آخر الأخبار
سقطرى..سلطة الانتقالي تشعل فتيل النزاع القبلي بقرار إلغاء صفة شيخ مشايخ الأرخبيل (تقرير خاص)
شيخ مشايخ سقطرى عيسى سالم بن ياقوت
الاربعاء, 26 يونيو, 2024 - 10:40 صباحاً
استيقظ الشارع السقطري على قرار إلغاء صفة شيخ مشايخ أرخبيل سقطرى عن الشيخ عيسى سالم بن ياقوت.
وبالنظر إلى هذا القرار، فإننا نرى العبثية وإشعال فتيل الصراع والأخطاء الجوهرية التي انتهجها رأفت الثقلي محافظ سقطرى.
وبما لا يدع مجالا للشك أن القرار فرض من جهات خارجة عن إرادة السلطة المحلية، أو كما يقول قائد اللواء السابق وأحد أبرز القادة العسكريين للانتقالي إن قرار إلغاء صفة شيخ مشايخ عن الشيخ عيسى بن ياقوت غير مدروس وهو قرار صعب التنفيذ، ومجرد حبر على ورق مثله مثل قرار منع القات.
ومن أجل معرفة حقيقة قرار السلطة المحلية بإلغاء صفة شيخ مشايخ أرخبيل سقطرى عيسى بن ياقوت ينبغي تحليل حيثيات هذا القرار وفق الآتي:
أولا : بدأ القرار بالتبرير أنه صدر للحرص على المصلحة العامة، ومن وجهة نظرنا أنه ليس من المصلحة العامة تدخل السلطة المحلية في الشأن القبلي، وإلا صار المشايخ لعبة في يد السلطة تعزل من تشاء وتعين من تريد، كما أنه ليس من شأن السلطة التدخل في اختيارات القبائل.. وحدهم مشايخ القبائل هم من يحجبون الثقة عمن أرادوا ويمنحونها لمن أرادوا وإلى الآن لم نر أي شيخ معتبر طالب بإلغاء أو عزل شيخ مشايخ سقطرى بن ياقوت.
ثانيا : يدعي المحافظ الثقلي في قراره أن القرار جاء بعد اجتماع وجهاء ومقادمه أرخبيل سقطرى في ديوان السلطان علي بن عيسى بن عفرار، والحقيقة أنه ربما انعقد الاجتماع ولكن ليس مع المشايخ والوجهاء والمقادمة كما يدعي بل مع عمال الإمارات ومرتزقتها وبلاطجة الانتقالي وحثالتهم الذين لا تربطهم بالقبيلة ولا القبائل أي علاقة وليس لهم أي صلة بالمشايخ.
ثالثا : ذكر في القرار مكان الاجتماع الكائن في ديوان السلطان علي عيسى بن عفرار، وهذا خطأ سياسي فادح أن تجتمع السلطة السياسية خارج إطار المواقع السياسية والرسمية ومن ثم تصدر قرارا يلغي دور المشايخ بناء على اجتماع غير سياسي.
رابعا : في هذا القرار يعترف المحافظ الثقلي بسلطنة علي عيسى بن عفرار وهو سلطان مناهض لا بن عمه السلطان عبدالله عيسى بن عفرار الذي يرأس المجلس العام لأبناء سقطرى والمهرة والذي كان يعمل عنده المحافظ الثقلي سابقا .
كما أن علي عيسى بن عفرار الذي عقد اجتماع إلغاء صفة شيخ مشايخ سقطرى في ديوانه هو أحد بيادق الإمارات في سقطرى، وهو رئيس مؤسسة التنمية التابعة للإمارات في سقطرى ناهيك عن تدخلات الرجل السافرة في الشأن السقطري وملفه المترع بالقضايا المعقدة.
