آخر الأخبار

الوحدة اليمنية.. تمسّك شعبي متواصل رغم كل المكدرات (تقرير خاص)

المهرية نت - خاص
الاربعاء, 22 مايو, 2024 - 09:17 مساءً

على امتداد الجغرافيا اليمنية يحتفل الشعب كل عام بذكرى تحقيق وحدته المباركة، التي أذابت الحدود، وقرّبت الأجساد، وجمعت القلوب، رغم كل ما أحاط بها من تحديات كدّرت صفوها، واتخذها تجّار الفتن ذريعة لإعادة اليمنيين إلى الماضي الأليم.

 

وفي ذكراها الـ34 أكّد الشعب بمختلف أطيافه تمسّكه بوحدته المباركة، باعتبارها منجزًا وطنيًا مقدّسًا لا ذنب له فيما اقترفته القوى السياسية، ولا يتحمّل وزرهم، فهي باقية ويذهب الزبد جفاء.

 

وكتب وزير التربية والتعليم الأسبق، عبدالسلام الجوفي، في ذكرى تحقيق الوحدة قائلاً: 22مايو حلم كل اليمنيين بكل فئاتهم وتوجهاتهم، ناضل من أجله الأدباء والمفكرون والساسة، بل حلم فيه جل الشعب من فلاحين وموظفين وعمال وطلاب، حلم فيه الرجال والنساء وكل طبقات المجتمع.

 

وأكّد الجوفي أن الوحدة كانت وستظل قيمة ومصلحة مجتمعية عظيمة للأفراد والمجتمع؛ ومهما قيل عن سلبيات الممارسات إلا أنها لا تنقص من قيمة الإنجاز وتحقيق الحلم، الخطاء في الممارسات لا ينقص من نبل الأهداف والغايات العظام، ولا يقلل من قيمة ومكانة الحدث في العقل الجمعي للمجتمع.

 

ولعلّ تمسّك الشعب بوحدته والتفافه حولها هو أبرز عناصر البقاء والاستمرار، فالشعب حيّ يحرس إنجازاته ويحميها رغم كل ما ألمّ به من وجع وشتات وفرقة ومعاناة خلّفتها سنوات عجاف أفرزت الكثير من التغيرات التي يجب معالجتها واستيعابها دون المساس بالمنجز الكبير.

 

ويؤكّد هذا التمسّك الشعبي بالوحدة عضو مجلس الشورى سالم خوري الذي قال إن الشعب اليمني رحّب قبل 34 عامًا بإعلان الوحدة ولم يعترض عليها؛ بل إن اعتراضه على الحكم والحكام.

 

وقال خوري لـ "المهرية": كانت الوحدة حدثًا استثنائيًا على المستويات المحلية والإقليمي والدولية، وكان سقف الناس وطموحاتهم أعلى على اعتبار أن يصل الجميع لواقع أفضل من الأوضاع الشطرية.

 

وأكّد أن الشعب اليمني لا يزال واحد، والخلاف هو سياسي دائماً.. وقال: الشعب اليمني شعب وحدوي بطبيعته والخلافات سياسية بين الحكام، والصراع اليوم يدور في نفس الدائرة.

 

مرّت الوحدة اليمنية بمنعطفات بالغة التعقيد بدا فيها هذا الإنجاز الوطني الكبير مهددًا، وطفت على السطح سلبيات الأخطاء التي ارتكبتها أطراف وقيادات سياسية وعسكرية لكنّ الشعب الذي يعرف قيمة الوحدة وما تمثّله من جسر عبور إلى يمن قوي أكّد للجميع أن الإنجازات الوطنية الكبيرة لا تموت وإن شاخت.

 

وفيما غابت الاحتفالات الرسمية بالوحدة في عدن وعلى المستويين الرئاسي والحكومي، وإن حضرت في الخطابات الرسمية، واحتفلت بها بعض السفارات، فقد احتفل اليمنيون على المستوى الشعبي، وجدّدوا التأكيد على حقهم في الحفاظ على وحدتهم.

 

وأجرت المهرية استطلاعات ميدانية في عدد من المحافظات اليمنية أكّد فيها المواطنون تمسّكهم بالوحدة التي لمّت شملهم في الجنوب والشمال، منوهين إلى أنها كانت ضرورة وحاجة ولم تكن وليدة 1990م؛ بل سبقتها عدة لقاءات لتحقيق الهدف ذاته.

 

وأضافوا أن الأصل في اليمن أن الشعب موحّد على مدى التاريخ، ولذلك كانت إرادة اليمنيين الوحدة ومكسبًا ثمينًا، وصمام أمان لحماية الوطن من التمزّق.

 

المحلل السياسي عادل المسني، قال إن الوحدة اليمنية مكسب وطني والحفاظ عليها مسؤولية كل اليمنيين، مؤكدًا أن اليمن موحّد تاريخيًا، ويمتد على كل الجغرافيا اليمنية.

 

وأضاف، في حديث لـ"المهرية"، أن الأجندات الإقليمية وبعض الحركات المناطقية التي تدفع نحو تمزيق اليمنية هي مخيفة لكل اليمنيين حتى في الجنوب نفسه.

 

وأكّد أن الحاجة للوحدة أكثر اليوم من أي وقت مضى، وخيار الوحدة متجسّد في كل قلب يمني، و22 شعار حيّ في قلب كل يمني ثائر شمالًا وجنوبًا.


تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية