع مستوى حياة الشعب والتأسيس لمصير مضمون، وقادتها، تلامذة نجباء لتاريخ زاخر بالحكمة وقد استلهموه جيدًا.

 


تعليقات
square-white المزيد في عربي