خامسا : بما أن الاجتماع حصل في ديوان علي بن عفرار رجل الإمارات البارز في سقطرى فإنه من غير شك أن للإمارات يد طولى في قرار إلغاء صفة شيخ مشايخ أرخبيل سقطرى عن الشيخ بن ياقوت حيث صدرت سابقا العديد من قرارات رأفت الثقلي بتوجيه إماراتي مثل قرار منع القات الصادر في أبو ظبي وقرار منع دخول الدرجات النارية إلى سقطرى وغير ذلك.
سادسا : يدعي القرار أن صفة شيخ مشايخ استخدمت للأغراض الحزبية وهذا ليس صوابا فالشيخ عيسى بن ياقوت معروف عنه أنه لا ينتمي إلى أي حزب سياسي ولا يشجع أي حزب على آخر بل يتعاون مع الكل في أي مصلحة عامة تخدم سقطرى ويكفي دليل على ذلك أن من يعملون معه هم خليط من المؤتمر والانتقالي والإصلاح وأكثرهم مثله من الأحرار الذين لا ينتمون إلى أي حزب سياسي.
سابعا : يدعي المحافظ الثقلي في قراره أن الشيخ بن ياقوت شق النسيج الاجتماعي والقبلي والحقيقة على خلاف ذلك فالشيخ عيسى شارك في عودة اللحمة المجتمعة بين القبائل السقطرية وألغى التعالي القبلي بين الاتجاهات بين الغربي والشرقي والوسطي والجنوبي وغير ذلك حيث صار الجميع يرافق الشيخ والجميع يستدعي الشيخ لحضور الولائم والأفراح وقد زال بذلك العديد من قضايا الاحتقان والتفاخر السابق بين تلك الاتجاهات.
ثامنا: من ادعاءات قرار رأفت الثقلي أن تلك المشيخة فيها خرق للعادات والتقاليد السقطرية، وهذا الكلام فيه زور وبهتان كبير كان الأولى بالسلطة المحلية أن تكافئ الشيخ بن ياقوت على مشاركته الفاعلة في إحياء العادات والتقاليد حيث نلاحظ أن الشيخ استطاع إعادة كثير من هذه العادات والتقاليد إن لم يكن جميعها، فعلى الأقل كثير منها فقد نشطت في مجالس الشيخ بن ياقوت الأشعار والأهازيج والفنون الشعبية فضلا عن عادات الضيافة والكرم والزيارة والسلام والتحايا ونظام المجالس وغيرها كثير وكثير.
تاسعا: يؤكد قرار الثقلي مرتين أن صفة شيخ مشايخ سقطرى دخيلة على المجتمع السقطري وهذا صواب ولكن إذا كنا لا نعترف بأي دخيل فمنصب المحافظ والمحافظة دخيل على سقطرى ثم إن صفة شيخ مشايخ سقطرى ليست من ابتكارات الشيخ بن ياقوت فقد حمل هذه الصفة أكثر من واحد قبل ذلك وقد تنقلت الصفة من شيخ إلى آخر ضابطها اختيار المشايخ لمن يمثلهم.
ومازال الشيخ سليمان بن دي عبودهيل يدعي أنه شيخ مشايخ سقطرى وهو رجل فرضت فيه الإمارات سابقا في هذا المنصب والذي لم يذكره قرار الثقلي بالإلغاء باسمه، كما ذكر الشيخ بن ياقوت.
وفي السابق كان بعض المشايخ مساندون للشيخ سليمان ولكن حين تأكد لدى جميع مشايخ سقطرى أن مهمة الشيخ سليمان تمجيد الإمارات وتضخيم دعمها لسقطرى والتأكيد زورا على وصول معونات من الإمارات وهي في الحقيقة لم تصل، التف المشايخ حول الشيخ بن ياقوت وأيدوه وأجبروا السلطات السابقة على الاعتراف به.
ومن جانبه لم يقصر الشيخ بن ياقوت مع القبائل والمشايخ فقد جلب لهم الدعومات وصرف لهم المكافآت المالية والعينية سابقا ولاحقا وهو حاليا يصرف لأكثر من أربعمائة شيخ مكافأة مالية تعادل راتب شهر.