آخر الأخبار
في يوم المرأة.. يمنيات يقتحمن سوق العمل للتغلب على قسوة الحياة ( تقرير خاص )

تواجه النساء حديات كبيرة في اليمن
الأحد, 09 مارس, 2025 - 12:54 مساءً
تعمل المواطنة بثينة أحمد (36 عاما) في خياطة الملابس النسائية منذ أكثر من ثمان سنوات محاولةً سد الاحتياجات الأساسية لأسرتها المكونة من خمسة أفراد، خاصة بعد تدهور الوضع المعيشي وغياب فرص العمل لدى زوجها.
وتقول بثينة لـ"المهرية نت" قبل أكثر من ثمان سنوات كان هناك دافع داخلي يشعرني أنني إذا ما عملت في الخياطة سأنجح وسأحقق ما أريد في سد العجز المادي الذي لم يستطع زوجي توفيره بسبب ظروف المعيشة".
وفي اليوم العالمي للمرأة، يحتفل العالم في 8 مارس من كل عام بإنجازات النساء في مختلف المجالات، بينما تقف المرأة اليمنية شامخة في وجه التحديات، متسلحةً بإرادتها الصلبة وعزيمتها التي لا تلين في مواجهة كل التحديات التي فرضتها الحرب عليها.
*العمل في مجالات مختلفة
وقد دفعت الظروف المعيشية الصعبة المرأةَ اليمنية إلى اقتحام سوق العمل في مجالات مختلفة كالخياطة والتطريز والنقش وصناعة البخور والعطور، وصناعة التحف والهدايا بمختلف أشكالها، ومنهن من يعملن في الأسواق، داخل المحال التجارية في البيع والشراء، أو في التجارة عبر وسائل التواصل الاجتماعي لمن يمتلكن مشاريع خاصة بهذا الجانب.
ولم تعد المرأةُ اليمنية مجردَ متلقية للدعم، بل أصبحت صانعةً للتغيير، ومساهمةً في إنعاش الوضع الاقتصادي لغالبية الأسر؛ إذْ إن أغلب الأسر اليمنية اليوم أصبحت تعتمد على المرأة في توفير القوت الضروري لها.
تواصل (بثينة أحمد) شرح قصتها قائلة :" في البداية لم أكن أمتلك آلة المكانة فاستعرت واحدةً من إحدى عماتي مقابل مبلغ من المال لمدة ستة أشهر، وقد كانت هذه الستة الأشهر كافية لي لتعلم خياطة الأرواب النسائية وأرواب الصلاة فقط".
وأضافت" بعدها بدأت ببيع الأرواب واشتريت ماكنة خاصة بي واستمررت قرابة أربعة أعوام في خياطة وبيع الأرواب النسائية".
وتابعت" بعدها التحقت بتعلم خياطة فساتين الأطفال وعملت فيه كثيرًا ولكن خياطة الفساتين شبه موسمية الأمر الذي جعلني أستمرُ في خياطة الأرواب وتعلم خياطة الملابس الرجالية".
وأردفت" خياطة الملابس الرجالية لم ترق لي كثيرًا؛ لأنها متعبة جدا وتحتاج وقتا طويلا لا أمتلكه؛ لهذا تركتها وعدت إلى خياطة الأرواب مرة أخرى بالإضافة إلى خياطة العبايات وفساتين الأطفال وإلى الآن ما زلت مستمرة في هذا العمل وأحس نفسي أبدع فيه مع مرور الوقت".
وأشارت إلى أن" عمل المرأة أمرٌ ضروري في ظل هذه الظروف الراهنة، فالمرأة تستطيع أن تثبت قدرتها وكفاءتها في أي مجال من مجالات الحياة تحس نفسها أنها تميل إليه، فالعمل ليس حكرا على أحد والحياة بحاجة إلى المساعدة والتكاتف من قبل الجميع، نساء ورجالًا".
*الاستقلال المالي
بدورها، ترى الشابة، فاطمة الفخري( 22 عامًا ) أن:" عمل المرأة ليس بالضرورة أن يكون بسبب عجزٍ مادي في الأسرة أو يكون الدافع لعمل المرأة هو الفقر، ولكن من الأهم أن يكون عمل المرأة نابع من شغف وحب في الاستقلال المالي".
وتضيف الفخري لـ" المهرية نت " كان عندي دافع للعمل منذ سنوات فقمت بعمل دورات تدريبية في مجال التصميم والتصوير وفي الطباعة الحرارية، ولما وجدت أن هذا الجانب تعمل فيه الكثير من النساء والفتيات قررت أن أسلك طريقا آخرا يكون مختلفا فقمت بفتح مشروعي الخاص وهو" طقومات الصلاة المكتوب عليها الأسماء، والمكونة من روب صلاة مع غلاف المصحف مع فاصلة مصحف، وسجادة الصلاة".
وتابعت" استوحيت هذا المشروع من خارج اليمن، فمن خلال متابعي وجدت هذا المشروع موجودا في المملكة العربية السعودية وفي مصر وفي تونس لكنه غير موجودٍ في اليمن على الإطلاق فقررت المغامرة وفتحته".
وأشارت إلى أنه" في بداية الأمر وخلال شهرين كاملين كان عملي كله خسارة في خسارة وذلك لأني لم أكن متقنة للعمل بالشكل المطلوب وبعد ذلك انطلقت وعملت بشكل سلس وكان الإقبال على بضاعتي كبيرًا جدا والحمدلله".
وأردفت" اقتحامي لسوق العمل كان من باب الاستقلال المادي، من أجل أن أوفر لنفسي الأشياء التي أريدها والتي تراها الأسرة أنها ليست ضرورية وهذا ما وصلت إليه من خلال مجهودي في العمل ونجاح مشروعي".
*لا نستسلم
في السياق ذاته، تقول نبيلة عبده( 50 عاما تعمل معلمة في ريف محافظة تعز) إن:" المرأة اليمنية لم تستسلم للظروف الصعبة، وحاولت قصار جهدها في العمل بالعديد من المهن كالخياطة والتطريز والتجارة والعمل في مكاتب المنظمات أو في حملات التحصين أو العمل معلمات متطوعات بأجور رمزية تقدم من أسر الطلاب".
وأضافت لـ" المهرية نت" الكثير من النساء استقمن على أسرهنَّ وعملن في العديد من الأعمال، على الرغم من نظرة المجتمع لها والتحديات التي قد تواجهها مستقبلا".
وتابعت" اليوم هناك الكثير من الأسر ممن فقدت عائلها، أو أصيب المعيل بأمراض مزمنة أو اضطرابات نفسية، أو غياب فرص العمل، وهذا الأمر جعل المرأة تلجأ للبحث عن عمل تسد به رمق أسرتها أو للتخفيف من الأعباء عن معيلها".
وأردفت" رغم الأوضاع التي تشهدها اليمن، والأزمات الصحية التي تعاني منها المرأة اليمنية بسبب الأضرار الناجمة عن الحرب إلا أن عزيمة المرأة وحبها لأسرتها أجبرها على خوض غمار العمل".
وشددت على ضرورة أن يتم توفير دعم من الحكومة الشرعية والمنظمات الدولية للنساء، والعمل على تدريبهن في العديد من المجالات أو التخصصات التي يرغبن بها حتى يستطعن إعالة أسرهن بالشكل المطلوب".
