آخر الأخبار

الوحدة اليمنية.. أحلام واسعة تصطدم بصراعات معقدة (تقرير خاص)

الوحدة اليمنية.. أحلام واسعة تصطدم بواقع معقد

الوحدة اليمنية.. أحلام واسعة تصطدم بواقع معقد

المهرية نت - خاص
الاربعاء, 22 مايو, 2024 - 10:19 صباحاً

تمر اليوم الذكرى الرابعة والثلاثين لتحقيق الوحدة اليمنية التي تم تتويجها في الثاني والعشرين من مايو عام 1900، حينما تم الإعلان عن ميلاد يمن جديد موحد بعد فترة طويلة من المفاوضات الرامية لتحقيق هذا الإنجاز التاريخي. 

 

حينها احتفل اليمنيون ببهجة وفرح شديد، وخرج الكثيرون إلى الشوارع احتفاء بهذا الإنجاز الذي طال انتظاره. 

 

وكان يأمل اليمنيون أن يتم عن طريق الوحدة ميلاد يمن قوي اقتصاديا وسياسيا وعسكريا، لكن اصطدم الجميع بواقع معقد جراء الصراعات التي برزت بين قادة تحالف الوحدة.

 

واستمرت الصراعات السياسية بعد الوحدة مباشرة بين قيادة المؤتمر الشعبي العام برئاسة علي عبدالله صالح وقيادة الحزب الاشتراكي برئاسة علي سالم البيض. 

 

وتطورت هذه الصراعات في عام 1994 حينما اندلعت حرب أهلية مريرة أسميت بحرب الانفصال. 

 

وأثرت حرب الانفصال على الواقع السياسي والعسكري في اليمن، إضافة إلى الجانب الاقتصادي الذي تضرر كثيرا، فضلا عن نشوب توترات وشكاوى استمرت وأثرت على الاستقرار السياسي في عموم البلاد. 

 

ومع بداية الألفية الجديدة لم يتنفس اليمنيون الصعداء حتى برزت أزمة جديدة تمثلت بالمواجهات العسكرية بين القوات الحكومية والحوثيين في محافظة صعدة. 

 

وخاضت قوات الجيش ست حروب مع الحوثيين استمرت بين عامي 2004-2010.

 

وأثرت هذه الحرب على الواقع السياسي والعسكري والاقتصادي في اليمن بشكل عام. 

 

وفي العقد الأول من الألفية أيضا ظهر الحراك الجنوبي في عام 2007 الذي بدأ بمطالب حقوقية تمثلت بإنشاء كيان جمعية المتقاعدين العسكريين والأمنيين المسرحين من عملهم، وطالب الحراك الجنوبي النظام الحاكم بالمساواة وإعادة المسرحين العسكريين والمدنيين، قبل أن تتطور المطالب إلى المناداة بانفصال جنوب اليمن عن شماله. 

 

وخلال العقد الأول من القرن الجديد، برزت صراعات سياسية متعددة بين الحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام وأحزاب المعارضة ممثلة بأحزاب اللقاء المشترك، وسط اتهامات للنظام بالسعي للتوريث وعدم الالتزام بالقانون الدستور فضلا عن عدم احترام حقوق الإنسان في البلاد. 

 

ومهدت هذه الصراعات بين الحزب الحاكم والمعارضة المصحوبة بتدهور الأوضاع الاقتصادية، إلى اشتعال ثورة الشباب في فبراير 2011.

 

وعاش اليمن في هذا العام ظروفا سياسية وعسكرية بالغة الصعوبة، قبل أن يتم تنحية الرئيس صالح من الحكم بمبادرة خليجية. 

 

وفي العام 2012 تسلم عبدربه منصور هادي رئاسة الجمهورية بعد انتخابات عامة كان هو المرشح الوحيد التوافقي. 

 

بعدها شهد اليمن استقرار نسبيا، وتم عقد مؤتمر حوار وطني بين عامي 2013- 2014، قبل أن تنهار أحلام اليمنيين إثر اشتعال الحرب باجتياح صنعاء من قبل الحوثيين في سبتمبر 2014. 

 

وعقب اجتياح صنعاء والسيطرة على عدة محافظات يمنية من قبل الحوثيين، دخل اليمن في صراع مرير ربما هي الأسوأ في تاريخه. 

 

وما يزال هذا الصراع مستمر للعام العاشر، في يمن ممزق منقسم، وضاعت أحلام الوحدة، دون أفق واضح لمصير هذا البلد الذي يعيش فيه أكثر من ثلاثين مليون نسمة. 


تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية